18 ديسمبر، 2024 12:52 م

“بوري” عمار “يفشخ” رأس الإطار

“بوري” عمار “يفشخ” رأس الإطار

منذ اسابيع اندلعت حرب ضروس بين الكتل السياسية التي راحت تتقاذف التهم حول أنبوب العقبة، الذي يمتد من ميناء البصرة الى العقبة الاردني، وكل كتلة تحمّل الاخرى مسؤولية اعادة إحياء هذا المشروع الذي أقره مجلس الوزراء في العاشر من يناير ٢٠٢٢، بعد سلسلة لقاءات بين مصر والعراق والاردن والامارات والسعودية -الدول المطبعة- مع الكاظمي تزامناً مع خروج دعوة التطبيع مع الكيان الصهيوني من السر الى العلن، واتهمت الكتل المتخاصمة مع الكاظمي، الأخير مسؤولية اعادة احياء مشروع الانبوب الذي ينقل النفط الى الاردن ومن ثم الى الكيان الصهيوني بالمجان، بينما “نبشت” الكتل الصديقة له أوراق تعاقد هذا المشروع فوجدته انه مضى منذ عام ٢٠١٣، إلا ان العمل فيه توقف بسبب الحرب على داعش الارهابية، علما ان من سنّ المشروع هو النظام السابق ويعود تاريخه الى ثمانينيات القرن الماضي حينما بدأ العراق في البحث عن طرق لمنفذ ثانٍ لتصدير النفط، وحاول تحقيق تقدُّم ملحوظ في فكرة إنشاء أنبوب نفطي يمتد من الأراضي العراقية إلى الأراضي الأردنية، ليصل إلى هدفه الأساسي في ميناء العقبة.
واستمر شجار “بوري” العقبة السياسي، بين الطرفين الذي يشبه الى حد ما الشجار الذي يحدث في المناطق الشعبية، والذي يستخدم فيه البواري للقتال، لأكثر من شهر حتى صار مادة دسمة للوكالات الخبرية التي وجدت في هذا الموضوع ضالتها لتجعل منه مادة رئيسة في اخبارها، وبعد انطفاء حرارة هذه الحرب وفتح ملفات جديدة صُرف النظر عن الانبوب، ونُسي كما نُسيت الملفات التي قبله، إلا ان زيارة السيد عمار الحكيم الى الاردن اعادت إحياء الموضوع من جديد.
اذا تفاجأ الجميع من تصريح الحكيم الذي نقلته وكالة الانباء الاردنية الرسمية، بعبارة صريحة اذ اكد “دعمه لمشروع انبوب نفط يمتد من البصرة الى العقبة”، بحسب ما نشرته الوكالة.
ومن المعروف ان السيد الحكيم قد انضم الى الاطار بعد انتخابات تشرين، التي خسر فيها، وتخلى عن شعاراته التي حاول ان يتناغم بها مع “التشرينيين” في حملته الانتخابية “نريد دولة” التي طغت عليها الصبغة المدنية، وانضم الى الاطار التنسيقي الذي يشمل غالبية الكتل الشيعية المعروفة بمواقفها المعادية للكيان الصهيوني، وهنا يبرز سؤال مهم: هل ان تصريح الحكيم وحتى زيارته الى الاردن جاءت كزيارة شخصية أم انها بعنوان الاطار كونه أحد أقطابه واذا كانت كذلك فهل الحكيم ضرب “الاطار” ببوري العقبة، أم انها جزء من البراغماتية التي طغت على سياسة تيار الحكيم منذ انشقاقه من المجلس الاعلى الى اليوم؟.
وبعيدا عن ذلك كله اذا كان الحديث مؤكداً حول الانبوب بانه ينقل الى اسرائيل النفط، فكيف تسمح الكتل السياسية “المنضوية تحت الاطار” لعمار الحكيم بان يعطي الـ”ok”، الى الاردن حول المضي بتمريره، هل ان صراع السلطة والسعي الى تشكيل الحكومة اسقط الكثير من الثوابت التي تنادي بها تلك الكتل ؟، أم هناك أمر آخر لا نعلمه!!.