هذا ليس عنوانا لكتاب ولا دعاية انتخابية لجهة معينة انما هي حقيقة قد لايلتفت لها البعض فمنذ ان حدثت المشادة الكلامية والاتهامات المتبادلة بين النائبين عن دولة القانون وكتلة الاحرار السيد جواد الشهيلي والنائبة حنان الفتلاوي وبروز حادثة اجراء عملية البواسير للنائب خالد العطية ووسائل الاعلام افردت الكثير من عناوينها وصفحاتها لمناقشة هذا الحدث الذي جاء بالعارض لان المشكلة لم تكن مع النائب العطية وانما كانت مع الفتلاوي ولأن المثل يقول (علي وعلى اعدائي) فقد انبرى النائب الشهيلي لعرض بعض مخالفات اعضاء دولة القانون والتي كان من ضمنها عملية بواسير العطية والتي تم اجرائها بمبلغ باهض وصل الى 59 مليون من ميزانية مجلس النواب العراقي وقد اكون من ضمن منركب الموجبة وكتبت مقالا تناولت هذا الحدث الابرز في الفصل التشريعي لهذه الدورة الانتخابية لمجلس النواب العراقي وقد كنت اعتقد ان لهذا الحدث تداعيات شخصية او حزبية محلية فقط ولكن الذي وجدته من خلال المتابعة ان لهذا الحدث تداعيات ونتائج مهمة على المنطقة باسرها وخصوصا الازمة السورية والتي يمكن ان اجملها بعدة نقاط :
1. انصراف الرأي العام العراقي عن مايحدث في سورية من مواجهات بين الحكومة والفصائل الارهابية والتي كان العراقيون من المتابعين الجيدين لها ولكنهم بسبب حادثة البواسير هذه قد تركوا ذلك وأظهروا اهتماما منقطع النظير بعملية بواسير النائب .
2. كان من المؤمل ان يكون الشيخ العطية وهو شخصية معروفة في الوسط السياسي العراقي حيث تولى منصب النائب الاول لرئيس البرلمان في الدورة الماضية كان من المؤمل ان يرافق الوفد العراقي الذي كان برئاسة الخزاعي لحضور اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك والتي كانت منعقدة اصلا لمناقشة الازمة السورية ولكن بسبب انتشار خبر البواسير هذه امتنع العطية من مرافقة الوفد مما اثر على نشاط الوفد العراقي الداعم لحلحلة الازمة السورية.
3. كان من ضمن المواضيع التي تم مناقشتها في اجتماع مجلس الامن واجتماع قادة الامم هو ملف السلاح الكيمياوي السوري وكيفية تفكيكه وكان من ضمن الاتهامات الموجهة للنظام السوري هو نقله للسلاح الكيمياوي الى العراق حيث تم رفض هذا الاتهام وعدم مناقشته بسبب النتيجة التي وصل لها الاعضاء بالمناقشة حيث توصلوا الى هذه النتيجة وهي عدم امكانية العقل العراقي عن استيعاب فكرة خزن والاحتفاظ بالسلاح الكيمياوي السوري والدليل على ذلك اقدام النائب العطية على اجراء عملية البواسيرخارج العراق وعدم اجرائها داخل العراق مما يعطي دليلا واضحا على ضعف العقلية العلمية العراقية .
4. اعتادت وسائل الاعلام ان تتناقل خبر جهاد النكاح وذكر كلمة النكاح والاعضاء التناسلية على صفحاتها مما ولد اشمئزازا لدى الفرد العراقي المتحفظ على هكذا امور ولكن بعد تناقل الصحف ووسائل الاعلام العراقية لخبر البواسير ومكانها الحساس في الجسم وكثرت تداول خبر اجرائها ولد نوعا من التقبل لدى الفرد في سماع هكذا امور قد تكون مقززة للبعض والذي انعكس بدوره على متابعة اخبار جهاد النكاح في سوريا وظهور اصوات مناديه للمشاركة فيه !!! .
5. ابعاد النائب العطية نفسه وهو المعروف بالعقلية الفذة في متابعة الشؤون المحلية والاقليمية التي تحيط بالعراق وخصوصا الازمة السورية بسبب حادثة البواسير هذه مما اثر سلبا في تقويض فرص الحل السياسي في سوريا .
6. ان حادثة البواسيرهذه ادت الى توصل الجماعات الارهابية في سورية واعتقادها بان القادة السياسيين في العراق قد اصابهم الوهن وبالتالي قد يعمل ذلك على التعجيل بإنهاء الملف السوري والانتقال مباشرة الى العراق لإكمال اقامة الدولة الاسلامية فيه .
7. ظهور فكرة لدى الاوساط الارهابية في سوريا وانتشارها بين الفصائل المسلحة مفادها ان هذه الفصائل تهدف الى اسقاط النظام السوري والذي تنعته بانه ظالم ومستغل لثروات البلد ويعيش في ترف فاحشوهذا الترف والثروة المالية مشابه الى حد قريب مايعيشه النائب العطية ومع ذلك فقد اصيب بهذا الداء(البواسير) فلماذا لايتم ترك الاسد عسى ان يصاب بهذا المرض (وكفى الله المسلمين القتال) .
8. ان الهدف الاساسي للفصائل الارهابية في سوريا هو تقويض الحكم العلوي والذي يحسبونه على الروافض (الشيعة) حسب اعتقادهم وبعد الانتهاء من سوريا يتم التحرك باتجاه العراق ايضا لتقويض الوجود الشيعي في السلطة وخصوصا في البرلمان ومن علامات هذا الوجود هو وجود المعممين ضمن اعضاء مجلس النواب وهم علامة مميزة للشيعة ونتيجة لحادثة البواسير هذه قد لايفكر النائب العطية بالترشيح مرة ثانية في الدورة القادمة وبذلك قد تحقق الهدف ونقص عدد العمائم الشيعية في البرلمان وهو الذي تسعة اليه الفصائل الارهابية وهو المطلوب وبدون قتال .
9. تتهم الفصائل الارهابية في سوريا بعض العراقيين وخصوصا الشيعة بالمشاركة في القتال في سوريا وتقول تلك الفصائل ان العراقيين الشيعة يقومون بالمجيئ الى سوريا للقتال ولكن ما حدث بسبب حادثة بواسير النائب العطية ان العراقيين اصيبوا بصدمة وخيبة امل مما اثر سلبا على تواجدهم في سوريا للاشتراك في المعارك هناك .
10. هناك مما تتناقله وسائل الاعلام ان هناك تأييداً للفصائل المسلحة من بعض الجهات السياسية في العراق وهناك اعضاء في مجلس النواب يقومون بهذا التأييد وكذلك هناك نواب معارضين لهذه التأييد وبسبب حادثة البواسير هذه تكون جبهة المعارضة قد خسرت عنصرا فعالا فيها والنائب خالد العطية مما اعطى قوة دافعة للفصائل الارهابية في سوريا للاستمرار بأعمالها .