23 ديسمبر، 2024 2:05 ص

بوصلة مقتدى الصدر تتجه نحو السعودية‎

بوصلة مقتدى الصدر تتجه نحو السعودية‎

لا يخفى على أحد التقلب الواضح في مواقف مقتدى الصدر السياسية وحتى الدينية منذ اللحظة الأولى التي عرف بها على الساحة العراقية, فهو تارة يؤجج للطائفية ويقتل ويجرم بحق أهل السنة وتارة أخرى يصلي معهم وفي جوامعهم وينبذ الطائفية, ومرة يؤيد حكومة المالكي السابقة ولأكثر من مرة, ومرة يعارض هذه الحكومة, وتستمر تقلبات مقتدى من موقف إلى آخر حتى أصبح معروفاً بعدم ثباته على رأي أو موقف, وهكذا شخصية مستحيل أن يكون ولائها مطلق لجهة واحدة  بل يكون لأكثر من جهة ويتقلب بين تلك الجهات, وعندما نقول أن ولائه لجهات خارجية وليس للعراق لان لا يوجد موقف وطني عراقي حقيقي له بل كل مواقفه خدمت الدول الإقليمية بصورة أو بأخرى.
فمقتدى المعروف بولائه وطاعته لإيران تحول بولائه هذا إلى السعودية, حيث أصبح الآن أداة سعودية في العراق ليكون القوة السياسية السعودية التي تعارض القوة السياسية الإيرانية في العراق, وما يؤكد ذلك هو : اللقاءات السرية والعلنية التي جمعت قيادات التيار الصدري بالسفير السعودي في العراق ” السبهان ” قبل إعلان مقتدى الصدر الاعتصامات, كذلك الترويج الإعلامي العربي لمقتدى الصدر أثناء الاعتصامات حتى أخذ هذا الإعلام بوصفه القائد العراقي والعربي بعدما كان يصفونه بالصفوي والمجوسي !! انتشار ظاهرة التطاول على الرموز الإيرانية بين أفراد التيار الصدري ورفضها, والأمر الآخر والمهم هو إن الجميع كان خائفاً من اعتصامات مقتدى إلا سليم الجبوري المعروف بولائه السعودي حيث كان الوحيد الذي يصرح بأن للتيار الصدري الحرية في الاعتصام والتظاهر, ضرب مقتدى الصدر لمشروع إيران الذي كان يراد منه إطاحة الجبوري وباقي الرئاسات لكن مقتدى أمر بسحب كتلته الأمر الذي افشل هذا المشروع الإيراني وإبقاء الشخصيات السعودية, سفر مقتدى الصدر إلى لبنان وليس إلى إيران ورفضه المشروع الذي جاء به المالكي, هذه كلها إمارات ودلائل تؤكد على إن مقتدى تحولت بوصلة ولائه إلى السعودية وترك إيران خلف ظهره.
لعل هناك من يقول إذا كان مقتدى كذلك فلماذا لا يطالب بإخراج إيران من العراق أو على الأقل يصفها بالمحتل ؟ نقول له إن مقتدى الصدر مع غبائه الكبير إلا أنه ليه نوع من الذكاء هذا أن لم يكن هناك من يلقنه, فهكذا تصريح من مقتدى يعني موته السريع, وكذلك تصدع في صفوف أتباعه ودخوله في صراع مع المليشيات الإيرانية لذلك يحتاج إلى وقت كي يعلن عن مناهضته لإيران لأنه لا يمتلك الشجاعة لقول ذلك الآن, كما ينتظر أن يعلو كعب السعودية أكثر في العراق ليكون هو الناطق الرسمي السعودي في العراق بعدما كان الناطق الرسمي الإيراني.