في كل بلد اوربي مهرجانات وكرنفالات عديدة ومتنوعة وفي اوقات محددة من السنة تتضمن فعاليات لمجموعات وفرق ولكل مجموعة ملابس خاصة وعلى المشتركين ارتداء الملابس المناسبة للفعالية . والملابس يتم تأجيرها من شركات مختصة فتجد في الاحتفال او الاستعراض مجموعة بملابس معينة و بنفس اللون والفريق الاخر ملابس اخرى ومن لون اخر …وهكذا…. هذا مالمسته في اوربا ولكني سمعت من احد اصدقائي بأن تأجير الملابس بدأت في العراق ايضا … وسألته هل صارت عندنا ايضا مهرجانات وكرنفالات كما في البلدان الغربية ؟
يقول صديقي: (استوجب سفري الى بغداد لاكمال معاملة ادارية في الدائرة الفلانية في بغداد وعندما وصلت اليها صادف وان حان وقت صلاة الظهر فإنتظرت الى ان كمل الموظفين عبادتهم تقبلها الله منهم ثم تقدمت الى الموظف المختص لانجاز معاملتي الاّ انه طلب مني طلبا غريبا قال لانروّج معاملات المواطنين الذين يرتدون بنطلون جينس(كاوبوي) والحل؟ عليك بإرتداء لبس مناسب، وخرجت وفي الطريق اشار الي بعض الناس بأن هناك محل قريب لتأجير البنطلونات والقمصان الملائمة لمعاملتي ووجدتها فكرة صائبة فأجّرتُ بنطلونا وقميصا بعشرة الالاف دينار ولبستها وذهبت الى الموظف المعني هذه المرة لم يعترض على ملابسي ولكن على اوراقي … معاملتك فيها نقص…ولازم تأييد من الجهة الفلانية… و…و… اذهب وكملها وتعال فقلت له انا من كركوك صعب علي الرجوع أليس فيها مجال فقال هـا اشوف … وتيقنتُ انه سوف يطلب رشوة وطلبها رغم تأديته صلاة الظهر قبل نصف ساعة).
في اعتقادي ان بعض المأمورين يبتكرون القوانين للمراجعين حسب مزاجهم ومثال ذلك حدث اثناء خدمتي الالزامية بداية السبعينيات في احدى الوحدات العسكرية في بغداد و المعنية بالوحدات الملغية وكان مراجعينا من المدنيين الذين يودون اضافة خدمتهم العسكرية الى الخدمة المدنية حسب القرارات الحكومية انذاك وكان مسؤول التوجيه السياسي نائب ضابط شاب ولكون معظم المتقدمين بشعر طويل نوعا ما طلب مني ان اكتب قطعة واضعها في باب الدائرة (يمنع ترويج معاملات المتخنثين والمتزلفين) وسألته لماذا الشعر الطويل مودة هذه الايام فقال:طالما انا ممنوع عليّ اطالة الشعر فلااُمَّشي معاملة اي شخص بشعر طويل ، يعني نوع من الانتقام من المدنيين فكان المراجع يذهب الى الحلاق ويراجع بعد تقصير شعره ويتم ترويج معاملته.
أود هنا ان اوضح نقطة ليس من الانصاف تعميم هذه الحالات على جميع الدوائر لوجود مئات الالاف المخلصين بينهم لهذا الوطن العزيز. و يبقى السؤال الموظف الذي لم يروّج المعاملة بسبب البنطلون الغربي على انه حرام كيف طلب الرشوة هل على اساس انها حلال ام ماذا ؟ سؤال يجب ان نتوجه به الى علماء الفقه.
نركب السيارات الغربية ونتمتع بالمكيفات الهوائية الغربية ونستعمل التلفونات المتطورة الغربية ووسائل الاتصال الاخرى و…و… التلفزيونات والحواسيب المتطورة … و كلها مسموحة وحلال أما بنطلون الكابوي فلا ، اي منطق هذا واية عقيدة حبذا لو ان كل رئيس دائرة يدقق اعمال موظفيه لكي نقضي على الاثار السلبية المنتشرة في البلد.