بعد ان مضت قرون كثيرة على غزوة بني قريظه اعاد اليوم التاريخ نفسه في الموصل بنفس الصورة تقريبا فغدر بني قريظة بالمسلمين في اثناء معركة الخندق رغم العهود والمواثيق التي كانت بين المسلمين مثلها مثل المواثيق والعهود التي كانت بين حكومة المركز والحكومة المحلية في الموصل وبين القطعات العسكرية المتواجدة هناك وعلاقتها المعقدة بالحكومة المحلية ، فحقد يهود بني قريظة في السابق على المسلمين وتربص الدوائر بهم وخيانتهم العهود في أحلك الظروف وأصعبها تتجلى اليوم في خيانة حكومة المركز والحكومة المحلية للمدينة وتربص الحكومتين بالاخرى وعدوهم هم ابنائهم في المدينة ويجمعهم شهوة الخيانة وبيع ما لا يباع وأستباحة ما حرمته الشرائع السماوية والوضعية .
أما القطعات العسكرية التي كانت تتخبط بين الحكومتين فالأوامر تأتي وتنفذ حسب أهواء من وجدوا انفسهم صدفة اصبحوا قادة وجنرالات وهم لا يفقهون في العقيدة العسكرية غير نصب السيطرات وجعل الجندي شرطي مرور ومهام لا تليق بشرف الخدمة العسكرية التي لا يقفه منها جنرالات الدمج والأحزاب شي هذا أن كانوا سمعو بهذه الكلمة .
بالأمس البعيد هجم يهود بني قريظه على نساء وأطفال المسلمين بعد أنشغال المسلمين بحماية المدينة ، أما بني قريظة الجدد هربوا كالقط المذعور بمجرد سماع خطر ما يحدق بهم فبدأ جنرالات الصدفة ترك بيت العنكبوت الذي يختبأون به بعد أن أسسوه طوال أكثر من عشر سنوات فأنهار بأشاعة ثم أصبحت الاشاعة واقع نعيشه اليوم ونحصد ما زرعه أبطال السياسة الجدد .
بني قريظة في الأمس البعيد سعوا لفتح ثغرة في خندق المدينة تسهل مرور الجيوش المعادية للمسلمين ، أما بني قريظة الجدد لم يسعوا لفتح ثغرة فوجودهم كانت أكبر ثغرة سهلت وأسست لبناء ودخول داعش في العراق ، فالموصل بكل أعداد القطعات العسكرية المتواجدة هناك بكل تشكيلاتها كانت سور موهون حول المدينة أنهار بكل سهولة فكان الأجدر بالحكومة حفر خندق حول المحافظة كمل فعل المسلمين سابقآ وتوفير المليارات التي خصصت وصرف قليل منها والباقي ذهب بجيوب بني قريظة الجدد .
مثل الأمس البعيد طلب بني قريظة أن يحكمهم رجل كان حليف لهم في أيام الجاهلية وفي الحاضر وبعد أن تعود الموصل الى أحضان العراق سيطلب أهلها أن يحكمهم رجل حليف لهم في نفس جاهلية الأمس .
تاريخنا مملتئ بالحروب والدماء وحاضرنا لا يفارقه القتل بأبشع ما كان في السابق وستزهق دماء طاهرة في هذه المعركة يبدو أنها ستذهب سدى لبقاء نفس وجوه المسؤولين التي تحمل سمة العهر والفساد فأن لم تتغير هذه الوجوه لن يختلف المستقبل بالحاضر والماضي وستعود العاهرة وأقوى مما كانت عليه .