22 نوفمبر، 2024 7:45 م
Search
Close this search box.

بوصلة الاحتجاج السليم

بوصلة الاحتجاج السليم

لا يخفى على عاقل اليوم خطورة الازمة التي يمر بها العراق كله وضرورة التعامل بحذر شديد و حرص عالي وأحساس بالمسؤولية من قبل الجميع لكي لا يقع العراق مجدداً في بحر جديد من الدماء والظلم والفقر , فكل الذي جرى ويجري هو كافياً تماماً ليكون مبرراً شرعياً لدعوة كل اهلنا وابنائنا العراقيين بمختلف مشاربهم الفكرية والدينية أن يتعاملوا مع الأمر بحذر بالغ وبعقلانية تجنب الجميع المزيد من الخسارات , فبالرغم من مشاعر الغضب والنقمة على ما وصل اليه الحال فلابد لنا أن نكون جديرين بالمسؤولية المباشرة الملقية على عاتقنا كمواطنين وأن نوجه مشاعر الغضب و الاحتجاج نحو البوصلة الصحيحة للوصول لأنفسنا اولاً لشاطيء الامان ومنه للشعب العراقي كافة والعراق الذي نكونه نحن بأجتماعنا و بذكائنا , لذا فأن جزءاً كبيراً من الشعب اليوم قد حقق خطوة نحو الامام الا وهي كسر حاجز الخوف المتمثل بالاحتجاج مباشرة امام المنطقة الخضراء في الجمعة الماضية والتي أوصلت رسالة بالغة الأهمية بأنه قد حان أوان التغيير الحقيقي والشامل ولكن هنا تقع المسؤولية والعقلانية وطرح التساؤلات المنطقية فيما لو حاول هذا الجمع الغفير ان يقتحم هذه المنطقة وهو قادر تماماً على ذلك وباسهل مما يتصوره حماة الخضراء والمتحصنين داخلها , فمالذي سيحدث بالضبط وماهي الخطوة التالية ؟ هل نحن مستعدين كمواطنين  لفوضى عارمة جديدة لا يمكن ضبطها ؟ أم هل سيحدث الأصلاح والتغيير فعلاً لو أنهار مركز القرار المنتخب سواء شئنا ام أبينا ؟ كيف يمكن أن تدار الجبهات العسكرية امام اقذر عصابات في الكرة الارضية داعش ومن والاها وهم يتحينون مثل هذه الفرصة لأستغلالها وهم حاملي الخبث والدناءة الكافية  التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم ؟ كلا لا ينبغي ان يحدث هذا كله نحن نريد التغيير والاصلاح لا الفوضى ومن هنا يقع على عاتقنا واجباً حقيقياً في تحديد وجهتنا التالية التفكير جدياً بطريقة انجع وأسلم للتغير والتي اقترح ان تكون كالتاليمعاودة التظاهر امام أبواب المنطقة الخضراء مجدداً والمطالبة الواضحة بأسقاط هذه الحكومة وأعلان حكومة انتقالية مؤقتة يقودها اناس تنتخبهم الحشود المتواجدة في الساحة لأدارة كل شؤون البلاد واعطائها فترة زمنية لتحقيق الجو والبيئة المناسبة لأعادة الانتخابات واعادة تكوين دولة حقيقية مبنية على أسس المواطنة والانسانية حيث يكون فيها الانسان الفرد سيداً له من الحقوق افضلها ومن الواجبات اكملها , ومنه نكون قد حققنا فعلاً أنجازاً ذكياً كشعب واعٍ ومثقف لم يمنح الفرصة لاعدائه لاختراقه وتدميره ولنكفر عما بدا منا من اخطاء و ذنوب دفعنا بسببها دماء خيرة شبابنا الذين تساقطوا واحداً تلو الاخر نتيجة لادارة هذه الزمرة الفاسدة للبلاد , هي دعوة خالصة صادقة لان تكون دماء ابنائنا المتبقين اغلى وأهم من كل الاجندات التي يحاول الخبثاء تمريرها علينا , العراق بلد العراقيين والعراقيين أهل لهذه المسؤولية ان شاء الله 

أحدث المقالات