22 ديسمبر، 2024 7:28 م

بوابة تحوي اقزام البشر، فما ورائها سنرى بشاعة العقل الجاهل، لا بشاعة الوجوه، نحن كعراقيين قد قمنا بالولوج في اعماقها فهل نحن في مرحلة الخطر ؟ .. سؤال لطالما راودني ونحن نعيش ايام تعسة، مع وجود بعض المسؤولين الطارئيين، يشعرون انهم يقفون على ارض صلبة ومتمكنين من الامر جدا، خصوصا ذاك الذي يتباهى بمن يسنده فتشعر ثم تتاكد بانه يعاني امراضا نفسية كثيرة، اكبرها الوسواس القهري الذي دمر كل دواخله، لكن، بعد ان نصل الى نهاية القصة، وجدت ان اكبر صفة يمتلكها هو الجهل الذي سبب له مشاكل لا حصر لها، ويُسبب له آلاماً جسدية ونفسية، يعكسها في نفوس المتلقين.

فحينما يكون الشخص لا يعرف؛ فعدم المعرفة ليست مشكلة، لكن المواصلة في الجهل هي المشكلة؟! فالمسؤول الخبير، الذي يريد ان يقدم نفعا لمؤسسته، مجتمعه، يريد تحقيق هدف في العمل، لابد له ان يستفيد ويفيد، فلا حساسية له؛ لانه لا يريد تحقيق هدفه الشخصي، لكن يبدا الجهل عندما يعتبر ان الاشخاص الذين يجتمعون معه، كأنه قد دخل معهم معركة، فيبدا باختيار قرارارت وخيمة، تؤدي الى خلخلة النظام المستقيم، الذي بنيت عليه المؤسسة، فلا ينفع معه راي! ولا ياخذ بنصيحة احدهم! لانه؛ بصراحة جاهل وكما قيل قديما (النقاش مع الجهلاء كالرسم على الماء ،مهما ابدعت ،فلن يحدث شئ)

مقولة شهيرة للمفكر والفيلسوف الانجليزي( برتراند راسل )تعبر عن ظاهرة نفسية، اجتماعية، خطيرة، محيرة جدا، تعرف ب (تاثير دانينج –كروجر)عن الجهلاء بانه : تحيز معرفي يصيب الاشخاص، اصحاب القدرات الضعيفة، فيتوهمون انهم متفوقون، اصحاب قدرات كبيرة، ومعرفة حقيقية، تحدث هذه الظاهرة عندما يعتقد الشخص الجاهل، او قليل الخبرة والكفاءة، والمهارة ، بمجال معين ان مستواه اعلى بكثير من مستواه الحقيقي، بمعنى ميل الشخص الغير مؤهل للمبالغة في تقدير مهاراته، او مستواه المعرفي في مجال وقوعه في وهم الافضلية؛ فيحدث العكس! ويهدم البناء ويبقى الحطام الذي سيستمر فترة حتى يتم معالجته .

التفسير الرئيسي للظاهرة؛ هوان جهل الشخص، يجعله غير قادر على معرفة حقيقة عدم كفائته، او مهارته في الاداء، لان لو كان عنده القدر الكافي من العلم والمعرفة لاستطاع ان يعرف مستواه الحقيقي وموقعه الفعلي.

علينا ان نعلم؛ ان هؤلاء قد يكونون من الخبراء في مجال قريب من مجال الكلام! فلا ننخدع بخبرتهم، هذا بالضبط ما يحدث في مؤسساتنا الحكومية في اختيار المسؤول .

اننا الان في بلد الحضارات، في مرحلة اصبحت فيها واثقة، اننا بحاجة الى حل سريع بتذويب هؤلاء المسؤولين من الجهلاء، لان مشاهدتهم وهم يتسنمون مواقع اكبر بكثير من عقولهم فعلا معضلة حقيقية، ومشكلة كبيرة ندفع ثمنها يوميا جميعنا منتسبين ومجتمع وحكومة .

عن رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم ( الجاهل يظلم من خالطه، ويعتدي على من هو دونه، ويتطاول على من هو فوقه، ويتكلم بغير تمييز. وعن رأى كريمة اعرض عنها، وإن عرضت فتنة أردته وتهور فيها)

ضع في ذهنك دائما ما زال هناك الكثير لم تتعلمه لتشعر انك على الطريق الصحيح …