بمناسبة عيد المعلم

بمناسبة عيد المعلم

تحتفل الاسرة التعليمية في الاول من اذار كل عام بعيدها , ويمر في ظل ظروف غاية في التعقيد وما تواجهه من تحديات ومشاكل على الصعيد الفئوي والمجتمعي التربوي, على الرغم من كون المعلمين والمعلمات يشكلون فئة بارزة في الحياة و تحظى بتأثير عال ويقر به المجتمع لدورها في التربية وتزويد التلاميذ والطلبة بالعلوم والمعارف واعدادهم لممارسة دورهم في الحياة والمستقبل , فان علو مكانتهم الاجتماعية لها فعلها في رقي التعليم وحسن سيره .

و هذه الكوادر البشرية التنموية تتحمل الكثير من المعاناة , وهي تؤدي دورها في بناء الاجيال واعداد الكوادر للوطن والاسهام في بناء القيم الإنسانية والحضارية والعلمية في مجتمعنا , فهي حققت بعض المنجزات على طريق الارتقاء بمستوى التعليم في جميع مراحله من الابتدائية الى الجامعة ولكن ما يزال ينتظره الكثير وعلى الصعد كافية .

ولم تنال الهيئة التعليمية ما يوازي جهدها وما تبذله , فألاف منهم لايزالون يعملون بعقود ويتقاضون اجور اقل من اقرانهم ونشا نوعان من الموظفين من حيث الرواتب في تميز صارخ , وفي كوردستان لا تصرف لهم الرواتب وتتأخر عن موعدها , كما توقفت من سنوات طويلة مسالة توزيع الاراضي على العاملين في هذا القطاع , وغابت احياء المعلمين عن الخارطة الجغرافية في المدن , وفقدت الجمعيات الاستهلاكية التي كانت توفر لهم السلع الاستهلاكية الضرورية دون مبرر .

ومن غيض الفيض من المعاناة يتعرض المعلمون الى الاعتداءات وانتهاك الحرم التعليمي وقلة احترامه , بما في ذلك الى الضرب ولا مبالات الجهات المسؤولة , وعدم ملاحقتها للجناة واضطرارهم الى ان ينشدون الحماية من العشيرة , ومن منظمات الولاءات الفرعية لغياب القانون ” وتعفرت ” المعتدين المسنودين عليهم من قوى خارجة عن القانون ..

وتتفرج الجهات المعنية على مأساتهم رغم ادعائها انها ذات الولاء على حقوقهم ومحاسبة المعتدين , ولكن تنتهي ” بتبويس اللحي ” مثلما يقال .

وكل ذلك ادى الى التقليل من هيبة المعلم والتنمر عليه وهو ما تجلى مؤخرا في نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تمس بكرامة وشخصية التربوي بما يتنافى مع القيم التربوية والدور الابوي في بناء جيل سليم والحفاظ على وقار المعلم واحترام مكانته .

ان الجهات التربوية تحتاج الى ثورة بمعنى الكلمة لتحقيق انجازات نوعية وتعميق الايجابيات التي هي جنينة وغير كافية الى ان ترسي بناء راسخ تنطلق منه العملية التربوية والنهوض بها مجددا .