22 ديسمبر، 2024 4:09 ص

بيان الشاعر كاظم الحجاج

بيان الشاعر كاظم الحجاج

مشكلة المبدع مع الحاكم استقلاليته , حين يكون بحوزة السلطان يفقد ابداعه وحين يغرد خارج السرب تلاحقه كلاب الحكومة . ومع هذا غير المبدعون أنظمة واسقطوا حكومات .
مارك توين كاتب امريكي ساخر أهزل الكثير بنقده بل اسقطهم مرغمين , بعث مرة برسالة إلى عشرة مسؤولين فاسدين كبار كتب ما نصه : -اهربوا لقد اكتشفوا امركم
وفي اليوم الثاني كانوا جميعا خارج أمريكا .
كلما أتذكر الرجل اعجب من عشر كلمات تهد عشر طغاة .
يبدو أن طغاة العالم الين قلبا وأرق روحا من طغاة العراق !.
البارحة قرأت رسالة الشاعر العراقي كاظم الحجاج , ابن البصرة المعطاء , ظل شاعرا نافيا لشهواته كما ظلت ملابسه نظيفة على جسده الرقيق , هذا الشاعر ربما يعتقد بل يجزم أن للكلمة دوي وللقصيدة السنة بعدد حروفها لذ لك لها سامع ومطيع ومنفذ , وسواء أتت اكلها الم لم تأت , قال الذي عليه كإنسان مرهف يرى العراق يُنهب ويُستباح وتلغ الكلاب والقطط بدمه .
ولأنه لا يملك غير موهبته هزته الأريحة الشعرية فأراد أن يكون وسط الايمان ( من رأى منكم منكرا فالغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه , وهذا أضعف الإيمان ) ربما قرأ رسالة مارك توين وربما لم يقرءها , فالرجلان من نبع واحد لا يملكان غير الكلمة لهذا بعث برسالة مطولة لأنه يعرف ان المقصودين لا يفقهون الإيجاز … إنها صيحة بل صرخة قلب موجوع … إنها ليست انذار كاظم الحجاج وانما انذار العراقيين جميعا قد لا يدركه المعنيون اليوم لكنهم سيندمون غدا لان جبروتهم وغرورهم كان أكبر منها ( … سماها بيان أخير من الأقلية العراقية * نحن
الوطنين العراقيون داخل العراق وخارجه من حملة الجنسية العراقية , نناشد الاخوة المستوطنين والاخوة الأقليات السنية الخمس ونناشد الاخوة اتباع الأقليات الشيعية المتناحرة … نحن نرى العراق أكبر من تشيعكم وأكبر من تسننكم ومن كرديتكم …. إلخ .
إذا لم تكن صرخة تكوي وتميت فإنها ستذر الرماد بعيونهم .

* البيان منشور على موقع جريدة الحقيقة كاملا .