23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

بناء الإنسان من أولويات المرحلة القادمة

بناء الإنسان من أولويات المرحلة القادمة

العراق؛ وبعد مرحلة تهديد الوطن والمواطن من قبل عصابات داعش, بات ضروري إعادة النظر ليس فيما أصاب البلاد من خراب في بُنيته التحتية, وبَناءه المادي, إنما أهمية بناء الإنسان أولاً.
فقد تعرض العراق للتراجع نتيجة السياسات الخاطئة, ولكن تصدي المواطنين كان اكبر تحدي للإرهاب بقوة الإيمان والعقيدة, ومنع تمدد خفافيش الظلام, ودحرهم على إعقابهم, جاء نتيجة العقلانية, وقوة الإرادة, التي تمتع فيها الإنسان العراقي في ساحات الجهاد والشرف مدعوماً بقوافل الإسناد المادي والمعنوي, ويأتي بمقدمة ذلك دماء الشهداء وانين الجرحى.
لذا أصبح من الضروريات؛ تغيير المسارات الخاطئة, والانتقال من مراحل التخلف والانحسار الفكري, والظلم والتظلم إلى مراحل متقدمة من تطبيق العدل وإحلال السلام, والازدهار وأعمار ما خرب في النفوس, وقلع ما زرع من نوايا غير حميدة, فالشعب اليوم يعيش التطور التكنولوجي, فلابد أن يقبل بالتطور السلوكي, والتجديد في بناء الذات.
فالأجيال تتفاعل مع العلم بسرعة, وهذا التفاعل يمكن استثماره بشكل ايجابي, وتأثير مثمر مما يجعل الإنسان يستفيد من أوقاته وأفكاره, نحو الأفضل وعدم الاستسلام لليأس والإحباط, فالجيل الحالي قادر على تطوير نفسه, لان يمتلك حرية كبيرة, ولم يتأثر بالأيدلوجيات البائدة, ليستفيد من تجارب الأجيال السابقة, والوعي الناضج في تطويره قدراته.
فمرحلة ما بعد داعش, تكللت ببوادر الوحدة والتآلف, لتكون نقطة للانطلاق والشروع نحو وضع الخطط المناسبة, وفقاً لأوقات محددة في تطبيق برامح متطورة لبناء الإنسان, وتجاوز عقد الماضي, ضرورة تحديد الأهداف المرضية لله تعالى, وتحقيق اليقين في كوننا نمهد في طريق البناء الإنساني, الذي يوصلنا لتحقيق دولة العدل الإلهي المنظورة.
فإذن؛ لابد أن يكون تطوير الإنسان, وبناءه الذاتي والأخلاقي والعقائدي من أولويات المرحلة القادمة, قبل وضع الخطط والبرامج لبناء الدولة, فلا دولة يمكن لها أن تبنى مع وجود خراب في النفوس, هذا ما قراءته بخطاب زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم.