من الصعب ان تجد الكلمات المناسبة لتقديم التهاني للشعب العراقي الراضخ لنيران الإحتلال الفارسي ـ التركي ـ الأمريكي، والذي تعبث الميليشيات الولائة بمقدراته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والدينية، وعلى ماذا تهنئه؟ بلد لا أمان ولا سيادة ولا حكومة ولا ماء ولا كهرباء ولا صحة ولا تعليم ولا خدمات مع فقر وبطالة ورشاوى وتزوير وخراب ونهب وسلب وفساد من قمة السلطات الثلاث الى أصغر موظفـ فساد عام لا أحد قادر على مكافحته، ولا يجرأ أحد على فتح ملفات الفساد لأنه يطال الجميع.
ومن الصعب أيضا تقديم التهاني الى الشعب اللبناني تؤامنا في المعاناة والمصير المجهول، الذي يستعبده الولي الفقيه وذيوله من حزب الله، ويعاني هذا الشعب المتحضر من سلسة من النكبات كان آخرها إغراق مركب يضم لبنانيين أبرياء جريمتهم الوحيدة انهم هربوا من مقبرة الأحياء على قارب الموت، عسى أن يجدوا وطنا يوفر لهم والأدوية والخبز والدواء والكهرباء والكرامة والحياة الكريمة، فتعاون البحر الظالم مع الشرطة الظالمة والمنحرفة عن قيم الرجولة والأخلاق فأغرقا المركب عمدا، ومات الذين بحثوا عن النجاة من الموت، فأية مأساة أكبر من هذه المأساة؟ كالعادة سيُطوى الملف كما طويت الملفات السابقة في ضوء هيمنة ذيول الولي الفقيه على الفردوس اللبناني الذي تحول الى جهنم، لقد حرقوا الشعب بتبعيتهم الذليلة وهم يتفرجوا عليه بتلذذ وتشفي مثير للغرابة.
لعل نفس الصعوبة تكمن في تقديم التهاني للشعب اليمني المظلوم، الذي أغدق الله تعالى عليه بجميع الخيرات، فتميز ثراءا وتأريخا وحضارة، ولم يتمكن الشعب اليمني من شكره تعالى على تلك الهبات اولخيرات، لأن القات يملأ أفواههم، وعلى يد الولي الفقيه وذيوله الحوثية تحول اليمن السعيد الى اليمن التعيس، ومن وطن حي مجيد الى بلد فقيد، ومن أرض الخير والزراعة الى وطن الفقر والمجاعة، والموت والفضاعة، علي أيدي أسفل وأحط جماعة.
ومن الصعب تقديم التهاني الى سوريا الذبيحة التي نحرها جزار دمشق بسكين روسية الصنع، وسلخ جلدها الولي الفقيه بعد أن شمر عن ساعده، ونزع عمامته، وأطلق الشياطين والأبالسة من تحتها، وطبخها على نار هادئة الأتراك الشراكسه، وأكلها الأمريكان والروس والإيرانيون والأترك بلا مشاكسة. من الطبيعي عندما تجتمع الشياطين في مكان، تنفر الملائكة منه بأمأن.
من البديهي انه لا يمكن تقديم التهاني الى الشعب الايراني المظلوم والمسلوبه حقوقه، ويحكمه نظام دموي ظالم، ملوث بدماء الأبرياء من شرق العالم الى غربه، ومن شماله الى جنوبه، فإرهاب الملالي شامل لا حدود له، كنظرية تصدير الثورة، لا يتقيد بقيود جغرافية. نظام مذموم وفق كل القيم السماوية والوضعية، وملعون دنيا وآخرة، ملالي ايران أشبه بمصاصي الدماء، مصوا دماء شعوبهم أولا وانتقلوا الى دماء شعوب دول الجوار، وتوسعوا الى بقية الدول. الخير عند نظام الملالي ضمير مستتر تقديره ميت.
أما الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، فأن ألغام حماس لا تجعل الناس يأمنوا حاضرهم ومستقبلهم فهم يدفعوا ثمن المغامرات الطائشة لزعماء حماس الذين يقيمون في دول الخليج ويعيشوا حياة الأثرياء. تضرب حماس صاروخا ضالا لا يجد صهيوني يقتله فينتحر في البراري، فتنهال بعدها على رؤسهم صواريخ اسرائيلية تحصد رقاب الأبرياء منهم، ومن المتوقع إنفجار ألغام جديد بعد عيد الفطر أثر زيارة وفد فلسطيني من حماس الى ايران لطلب أسلحة جديدة.
ومن المستغرب ان يخطب الولي الفقيه بمناسبة يوم القدس قائلا” أن الحكومات الإسلامية تقوم بعمل سيء جدا في ملف فلسطين، لابد من السعي والعمل والتكلم أكثر من ذلك لأجل فلسطين، للأسف بعض الحكومات غير مستعدة عادة للتحدث عن فلسطين في هذا الصدد”. الولي الفقيد يترجم أقواله الى أفعال، فهو يكتفي جراء الصفعات الإسرائيلية له في ايران وسوريا بالكلام فقط، اما الأفعال فهي في غياهب المجهول. لذا يطالب الدول بالحديث أكثر عن فلسطين، كإن تحرير فلسطين سيكون عبر الكلام. ولا نعرف ام كان هذا الكلام موجها أيضا لمحور المقاومة الذي يقاوم في دول العالم الأوربية وفي آسيا وافريقيا ولكنه لا يقاوم في فلسطين، طبعا نقصد بالسلاح، أما بالكلام فالحق انه يقوم بشدة وقوة، ربما حسب توجيهات الولي الفقيه!
فلسطينو غزة براء من حماس ومنظمة الجهاد الإسلامي والأخيران براء من الشعب الفلسطيني، وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه أهل غزة من المتسبب في دمار بلدهم، وسفك دماء أبنائهم. ويعووا جيدا إن القائد الحقيقي يعيش بين أهله، ويشهد معاناتهم، ولا يقيم في دولة خليجية كمعيشة الأمراء، ويزعم انه يقاتل وقائد في محور المقاومة، المقاومة الصحيحة بدايتها ونهايتها في فلسطين وليس دول الخليج العربي.
أما بقية الدول الإسلامية فنهنأهم بعيد الفطر المبارك، ونسأل الله تعالى أن يبعد عنهم رجس الولي الفقيه وذيوله وذبابه الإعلامي والألكتروني، فالعراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة دروس ومواعظ لمن إعتبر، ولات ساعة ندم.
لابد ان يعرف المسلمون في الدول المتحررة من نفوذ الولي الفقيه، ان تشيع الملالي ما هو سوى قناع تنكري لولاية الفقيه، يخفي التوجهات السياسية والأطماع المستوطنة في عقله السقيم، وتأبى أن تفارقه، انظروا الى تعامل الملالي مع شعب الأحواز العربي، وغالبيتهم من الشيعة، بل انظروا الى تعاملهم مع الشيعة الفرس كمجاهدي خلق وهم من الشيعةلنناقش وضع ولاية العراق من الناحية الإقتصادية، ولتشعب الموضوع سنقتصر على موضوع الواردات المالية للحكومات العراقية المتتالية منذ عام 2008الغزو لغاية عام 2014 وهي ما يطلق عليها الميزانيان الإنفجارية.
عام 2008 70 مليار
عام 2009 74 مليار
عام 2010 75 مليار
عام 2011 84 مليار
عام 2012 101 مليار
عام 2013 126 مليار
عام 2014 138 مليار
إختفت هذه المليارات ولا أحد يسعرف مصيرها، فلم يعمر مصنه واحد من (6000) معمل معطل، ولم يقام مصنع جديد، ولم تقام أية منشأة او إعمار او بناء ولا حتى رصيف، ودمرت الزراعة عن بكرة أبيها، وحصرت التجارة مع ايران، بل الغاز المرافق للنفط العراق يحرق من أجل عيون الولي الفقيه، حيث يستورد العراق غاز ايراني بقيمة (2) مليار دولار سنويا. وميزانية عام 2014 معدومة فلم يقدم رئيس وزراء السابق نوري المالكي الميزانية العامة، وكان يصرف بكيفه، ولم يحاسب من قبل مجلس النواب الذي شاركه في بلع الميزانية.
وهذه الميزانة المنهوبة تذكرنا بحديث ابن سيف الكاتب ، قال” رأيت جحظة قد دعا بنّاء ليبني له حائطا، فحضر، فلمّا أمسى اقتضى البنّاء الأجرة، فتماكسا، وذلك أنّ الرجل طلب عشرين درهما، فقال جحظة: إنّما عملت يا هذا نصف يوم وتطلب عشرين درهما؟ قال: أنت لا تدري، إنّي قد بنيت لك حائطا يبقى مائة سنة، فبينما هما كذلك وجب الحائط وسقط، فقال جحظة: هذا عملك الحسن؟ قال: فأردت أن يبقى ألف سنة؟ قال: لا، ولكن كان يبقى إلى أن تستوفي أجرتك”. (الإمتاع والمؤانسة1/47).
كما صرحت ماجدة التميمي عضو اللجنة المالية النيابية في 1/6/2020 في حديث متلفز” اكتشفت ان مزاد العملة في البنك المركزي تذهب الى اربع جهات هي: بعض موظفي البنك المركزي، الأحزاب، التجار، والربع الاخير فيذهب الى تمويل الارهاب، فتمويل الارهاب كان عن طريق مزاد العملة”. علما ان المزاد باع (300) مليار دولار.
صرح يوسف الكلابي عضو لجنة النزاهة النيابية في 2/6/2020 ” ان حجم الاموال المسروقة من المنافذ الحدودية تبلغ نحو (10) مليارات دولار سنويا تذهب الى الى جيوب زعماء الميليشيات واحزابهم”. وقالت ماجدة التميمي عضو اللجنة المالية النيابية في 1/6/2020 في حديث متلفز ” ان الدولة لا تعرف عقاراتها، فقد اكتشفنا بأن هناك (174000) عقار مزور، استولوا عليه من الدولة وحولوها بأسماء مواطنين، وتوجد خمسة سجلات مفقودة في محافظة واحدة، وكل سجل فيه ما بين 300 ـ 400 عقار، وهذه السجلات في المنازل، وان سجلات التسجيل العقاري في المنصور اخرجت من الدائرة بعد ان اطفأت كاميرات المراقبة”.
لا أحد يظن ان هذه الملفات سوف تفتح، فدخان حرائق ملفات الفساد الحكومي أحجب الرؤية، والغريب انه لا يخنق العراقيين! لقد تيبست جذور شجرة الوعي عند الكثير من العراقيين، وذبلت غصون وطنيتهم، وعصفت رياح المصالح الذاتية بأوراقهم اليابسة فتساقطت تحت البسطال الامريكي والخف الإيراني.
هذه هو وضع العراق في ظل الإحتلال المتعدد الجنسيات، الولايات المتحدة، نركيا وايران، عسى ان يكون حاله وبقية ولايات الملالي عبر لمن إعتبر.
. نظام الملالي لايهمه الدين والقومية والجنس، إنه نظام قمعي ظالم تغطي مظلة ظلمه كل الشعب الإيراني، ما عدا أركان النظام والمستفيدين منه.