17 نوفمبر، 2024 7:00 م
Search
Close this search box.

بمناسبة هجوم داعش على الشرقاط

بمناسبة هجوم داعش على الشرقاط

ما زالت الحكومة العراقية تتبع نفس القواعد الهزيلة في مكافحة تنظيم داعش، وما زال هناك عدم ثقة بين السكان والقوات الأمنية وهذه قضية خطيرة وستستمر تداعياتها حتى بعد استعادة المدن.
فعند استعادة الشرقاط القضاء الاستراتيجي والبوابة الأخرى نحو الموصل لم تقم القطعات العسكرية بتجهيز السكان بالسلاح والعتاد لحماية أنفسهم من تعرضات داعش وهجماته بل بقيت تعتمد على المدد القادم من بغداد والمحافظات الجنوبية، وهذه خطة لطالما أثبتت فشلها الذريع خلال الفترة الماضية من حكم نوري المالكي الذي اتبع نفس الاستراتيجية، بل الأدهى منها وهو أنه سحب السلاح من السكان خلال فترة حكمه وإحالتهم إلى وظائف مدنية سواء في الكهرباء أو النفط أو غيرها رغم أن النفط والكهرباء وغيرها من الدوائر الخدمية تكتظ بالموظفين الذين يكتفون بالتفرج فقط دون عمل ودون حاجة فعلية إليهم.
على العبادي اليوم المسارعة في بناء تحالفات قبلية مع شيوخ العشائر سواءً في الشرقاط أو بقية المحافظات وتجهيزهم بالسلاح وفسح المجال لهم للدفاع عن أنفسهم، فمن الأخطاء المحورية التي ارتكبت في الماضي هو عدم تفعيل الأطر التي ينضم تحتها مقاتلو العشائر وبقائهم كلٌ بمفرده وبالتالي لم يستطع أحد المقاومة والصمود، أو على الأقل البقاء في منطقته وعدم النزوح.
لم يكن سكان الأنبار والفلوجة والموصل والقيارة والشرقاط اليوم بعاجزين عن قتال بضعة نفرات من تنظيم داعش لكن عندما تعمل الحكومات المتعاقبة على سحب أسلحتهم بدل تزويدهم بها، وتهديم كيان عشائري أو لنقل راية كانوا يستظلون بها لقتال داعش وهي الصحوات، عندئذ لا يمكن أن نلقي اللوم على أهل تلك المناطق في عدم القدرة على قتال داعش، فلو صادف أن سياسات المالكي ومن بعده العبادي اتبعها في كربلاء أو المحافظات الجنوبية لكانت نفس النتائج .
اليوم وبعد عودة سكان تلك المناطق ما لذي يدور في رأس العبادي في سبيل تدعيم الأمن والسلم المجتمعي، لنرى خطواته ونراقب تحركاته، ولكن بعض المدن أجلت لنا موقف العبادي وأوضحت خطواته المقبلة، فمثلاً في تكريت وبيجي وديالى وجرف الصخر وسليمان بيك ويثرب في صلاح الدين كلها مدن استعيدت من داعش، لكن على ما يبدو ليس في جعبة العبادي أية خطط محكمة لتلك المناطق، بل ما زالت ترزح تحت الضغط والقهر والكبت، وما زاد الطين بلة والأوضاع علة بقاء بعض فصائل الحشد التي لا زالت تعيش بعقلية العصور الأولى فتقوم بممارسات استفزازية من الواضح أنها تهدم كل طابوقة في بناء السلام والأمن .

أحدث المقالات