19 ديسمبر، 2024 3:05 ص

بهتان الديمقراطية والعواطف البشرية!!

بهتان الديمقراطية والعواطف البشرية!!

الديمقراطية بهتان والعواطف البشرية سلطان , والإنتخابات سلوك عاطفي إنفعالي متأثر بآليات التسويق الإنتخابي المبنية على إثارة الحماس والخوف , وهي أساليب إصطيادية إيقاعية تستحوذ على الوعي البشري , وتسخّره لتدمير ذاته وموضوعه وهو في غياهب الغفلة يعمه ويتمرغ كأنه منوّم.
فالحملات الإنتخابية لا تخاطب عقول الناس ولا تقدم برامج لتحقيق حاجاتهم ومتطلبات عيشهم ورفاههم , وإنما هي مبنية على إثارة العواطف الحماسية تجاه المرشح والخوف من المرشح المضاد , فيصبح الناخب مرهونا ما بين الترغيب والترهيب .
فهذا يثير الحماس في النفوس الإنتخابية بما يطرحه من الأضاليل والأكاذيب وآليات التسويق الدعائي المعروفة , من كلمة وصورة وصوت وغيرها من مفردات الإيقاع بالناس ودفعهم لإنتخابه , وفي ذات الوقت يشيع مشاعر الخوف والرعب من الخصم ويحاول أن ينفّر الناس منه ويخرجهم من صفوفه.
وهي لعبة عاطفية معروفة تمارس في العديد من المجتمعات التي تسمى ديمقراطية , حتى تجدها تنتهي بإنتخاب مَن يمثلها وهي لا تمت بصلة إليه , بعد أن هدأت سوراتها الإنفعالية ومخاوفها المزعومة أو المصطنعة.
وفي مجتمعاتنا الموجوعة يتم إستخدام الخوف من الآخر كوسيلة بشعة وجشعة لنيل الأصوات وإعماء الناس , وإصابتهم بالرعب الهستيري الذي يملي عليهم الإنعطاف نحو هذا المرشح دون غيره.
ويبدو أن مناهج الخوف والتخويف والترعيب من الآخر بما يرافقها من إقرانات تدميرية مخطط لها , أو مبرمجة ومحسوبة لرهن الناخبين والإستحواذ على أصواتهم , هي الوسيلة الشائعة والتي تأتي بنتائج طيبة للمستحوذين على البلاد والعباد , ولهذا فالناس ينتخبون مَن لا ينفعهم بسبب الخوف والرعب الذي يجعلهم يفكرون بآليات سلبية , فيستلطفون القهر والحرمان والحكم بالحاجات , وقد أوهموهم بأنه أفضل لهم من الموت والوعيد الذي يخوفونهم به ومنه ويدحرونهم فيه , وهكذا فأن الديمقراطية بهتان عظيم ما دامت العواطف البشرية هي السلطان والعنوان.
فهل سيتحقق الوعي , ويسود التفاعل العقلاني الراجح اللازم لبناء الوطن والإنسان؟!!
فما أروع الديمقراطية عندما يعقلها البشر وتتنعم بها الأوطان!!

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات