18 ديسمبر، 2024 11:52 م

بوبجي ..أكو عرب بالطيارة؟

بوبجي ..أكو عرب بالطيارة؟

الحرب عادت إلى الشوارع والأزقة والبيوتات العراقية، ليس باستخدام السلاح الحي بل عبر الأجهزة الالكترونية، من خلال اللعبة الشهيرة بـ”ببوجي” “Battlegrounds‏”.
تشبه اللعبة عملية الاختطاف، لكنها من نوع آخر، فالتجربة الأولى تكون بإرادتك لتتحوّل لاحقًا إلى ‏شيء من الإدمان، فهي تعلّمك فن القتل والاستمتاع فيه، تغذيك بمعلومات وافرة، حول أنواع الأسلحة ‏والرصاص، وتهرب بك من عالم واقعيّ خطر إلى آخر افتراضي أخطر.‏
10 دقائق تقريباً تحوّلك إلى مقاتل في ساحة معركة، ‏يناضل ببسالة، ويقتل الآخرين ليصمد، والرابح من يبقى حتى النهاية، فهذه اللعبة سرقت عقول ‏الشباب على حين غفلة، واستولت على حياتهم الشخصية وبعضاً من أموالهم.
وتشهد هذه اللعبة اقبال كبير من قبل الاطفال دون سن ال10 سنوات والشباب وكبار السن وحتى النساء, خصوصاً بعد التحديث الجديد للعبة الذي اضاف الغة العربية للعبة وسيرفرات خاصة للشرق الاوسط, واضافة المنطقة الرابعة المنطقة الثلجية.
“مُصايب” بوبجي
لم يكن العراقيون بحاجة إلى “مغذي” للمشاكل التي تعصف بهم، وتعمّق أزماتهم، لكن تلك اللعبة كان لها جانب سلبيٌ في الكثير من الجوانب، حيث سجلت المحاكم العراقية بعض حالات الطلاق بسببت تلك اللعبة، حيث قالت وسائل إعلام عراقية إن شجارًا نشب أثناء لعب الزوج مع زوجته وفتاة أخرى، وحصل أن قام الرجل بتقديم المساعدة لتلك الغريبة، تاركاً زوجته تحتضر حتى ماتت.
وعندئذ ثار غضب الزوجة، لتذهب إلى بيت والدها، لتصل الأمور إلى دفع “فصل عشائري” هو الأغرب من نوعه، لكن الأدهى من ذلك هو وصول الطرفان إلى الطلاق.
ولم تقتصر الآثار السلبية على اللعبة في العراق عند تلك الحالة فقط، بل ترك كثير من الشباب أعمالهم اليومية، أو تهاونوا فيها بسبب “الاعتكاف” على تلك اللعبة، وممارستها بشكل يومي، وفي مختلف الأوقات.
بعد “العمّالة” دفع الأموال لـ”بوبجي”
يعود الشاب العشريني “محمد” من عمله في البناء والترميم، إلى منزله لأخذ قسط من الراحة، ليبدأ قتالًا جديدًا، باستخدام، اللعبة المشهورة.
يقول “محمد في حديثه لموقع” كتابات” أقضي معظم وقتي في اللعبة، التي تستغرق من 6 – 8 ساعات يومياً، فهيَ الوسيلة الترفيهية الوحيدة لدي، حيث أنني اتحمس وكأني ‏انتقلت فعلاً إلى ساحة معركة وحياتي في خطر.
لكنه يرى أن ‏اللعبة لا تؤثر على حياته الخاصة وعلاقته بمحيطه، فهي رغم أنها تأخذ وقتًا طويلًا، لكن من يمارسها عليه التوازن في العلاقات الاجتماعية وأداء مهام حياته الأخرى.
لقد أصبحت الألعاب الإلكترونية من أكثر وسائل الترفيه التي تستهوي الغالبية العظمى من الشباب والأطفال في مختلف دول العالم، حيث تشير الدراسات والأبحاث إلى أن دول الشرق الأوسط من المتوقع أن تسجل الألعاب الالكترونية، أرباحًا بقيمة 230 مليار دولار عام 2022، وذلك يدل على انجذاب كثير من الشباب والأطفال نحو هذا المجال وهذه الألعاب الإلكترونية.
ويرى مختصون في علم النفس أن خطورة هذه اللعبة كبيرة على الشباب، ‏لأنها تجعلهم يهربون من واقعهم ليعيشوا في عالم آخر بعيداً عن الحقيقة، بحيث لا يدركوا ‏دائماً الفرق بين العالم الحقيق والعالم الافتراضي الذي تعرضه اللعبة.
وبحسب المختصين فإن لهذه اللعبة خطورة كبيرة على المراهق، لأنها توهمه بأن أساليب ‏العنف هي الطريقة الوحيدة للدفاع عن النفس، “وكأن العنف هو الوسيلة ‏للوصول الى الهدف المنشود وإلغاء الآخر أمر طبيعي”. وأن ‏PUBG ‎‏ وما ‏يشابهها “تجعل الفرد يلجأ إلى العنف لحل نزاعاته.