يبدو ان العراق على اعتاب تغيير في التعامل مع المناصب السيادية وعلى وجه الخصوص منصب رئي الوزراء او كما يسمى في دول اخرى الوزير الاول ، لم يكن العراق طوال ال 15 سنة التي مضت يشعر العراقيون بوجود رئيس وزراء يشعر معاناتهم وحتى حين كانوا ينزلون للتظاهر والاحتجاج كانت السلطات تحاول قمعهم بالقوة عبر تجنيد المليشيا التي تتبع لبعض القوى السياسية ، وقد حدث هذا الامر حتى وقت قريب ، لكن اليوم ومع تولي الدكتور عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء وبرغم تعقيد الوضع السياسي الذي تتجاذبه قوتان هما تحالفي الاصلاح والاعمار وتحالف البناء فان ما يحسب اولا خروج العراق من الخنادق الطائفية فصار كل من هاذين التحالفين يضم شيعة وسنة وكرد واخرون وهذا باعتقادي امر جيد للعملية السياسية وهمو مما يخفف الضغط على الحكومة وعلى رئيس الوزراء تحديدا مع وجوب الاهتمام بالاقليات التي قد لا تملك العدد الكافي من النواب لايصال صوتها ، ولكن على كل من التحالفين ان يثبتا للشعب انهما يتبنيان موقف ورؤى عراقية وليست خاضعة او تابعة لجهات اقليمية وهو امر ليس سهلا ابدا ، ويبدو ان عادل عبد المهدي يعرف كيف يدير الامر مع التحالفين برغم انهما يسببان له الكثير من المشاكل لكنه لا يضع ارضاء التحالفين هرفا اول له فارضاء الشعب ونيل الثقة الحقيقية من عموم المواطنين هو الهدف الذي وضعه عادل عبد المهدي له وليس صعبا استجلاء مثل هذا السعي فمازال عادل عبد المهدي يرفض السفر خارج البلد مالم يحقق وعوده التي قطعها لممثلي الشعب فيي تحسين الخدمات غير ان الخطوة الاهم والاكبر والتي تحتاج لدرجة كبيرة من الجراءة هو نزول السيد رئيس الوزراء للشارع وخصوصا المعتصمين في امان الاعتصام والاستماع لمطالبهم وحسبما نقلته بعض القنوات الفضائية فان حضور رئيس الوزراء لم يكن من باب كسب العطف بل من باب الاستماع الجاد حيث تخلل اللقاء داخل خيم المعتصمين مناقشات جادة عن الحلول الجذرية للمشاكل التي طالما لم يسمعها احد من الطبقة السياسية وبالمقارنة فان حضور حدير العبادي للبصرة في فترة توليه رئاسة الوزراء تختلف عن حضور عادل عبد المهدي فالاول ذهب يتنزه في انظف شارع في البصرة في حين الاخير يزور اسوء الاماكن من حيث الخدمات والجلوس مع اصحاب المشكلة ومناقشتهم فيها مباشرة دون واسطة او دون تحديد لقاءات في قصور الدولة بل انه يقوم بربط المعتصمين بشخصيات مسؤولة عن تنفيذ هذه المطالب ، واكن الاحرى ان يتعلم السياسيون في المحافظات المنكوبة الاقتداء بسياسة عادل عبد المهدي بدلا من التصريح المثير للفتن او الهروب بسيارات مصفحة وبدل التقاتل على منصب ما لان نيل رضا الشعب وقبوله تعطي الشرعية الحقيقية التي يفتقدها 99% من السياسيين وان رئيس الوزراء عازم على نيلها عندما زار منطقة علوة الرشيد واعتصام بوب الشام والحسينية ونتمنى من السيد رئيس الوزراء زيارة البصرة لغرض التعامل مع المعتصمين الذين ينامون في العراء تحت مجسر شارع التربية منذ اشهر دون اي مبادرة من قبل مسؤولي المحافظة مما دفع المعتمصين للمطالبة بالغاء مجالس المحافظات الحلقة الزائدة في العملية السياسية والتي كانت ولازالت وستبقى تشكل مصدر فساد وهدر للثروة الوطنية ، ولا يخفى ان مطالب الشعب باتت ترتفع مع كل تجاهل للمطالب المشروعة والتي احيانا اجد ان من المعيب ان تصبح الحقوق البسيطة مطالب شعب مثل الخدمات والصحة والامن والعمل ، عموما اننا نتامل ان تستمر بوصلة السيد رئيس الوزراء بالعمل بالاتجاه الصحيح بما يخدم طموحات وتطلعات الشعب الذي فقد 15 سنه من حياته دون ان يكون لهذه السنوات اي عنوان الا الضياع