المتتبع للأحداث الحاصلة في الشرق الاوسط اذا ما استطاع ربطها مع بعضها منطقيا سيلاحظ ان دول العالم تنتظر ولادة دولة قيادة جديدة تؤثر في محيطها الخارجي وتستطيع مواكبة تطور الاحداث المتسارعة وعلى المستويات السياسية والاقتصادية بعد ان اختلت موازين القوى التي كان يعول عليها في ادارة الصراعات والازمات في المنطقة كسقوط دولة مبارك وذوبان تأثير الجامعة العربية وتبعها سقوط الاسرة الحاكمة السعودية معنويا بعد ان كشفت اللثام عن عنصريتها من خلال تدخلاتها في احداث البحرين واليمن وحتى مصر وفشلها في ازالت النظام السوري ناهيك عن تدخلاتها السافرة في العراق لذا جمدة ارصدتها الادارية المؤثرة على القرارات الاممية ولكون ايران تعيش في عزلت سياسية واقتصادية لم يتبقى الا ايجاد دول تمسك بالعصى من الوسط لتتمكن من التحدث باسم معظم الطوائف والقوميات وتتمكن من خلق تجاذبات سياسية بين شرق الارض وغربها لذا نرى خارجيات الدول وبتعاضدها مع وسائل اعلامها تسارع الخطى في عرض المقترحات للازمات وبناء جسور من العلاقات الخارجية مع الدول وعلى سبيل المثال قطر التي تسعى لتكون الوسيط في الصراع الايراني السعودي المغلف بالصراع الشيعي السني وتركيا التي ما فتئت من وضعها القدم الاولى في الاتحاد الاوربي حتى التفتت الى التأكيد على اسلاميتها ومعرفتها التامة بقضايا الامة فأرسلت سفن اغاثة لأهالي غزة واعترضت في الوقت ذاته على افعال درع الجزيرة في البحرين ومن ثم اصطفت طائفيا نازعة قناع التمثيل الذي لبسته مع قضية البحرين لتتدخل في الشؤون السورية.
ومع هذا كله الا ان دول او مؤسسات دولية عديدة بينت من خلال تصاريح مسؤوليها العلنية او ما خبيئته السطور ان الدور الريادي هذا التي تتصارع عليه الدول في الشرق الوسط قد يكون العراق مهيئ لتسنمه كون العراق يمتلك معظم المقومات لأداء الدور القيادي حيث ان موارده البشرية تتشكل من معظم الطوائف القوميات لدول المحيطة به فضلا عن امتلاكه لنظامه ديمقراطي وبالنتيجة فهو لا يستطيع بطبيعة الحال من ان يكون مع طائفة او قومية على حساب اخرى كما يمتاز بموقع جغرافي يربط اسيا بأروبا اضافة لوثوق الدول الغربية من ان العراق يبتعد عن دائرة العنف والذي اقره دستوره القائم وارتباطه بعهود واتفاقيات مع الدول . لذا كان يجب على خارجيتنا الموقرة من العمل على هذه الموضوع لكي يكون درعا حاميا للبلد الا ان هذه اللقمة السائغة التي مثلناها بالبندقة لم يحسب لها اي حساب بل باتت خارجيتنا الموقرة تتأرجح على سلالم الملوية وتقترب من شعلت نيروز تاركة بغداد وحكامها ومكانتها الدولية في مهب الريح وما زاد الطين بله فتح افاق لمن يريد العبث باستقرار البلد وعمليته السياسية والديمقراطية لتكون الافكار الداخلية مصابة بفايروسات البعث كجسد العراق المكبل بالجراح وقد يكون تحرك إسرائيل للصلح مع تركية بعد ان تحالفت الاخيرة ” كما يبدو ” مع التكفيرين هي بداية للدفع بتركيا لتكون هي القائد والخائن في الوقت نفسه ولنكون ككيان امة دولة وشعب الخاسر الاكبر كعادتنا في كل معادلات العالمية فعندنا الكثير لكننا دائما في مؤخرة ! القوائم عالميا ولنكتفي بالتبرع لتلك الدولة ولتملئ نشراتنا الاخبارية بفتح افاق لتعاون مع دول الدولة وبدون جدوا تذكر بل للأسف اقولها مع حرقة في الفؤاد نخنع لدول اخرى فيحضر الى بغداد ممثلا عنهم سفيرا او اقل تمثيلا دبلوماسيا فيما نرسل عنا في مناسباتهم وزيرا او نائبا لرئيس الجمهورية ! كما حدث مع اجتماع الجامعة العربية في قطر ..اذا فلما نندب حضنا في بقائنا تحت طائلة البند السابع ان كانت مؤسساتنا لا تغتنم الفرص ولا تحافظ بل لا تطالب اصلا بالبعض من حقوق بلدها … فلله المشتكى وهو النصير ..
[email protected]