27 ديسمبر، 2024 1:54 ص

بنو داعش .. إذهبوا فأنتم الطلقاء..!

بنو داعش .. إذهبوا فأنتم الطلقاء..!

(ولكم في رسول الله أسوة حسنة)
على خطى هذه الآية ألقرآنية، التي يؤمن بها قادة الحرب، وأقطاب الفتنة المفتعلة في الوسط الشيعي، قد يُسقط الأطراف المعنييون، عملية اخراج ونقل عناصر داعش الى منطقة أُخرى، على مباني وفحوى مقولة “رسول الله”، في آل “أبي سفيان” عندما فتح مكة، فقال لهم: (إذهبوا فأنتم الطلقاء )! الحرب الطاحنة, والسيوف التي أكلت من رقاب المسلمين, وشربت من دمائهم, وصدر حمزة الذي لم يجف نزيفه، وكبده الذي ما زال بين أضراس هند، وتنبوءه بما يصنعون من بعده، كل ذلك تنازل عنه رسول الله، وترك لهم جمالهم وخيولهم المؤثثة المكيفة، لتنقل داعش خارج أرض مكة..!

من جهة أخرى؛ وما يترجم إنقسام الشارع العراقي، حول تلك الصفقة، التي إقتضت بتسليم رفات وأجساد بعض شهداء المقاومة اللبنانية، مقابل خروج ونقل عناصر داعش من قبل النظام السوري، الى منطقة (البو كمال) السورية القريبة والمفتوحة من الحدود العراقية، يرى الطرف الأخر المنقسم، بأننا ومع قرب تلك القنابل الموقوتة, والنفايات البشرية المتصدئة بالجهل, وبث الموت والدمار، سنعيد مسلسل التضحيات المجانية ونعود لندبة حظنا العاثر مع الشاعر(عبد الرزاق عبد الواحد):

وإن خـانَكَ الصَّحبُ والأصفياء .. فقـد خـانـَنا مَن لـهُ نـَنتَمي.
بَـنو عَمـِّنا..أهـلـُنا الأقرَبون … واحِـــــــــدُهُم صـارَ كـالأرْقَـمِ.
تـــــــَدورُ عـلينا عـيونُ الـذِّئاب …فـَنَحتـارُ من أيـِّها نـَحتَمي.
لهذا وَقفنـا عـُراةَ الـجـراح … كـباراً علـى لـؤمِــــــهـا الألأمِ.

من بعد خطاب السيد “حسن نصر الله” فيما يخص الإتفاق ومجريات الحدث، باتت الصورة واضحة المعالم، لا يشوبها اللغلط والتشويه أو الغموض، فكان خطابه الخنجر الذي حز رقبة الإعلام المضلل، وقطع دابر ورأس الفتنة، ففي الوقت الذي يقاتل حزب الله تلك الجماعات الإرهابية في الأراضي اللبنانية، قام بنقل المعركة الى منطقة (البو كمال) السورية، والتي هو فيها جزء من المعركة أيضا، وبإتفاق مع الحكومة السورية، وما بقي هنا على الحكومة العراقية إلا تأمين حدودها، والعمل على التنسيق مع القوات اللبنانية والسورية، المتواجدة في المنطقة ذاتها، منذ عدة شهور، لغرض تحجيم القوى والعناصر الارهابية، ليتسنى سهولة إبادتهم في مكان واحد، خصوصا وإن هنالك اكثر من (4000)عنصر ارهابي متحصن في تلك المنطقة منذ عدة سنوات..!

الحقيقة التي لابد أن نستأصلها ونختزلها من بين إنقسام الآراء، بعيدا عن الإعلام الذي أخذ دوره في هذا الموضوع، هي إن لا الطرف المفاوض تمثل بفعل “رسول الله” ومقولته، ولا المتخوفيين سيندبون حظهم العاثر، مع “عبد الرزاق عبد الواحد”، وإنما على الطرفين تجنب حرب إعلامية، أرادت أن تهول وتضخم عمل إعلامي! تتجاذب به أطراف، وتتباعد به اطراف أخرى..! لكي يُخون أحدهم الأخر..! فيحدث إنشقاق ونزيف في جدار وجسد المقاومة الشيعية، وبالتالي سننتهي بحرب تسقيطية (شيعية- شيعية)، وقع ضحيتها العديد من المتابعين للشأن السياسي، لم تستثني منهم المتعلم من غير المتعلم، وحتى على مستوى حَملة الشهادات، فقد وجودوا أنفسهم وللأسف جنودا لصالح تلك الحرب المفتعلة، دون ان يعلموا بذلك.

ختاما نقول : من المخجل والمؤسف أن المستفيد الأول والأخير من تلك الحرب الإعلامية، التي شارك بها من شارك، وأفتتن بها من أُفتتن، وتجند لها من تجند..! هو الطرف المتربص بالجميع، والذي يحاول تقسيم وإضعاف وحدة العراق من جهة، والعمل على احداث الفتنة، ومصادرة التحالفات الاستراتيجية والعلاقات المصيرية، ما بين الحكومة العراقية والإطراف الاقليمية الفعالة والدول المجاورة في المنطقة من جهة اخرى، وهذا ما سيكثف المحنة، ويَعبل الأزمة، ويصدر الإرهاب حيث يريد، في ظل إختلاف الرأي وشدة وحدة الخلاف والاختلاف، بين ابناء الجلدة الواحدة، وبذلك سنكون أعنا الإرهاب على أنفسنا، وبدأنا فعلاً ندخل محرقة نصبناها لعدونا في الموصل وتلعفر، فوقعنا بها على الحدود العراقية، فضلا عن دخول الارهاب الى مدننا، في ظل تلك الصراعات، وتَخوين أحدنا للأخر..