7 أبريل، 2024 8:46 ص
Search
Close this search box.

بمناسبة عاشوراء بين الأمام الحسين(ع) والمدعين به اليوم… بعدُ كبير….؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

حيرة الناس بعد استشهاد الأمام الحسين(ع) كبيرة ،لا بل أكبرمن كبيرة ،فقد كان استشهاده فريدا في التاريخ ،وكيف ضحى بنفسه وأهله من اجل الانسانية ودفع الظلم عن الناس دون تمييز.لذا اصبح الاستشهاد يضرب به المثل عند المخلصين ؟ لكن الغرابة كل الغرابة كيف ان اتباعه عبر الزمن ومن يدعون انهم منه أصبحوا أكثر الناس عداوة للحق ومبادىء الحسين والدين.

تاريخ يكشف زيف من يدعون به اليوم، لأن المدعين هم الأعداء وليس الأخرين.

لقد ضحى بوذا وبقي اتباعه من البوذيين الى اليوم على مبادئه مخلصين ،وها هي دولهم من ارقى الدول كما في اليابان والصين وهي بلا دين ،وضحى غاندي بنفسه ،لكنه خلق للهنود دولة يحسب حسابها اليوم بين الدوليين، وضحى ماوسيتونج لكنه بنى الصين.

فأين دولة أدعياء الحسين اليوم الذين به يدعون .. ولا احدا منهم ابداً ،أنهم اتباع محمد حنون ؟

فهل كان استشهاده العظيم يمثل موردا ماليا وسياسياً للأتباع ليس الا ؟، وهل كان طريقاً لحكم الناس بالباطل ليس الا ؟، وهل كان أعلانا لقدسية اسرار فقهاء الدين ليس الا ؟. فلو عرف الاصحاب والأتباع ان خروجه كان فلسفةً نضالية للتطبيق من اجل الأمة وحقوقها والدفاع ضد ظلم يزيد على الناس فاقت الآولين والأخرين، لأستفادوا منها في حزب الدعوة العراقي المرتد اليوم الذي تخلى عن مباىء الحسين واهل البيت الميامين ، واشترك معظم أتباعه في خيانة الوطن من قبل المحتلين وحتى مرجعيات الدين،بعد ان قبضوا الثمن كلهم دون استثناء من القادمين،أنظر كتاب بريمر الحاكم المدني (سنتان في بغداد).

ان الحاكمين وغيرهم من الشيعتة والسُنة والأكراد والتركمان وكل ممثلي الأقليات الأخرى التابعين اليوم ،كان عليهم ان يبنوا دولة حقوق وقوانين تصبح فلسفة للقادمين من الناس في حكم المواطنين ؟ لا ان ينكثوا العهد والآيمان ووصايايا العظماء المخلصين فيهم وفي العالمين ، ليعبدوا وصايا أردشير وعبدة النيران لتتوفر لهم فرصة التمكين، فأستغلوها وسيلة للأطماع وتجهيل الناس وأكل حقوقهم وتدمير الوطن والمواطنين ، ليستعيضوا عنها بطقوسهم الفارسية المتخلفة دون تجديد. والله يا شهيد الكرامة يا حسين ، سيموتون أتباعك غداً جيفاً وينزلون قبورهم العفنة بأكفان بلا جيوب…

فأنتقم منهم يا حسين القيم والمبادى واخلاق الربانيين…؟

قرأنا تاريخ الحسين الشهيد (ع) من رجال بعيدين عن الثقة والتدقيق مع الاسف، من امثال السري بن يحي ، وشعيب الكوفي،وسيف بن عمر الأسدي ،وغالبيتهم من الكوفيين البعيدين عن

2

الثقة في التدوين وهم من ابناء القاتلين . وحتى المعتمدين الثقاة من امثال الواقدي،وأبن سعد،والطبري، لكننا لم نستشف من اين أستمدوا الخبروتفاصيله في تاريخ نكبته وأستشهاده الفريد…؟ فبقينا نكتب ونثمن على الحدس والتخمين،وكان المفروض على المؤرخين ان يبحثوا ويكتبوا لنقف على الصحيح، لكنهم أخطئوا التوثيق. فقد ترك الحسين نصوصا هي روح القوانين.

ليس الحسين (ع) شخصية عابرة في التاريخ ، بل ظاهرة حياتية قل نظيرها بين الشهداء والمناضلين. المؤرخون غير مطالبين في معرفة الحقيقة سوى عرضها للناس وعلى الاخرين تقدير الامور. دعونا نكتب لنتجاوزالعواطف والروتين،فالتاريخ لايبحث الا عن الحقيقة والصادقين ، ولا يبحث او يقدس شخصيات المخلصين حتى ولو كانوا من اهل البيت المنتجبين والحسين منهم، لكنه يبحث في ادوار المصلحين، وكيف حافظوا على العهد واليمين ( وآوفوا بعهد الله…). فأين نجدهم اليوم في عراق المرافقين … خونة الحسين وأهل البيت وتاريخهم الرصين الذي ضيعوه في خزانة المرافقين للاحتلال من الأفاكين الذين لا دين لهم ولا حسين المخلصين….

دعونا نقول:

هل قرأ الامام الحسين(ع) مادار في سقيفة بني ساعدة قبل اصراره على القدوم من مكة الى كربلاء ؟ لا اعتقد قرأ عنها الكثير، سوى ما تناقلته النصوص المفبركة،لأن بينه وبين السقيفة أكثر من خمسين سنة لم يكن فيها التدوين حاضراً- وهي طويلة بعمر الزمن – لو قرأ لعرف ان الخطأ الأكبر حدث من هناك حين اصروا على ان رئاسة الدولة يجب ان تكون فيهم،وليس فيمن تقع عليه شورى المسلمين ،و يجب ان تحصرالخلافة في الأربعة المقترحين ، ولا في غيرهم أخرين. يومها ضربت الشورى منذ البداية،فكان التطرف حاضرا بدلا من سمة الاعتدال في حكم الناس، حين قلبوا الشورى (وأمرهم شورى بينهم) الى تعيين . فرئاسة الدولة لمن يقع عليه الاختيار من الناس أجمعين هذه هي وصية محمد(ص) في المسلمين وليس لم يريده كل المعتصبين المصلحيين (أخذناها وبعد ما ننطيه) كما قالها الناكثون بعهد الله والدين ،وهكذا طبقه المرافقون بعد ان باعوا الوطن والمواطنين فأين مناهج التدريس في المدرسة والجامعة لنعلمها للأجيال الحاضرين والقادمين …؟.

لكن النفس الامارة بالسوء لعبت في نفوسهم ،فأبتعدوا عن الوصية المحمدية والتشريع الآلهي الرصين ، وحين حوصروا قالوا 🙁 منا امير ومنكم امير كما في الحاصصة اليوم عند المترهلين فأسسوا لخط الضعف في حكومات المسلمين والعراق اليوم منهم عند التكوين ).لكن التجربة كانت في بدايتها الروحية عند المسلمين ،فسرعان ما امكن تطويق الأزمة بعد ان تغلبت عليهم

3

روح المؤاخاة فأجتمعوا على خير.لكن النيران وحقد الفتن ضلت خامدة تحت الرماد الى حين ،فظهرت مجددا بمجرد ان مستها رياح المجددين..

. لقد كانت الخلافة الأسلامية من ساعتها خلافة مغتصبة وناقصة حدثت في أمة جبنت ان تقول الحق والحقيقة منذ بداية التكوين ولازالت وستبقى ان هم لازالوا عليها من المؤمنين . لكنها شجاعة في الفتن ومعارك التفتيت،والتباهي بالأكاذيب والأستحواذ على المال الحرام وبيع

الاوطان والمنصب وحقوق الجماهير(ماسُل سيف في الاسلام مثلما سُل على الخلافة، الشهرستاني ،الملل والنحل )، فكيف هي خير أمة أخرجت للناس على حد قول القرآن الكريم …؟. ألم أقل لكم ان التفسيراللغوي الترادفي للقرآن والسُنة الشريفة من قبل المفسرين اضاع علينا حقيقة التغيير ؟. كلنا نحن مشتركون في الأثم والتدمير ولو بدرجات متفاوته بين المشتركين،ومنطق الحق والقانون لا يعفي المغفلين .

.فكيف يحق لنا استمرار تدريس المناهج الدراسية لطلبتنا وننشئهم على الخطأ في هذاالمسار الخاطىء الكبير، حتى أصبحنا ندرس منهج الدين بمنهجين سُني وشيعي،والاوقاف بوقفين سني وشيعي ،والصلاة بصلاتين سني وشيعي، والآذان بآذانين سني وشيعي تاكيدا وتعمدا لفرقة المسلمين،فهل هذا موجود في القرآن الكريم أم من اقوال فقهاء الدين من النصابين. ومحمد والحسين يقولان لا فرق بين علي وبلال الحبشي في الحقوق والواجبات عند المسلمين (أقرأ نص وثيقة المدينة) .

لكن لا عتب على القادمين حين نصبوا على التعليم اشد الناس غضاضة على التعليم من المتخلفين الجهلة من اصحاب شهادات التزوير (من امثال الخزاعي الهارب اليوم بأموال الناس والمدارس الى كندا)، والابراهيم الذي وصف المعلمين بالحمير)؟.من هنا بدأت النكبة ولاز الت مستمرة مجسدة تاريخياً في الامويين، لكن الأمويين بنوا دولة فأين دولة الحسينيين ؟.

ان العباسيين والمغول والعثمانيين والفرس كلهم تركوا لنا اثارا سلبية شاخصة للعرب والعراقيين،ولكن اين الكتليين الحاليين والدعوويين والاخوان المسلمين الباطلين ،والداعشيين المهددين لامة العرب والمسلمين بالدمار الأكيد .. فما علينا اليوم الا بأسقاط المؤسسين لخط الضعف المدمر وليس فقط بأستذكار الشهداء المخلصين…

. لقد أوهمتنا المناهج الدراسية حتى أعتبرنا الخطأ صحيح ، بعد كل هذا الزمن الطويل في دولة القانون الباطلة التي حولت الوطن الى رماد السنين، حين أحرقوا الوطن ،ونهبوا المال العام وفتتوا المواطنين ،ولا زال أتباعهم على الفتنة سائرين،لكن اذا حان وقت الصلاة ترى الف سارق منهم يركض خلف المصلين،وفي الحج يتسابقون،وما دروا ان الصلاة والحج لا تتوافق مع الكاذبين وهم منهم. فأين الشريعة والتشريع والدستور والقرآن عند اتباع الحسين الشهيد (ع)

4

والصحابة الاجلاء من السلف والخلف من المسلمين؟ وهم يعلمون ان الاسلام لا شريعة فيه مبتكرة من رجال الدين بل فيه احكام حدية واجبة التنفيذ. ألم تكن نظرية حزب الدعوة اليوم هي… هي لم تتغير بعد ان ضربوا نظرية الفراغ في الحكم والتثبيت التي جاء بها مؤسسه الاول الصدر الكبير ؟ أم ان الحدث يتكرر

بزمن مختلف…على المواطنين؟.

كفاية يا قادة العراق الجديد …يا ناكثي العهد واليمين ،كفاية أيغالا بقتل المواطنين،وتخريب الوطن وسرقة اموال الناس بالباطل وأولادكم وأصحابكم هناك في لندن وباريس وعمان ودبي يعبثون باموال المواطنين المساكين الا قاتلكم الله انا تأفكون ؟.

كيف بعتم الثوابت الوطنية وبدلتم خارطة الوطن خدمة للمجاورين ،بينما استشهد الحسين وأولاده في كربلاء دفاعا عن الحق والوطن والمسلمين ؟ ألم تقرأوا سورة التوبة الآية 43 التي عتب القرآن على الرسول الكريم لمجرد قبوله تهاون المقاتلين عن الدين والوطن في معركة مؤتة المسلمين . ايها الناس لا تبقوا ان تسمعوا من المنافقين المزورين للتاريخ من عملاء الحاكمين…كذبا وزورا على الحسيب واتباعه المخلصين ؟

نتمنى للدكتور العبادي ان يكون شجاعا وينفذ رأي الجماهير دون خوف او وجل لانهم والله اجبن من كل جبناء التاريخ والمرتدين.و يصلح ما خربه الدعوويين .. ولا يكن مقيدا بقيودهم من الخارجين على نظرية الحق المبين .. وليمسح ذنوبه مع الآولين فقد كان منهم،لكن الله يغفر لمن تاب وعدل مع الحق والناس اجمعين ،,عليه ان يخرج من تحت عبائتهم الذين لا ايمان لهم بالمنظرين الحقيقيين ؟ اقدم ولا تترد فالقيم اغلى من الروح والمال اللعين. ؟ فهل أظنك فاعل …لا أظن ؟ لكن ممكن اذا كنت من شجعان العراقيين.

واليوم حولت الدولة مواردها وانسانها الى مزرعة للفاسدين والطغاة والعتاة وانتهاك الحرمات من الحرائر وجعلهم ملكا لليمين ، وسيطروا على المال والوظيفة وحتى طائرات المواطنين ، واصبحت الدولة لهم لا للعراقيين، حتى اصبحت الخيانة بنظرهم خطاً احمراً لا يجوز التحدث فيه من المواطنين .ان العيب والعار على من يؤيدهم في هذا المنكر الكبير .نعم لقد عادت ايام يزيد الأموي والسفاح العباسي اليوم في امة المسلمين في عراق المظلومين… بعد ان اصبح المواطن يقاتل مع الاعداء ضد الوطن والمواطنين…؟

نعم البشائر ظهرت اليوم هناك في ساحة التحريروهي البداية لاسقاط دولة الظالمين؟ فالفرس لا زال في دستورها ان العراق ملكا لهم منذعهد الساسانيين ،وهل من مثل هؤلاء يحق لهم ان يكونوا ممثلين للحسين الشهيد وفي وطن العراقيين ؟ كلا … وألف كلا ؟

5

وانا اقول مع حبي وتقديري للحسين الشهيد (ع) ومواقفه الكفاحية الشريفة التي فاقت كل كفاحات واخلاص الأخرين؟ هل كان بأمكان الحسين ان يحكم في دولة خربها الامويون … لا .. هذا لا يكفي..وانا أقرأ النصوص فلا أجد فيها دليلا واحداً على ان الحسين(ع) كان من الممكن ان يقبل بالخلافة ويكون قوياً وقادرا على القيام بمسئولياتها وسط الظروف السياسية المضطربة التعقيد في دولةالأمويين ،وهو حديث عهد بالولاية والسياسة . ولو انه أفضل الف مرة من يزيد؟.

فالدولة تحتاج للساسة المتمرسين الميكافيليين ،والحسين ليس منهم ؟ لكنه(ع) كان من الدعاة الاسلاميين الصادقين من الطراز الاول دون منافسة من الاخرين…؟ .فجاء للدفاع عن الحق وليس لأخذ الخلافة كما هم يدعون – ألم يقل (ع) وهو في طريقه من مكة الى العراق حينما سئل عن رحلته وهو في الطريق قال: “والله ما جئت طالبا للخلافة لكن جئت لمحاربة ظلم يزيد على الناس” فكيف يتمسكون بها اليوم اتباعه خلافا لمبادىء الحسين الشهيد. فأين من يدعون بهم اليوم في حكم الدولة والمواطنين بأيهام الناس بحبهم للحسين وهو وأهل البيت منهم براء…؟

وليعلم المواطن والكاتب والمؤرخ ورجل الدين،ان اهل البيت ما كانوا طلاب حكم بل كانوا موجهين ومراقبين للصراط المستقيم،ولو كانوا كذلك لقبل الامام حعفر بن محمد الصادق(ع) حين عرض عليه ابو سلمه الخلال قائد العباسيين باستلام السلطة بعد نجاح الثورة على

الأمويين قبل ان يسلمها للعباسيين عام 132 للهجرة،حين ردعليه الامام الصادق (ع) بقوله : لا يا ابا سلمه نحن اهل البيت لسنا طلاب حكم ،بل نحن جئنا لنراقب العدل والحق عند الحاكمين ،فأين اصحابهم اليوم من فلسفة الحسينيين ؟

أنظر الطبري في مجيء الحسين الى كربلاء .

فليس من حق كل من مسك القلم ان يكتب عن تاريخ الحسين واهل بيته الميامين…؟ . فهم ارفع من ان يدافع عنهم خونة المواقف والاوطان والتاريخ *.

قارن بين مكة وكربلاء ،وكيف عمرت مكة باموال الحجيج ، نحن نريد كربلاء مثل مكة في حقوق المواطنين ، والبناء والمواصلات ، والنظام والعناية بالمواطنين والزائرين،لا ان تكون موردا للفاسدين ،اسمع ما يقوله المتظاهرون فيهم اليوم… وفي كربلاء بالذات وقرب ضرح الحسين الشهيد …يقولون ويرددون بأعلى أصواتهم ؟

بأسم الدين باكونا الحرامية… باسمك ياحسين حكمونا الحرامية ؟

6

لقد تخلى قادة حزب الدعوة العراقي اليوم عن المبادىء والقيم الحسينية وأخلاق أهل البيت، وقيم المؤسس الكبير محمد باقر الصدر الشهيد ،لذا عليهم ان لا يعتبروا انفسهم من المعتمدين. المعتمدون هم أولئك الذي ما فرطوا بعهدٍ ولا انتزوا على المواطنين والدين. فالقادة الجدد في عراق المظاليم هم والحسين ومبادىء الحسين على طرفي نقيض…؟ فيكفينا دجلا على الناس والتاريخ بعد ان سلموا الدولة والناس للأيرانيين الذين اذا شتم احدهم الاخر يقول له انت عربي؟.

أما الدواعش فحدث ولا حرج …فهل هؤلاء هم اصحاب الحسين الشهيد؟.

سلام عليك يا ابا عبدالله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تعود لتملأ الأرض عدل بعد ان ملأت ظلما وقهراً…؟. والسلام على من اتبع الهدى…والقى السمع وهو شهيد…؟

أنظر اخي القارىء :

(*) –الوثيقة العباسية عند المؤلف المجهول :اخبار العباس وولده ،ورقة رقم 138 آ،المتحف العراقي ،لربما سرقت الوثيقة اليوم مثل كل الوثائق التاريخة المهمة التي سرقت بقصد وتقصد لتخريب تاريخ اهل البيت والعراقيين.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب