17 نوفمبر، 2024 8:25 م
Search
Close this search box.

بمناسبة يوم السجين السياسي في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم ع

بمناسبة يوم السجين السياسي في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم ع

ينبغي استذكار المواقف البطولية لسجنائنا السياسيين في مقاومة الطغيان
اليوم تمر ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم ع حفيد الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام الذي قال الله تعالى بحقه في الآية الكريمة :

“لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ”

عندما يتوجه الملايين من الناس ، من مختلف المدن والقرى والمناطق القريبة والبعيدة من ارجاء العراق ، نحو مرقد الامام الكاظم في مثل هذا اليوم (25 رجب 183 هجرية ) من كل عام ، انما يزحفون نحو مثال الانسانية النابضة بالحق والناطقة بالصبر والمتدفقة بالعدالة الانسانية في المكان .

وحينما يتزاحم الشباب والمسنون والنساء والأطفال لخدمة الملايين بتقديم انواع الطعام والعصائر والشاي مجانا الى الزائرين بعد اكثر من 13 عقدا من الزمان على استشهاده ،انما يعلنون الولاء للمبادي الانسانية والقيم السماوية التي سجن واستشهد من أجلها وعندما يطبعون قبلاتهم على الشبابيك المحيطة بقبره الشريف ، كأنهم يطبعون قبلاتهم على كل ايادي السجناء السياسيين وعلى مر العصور والازمان من خلال ايدي السجين السياسي الرائد المتمثل بالإمام الكاظم ع التي كانت مكبلة بالسلاسل الحديدية ليل نهار وهو في ظلام السجون . رمز نابض بالإنسانية والفكر والعقيدة والايمان والصبر ، وكأن الله سبحانه وتعالى جعله حلقة وصل زمانية ليظل متواصلا معنا الى يومنا هذا .

مشيئة الله عز وجل هي التي ارادت ان تجعل منه نموذجا ضد كل طغاة العالم وضد كل اشكال الظلم والديكتاتورية واحتكار السلطة ، ولم يدرك العالم المبادئ الأساسية لحقوق سجناء الرأي الا بعد 1300 عام ونيف عندما صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد اكثر ثلاثة عشر عقدا من الزمان اي في ( وفق قرار 45 /111 المؤرخ في 14 كانون الأول/ديسمبر 1990) لترسيخ حرية التعبير عن الراي ضمن مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان وضمان تحقيق حرية الفرد في التعبير عن آرائه ، فاخترق الزمان بيديه المكبلتين بالسلاسل الحديدية ، ممثلا لكل سجناء الرأي في العالم ماضيا وحاضرا ومستقبلا .

ونحن نعيش هذا اليوم الحزين لابد لنا ان نستذكر السجناء السياسيين التركمان ومواقفهم البطولية حالهم حال سجناء الرأي العراقيين الذين ذاقوا عذابات السجون وفارقوا الاهل والولد والجيران والأحبة لسنين طوال ، مثلما ظلم وعانى ما عانى من الحرمان والظلم ، وظلام السجون ، ليجعل منه الله سبحانه وتعالى ، معيارا للصبر والفضيلة ومشروعا زمانيا ممتدا لتمثيل كل المظلومين على امتداد التاريخ وصدق عندما قال الامام موسى الكاظم ع ” من حاربنا ، حار … بنا ” فمن يحارب الحق مصروع حتما ، فلم يكن سجناؤنا الا من خيار القوم ومن

اكابر المجتمع ومن زينة الناس ، وهم فخرنا وموضع اعتزازنا ، فمن حاربنا فعلا حار بنا لأننا اهل عقل وحوار ونقاش .

وما ذكرى استشهاد السجين السياسي الرائد الامام موسى الكاظم ع باعتباره من ابرز المعارضين السلميين للظلم والقهر الذي مارسه حكام زمانه وواجههم بصلابة الموقف وقوة الراي ، الا ان نستذكر منهم بعض المواقف البطولية الرائعة لسجنائنا الاحرار الذين استشهد عددا كبيرا منهم والقسم الآخر كتب له الفرج والافراج حفظهم الله بأمنه وأمانه..

عميد السجناء السياسيين العراقيين نهاد آق قوينلو الذي قضى اكثر من عشرين عاما في سجون نظام صدام الظالم وسجل موقفا مشرفا في سجن ابو غريب عام 1995 سيذكره التاريخ بحروف من ذهب عندما قال )لا ) لانتخاب صدام متحملا تبعات موقفه بكل صبر واباة .

الشاعر الكبير الراحل حسن كوره م ، سجن على قصيدته الشعرية ( رؤيا ) وهو بصير .

الشاعر والمربي الراحل محمد عزت خطاط ، سجن لمعاداته الطغيان وهو يوصي اسرته قبيل وفاته : اخبروني عند قبري 3 مرات عند سقوط الطاغية لأرقد رغيد العين .

الشهيد البطل عزالدين جليل رفع حذائه بيده وقال لرئيس محكمة الثورة سيئة الصيت :

اِسمع يا مسلم الجبوري: أنت وحكومتك كلكم لا تساوون فردة الحذاء !

تبعه الشهيد رشدي رشاد المختار بأن نزع فردة حذائه ورماها بوجه المجرم مسلم الجبوري قائلا : التركمان لا يريدون سوى الحقوق الممنوحة للآخرين .

المهندس قاسم ده نده سجن لمدة سبع سنوات وصودرت امواله وبيته بسبب حلمه بسقوط صدام .

الفنان اكرم طوزلو : حكم بالسجن لمدة 15 عاما على قطعة شعرية (خوريات ) كان قد القاها قبل خمسة عشر سنة .

توركيش رشاد مختار الصالحي اعتقل اربع مرات وهو طفل الى جانب اخوته الثلاث رشدي ، هاشم ، ارشد ، واخته المناضلة ساجدة .

هذا غيض من فيض من مواقف كثيرة كانت قد علقت في الذاكرة واعتذر لمن غاب عن بالي .

السلام على رائد السجناء السياسيين الامام موسى الكاظم يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا

السلام على اصحابه من سجناء الرأي في كل زمان ومكان ..

السلام على السجناء السياسيين التركمان اينما كانوا وحيثما عاشوا ..

اسكن الله سبحانه وتعالى شهدائنا الأبرار من السجناء الأحرار فسيح جناته ..

أحدث المقالات