منذ العقد الثامن من الالفية الماضية، ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقوم بحملة إعلامية واسعة تدفع للإيحاء بأن حزب الله اللبناني”المٶسس و الموجه من قبله”، هو حزب مثالي و نموذجي و يصلح لأن يکون بديلا للنظام العربي الرسمي، وقد إنبهر جانب کبير من الشارع العربي بهذا الحزب و صدقوا و آمنوا بأهدافه و غاياته الظاهرية التي تدعو لنصرة القضية الفلسطينية و لکل مايتعلق بالاسلام و المسلمين.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي عقد الثمانينيات کان الى حد ما لايزال يحافظ على بريق و ألق شعاراته و أفکاره التي يرفعها، ولذلك فإنه وعندما کان يقوم بتسويق حزب الله اللبناني، کنموذج و بديل سياسي ـ فکري للنظام العربي الرسمي، فإنه کان هناك الکثير من الآذان التي تستمع لهذا الطرح، لکن مرور الاعوام و إنکشاف و إفتضاح ممارسات و سياسات و نهج هذا النظام، جعلته هو قبل حزب الله تحت رکام أسئلة متباينة ولاسيما بشأن الدور الذي يقوم به على صعيد المنطقة.
الاحداث الاخيرة التي عصفت بالمنطقة و أدت الى حدوث تغييرات في الانظمة السياسية في المنطقة و ماقد جرى في سوريا تحديدا من إنتفاضة و ثورة شعبية ضد نظام الدکتاتور بشار الاسد، و الدور الذي قام به حزب الله الى جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل التصدي للثورة و القضاء عليها و إنقاذ الدکتاتور الاسد من المصير الاسود الذي ينتظره، سرعان ماخطفت تدريجيا البريق و الالق الذي أضفته طهران لأعوام طويلة على هذا الحزب.
حزب الله اللبناني و بعد إصراره على الدفاع عن نظام الاسد لأسباب و دوافع طائفية، و بعد إزدياد عدد قتلاه في سوريا، وکذلك ماقد تم تأکيده عن أدوار مشبوهة له في العراق و اليمن و دول الخليج و مصر و غيرها، فقد صار الشارع العربي و الاسلامي ينظرون لهذا الحزب نظرة أخرى مختلفة تماما عن تلك النظرة الانبهارية السابقة.
في هذا الخضم، وفي ظل التراجع الذي يشهده حزب الله اللبناني و الانکسارات و الهزائم التي يواجهها فإن صحيفة”واشنطن تايمز” الأميركية أکدت في تقرير لها أن إدارة مكافحة المخدرات الأميركية أبلغت أعضاء في الكونغرس بشكل رسمي أنها توصلت إلى أدلة تثبت تورط الحزب المدعوم من إيران في أعمال تهريب وتجارة مخدرات ضخمة حول العالم. وقال مدير العمليات في إدارة مكافحة المخدرات بالولايات المتحدة مايكل براون إن حزب الله تمكن من “نقل أطنان من مادة الكوكايين” من أميركا الجنوبية إلى أوروبا، كما أن الحزب نجح في تطوير “النظام الأكثر تعقيدا لغسيل الأموال في العالم، أو نظام لم نشهد له مثيلا من قبل”، لکن الاهم هنا هو أن نورد ماقد أثير من شکوك حول دور الحرس الثوري الايراني نفسه في التورط بتجارة المخدرات و علاقاته المشبوهة مع عصابات المافيا.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و حزب الله اللبناني، لم يعد بوسع الاقنعة و الرتوشات و المسائل التمويهية أن تخفي من حقيقة نواياهم و مقاصدهم و معدنهم الاساسي، وإن القادم من الايام من شأنه أن يکشف الکثير عنهما و يوضح لشعوب و دول المنطقة بأية أساليب و وسائل ينشرون أفکارهم و ينفذون مخططاتهم المشبوهة.
