19 ديسمبر، 2024 4:18 ص

بمناسبة استقالته من عضوية مجلس النواب.. سيرة حياة: أياد علاوي

بمناسبة استقالته من عضوية مجلس النواب.. سيرة حياة: أياد علاوي

السيرة والتكوين:
ولد أياد علاوي في بغداد.. الكرادة.. العام 1944.. بعد أن انتقلت عائلته من الحلة في بداية القرن الماضي.. يعود أصلهم إلى عشيرة ربيعة العربية.. “كما ورد في كتاب العزاوي تاريخ العشائر العراقية”.. بينما تذكر مصادر أخرى أن عائلة علاوي هي بالأساس من الكرد الفيلية.
أكمل دراسته الابتدائية.. لينتقل إلى كلية بغداد.. وهذه المدرسة للمرحلتين الإعدادي والثانوي.. تابعة للإرسالية اليسوعية الأمريكية.. وفي العام 1961 دخل أياد علاوي كلية الطب البشرى ببغداد.

نشاطه السياسي:

ـ أنضم لحزب البعث عند دخوله الكلية العام 1961.. وتميزت شخصيته بالشراسة الاجتماعية والعدوانية.. وفى حياته السياسية كان لا يبارى في وقاحته.. ولا يجارى في مطاردته اليومية.. لكل العناصر اليسارية وحتى العناصر البعثية.. التي كانت قد اختلفت مع حزبه.. أو عاشت نوعاً من السجال الفكري والنقاش السياسي.

ـ تؤكد الدكتورة هيفاء العزاوي.. بمقالتها المنشورة في كانون الثاني العام 2004 في جريدة لوس انجلوس تايمز.. بأنها كانت طالبة في كلية الطب البشرى في بغداد.. وإنَّ أياد علاوي كان معروفاً في حينها بغبائه الدراسي.. وبلطجياً يهدد الطلبة بمسدسه الشخصي.. ويتحرش جنسياً بالطالبات.. وإنها تحتفظ بمعلومات عن سلوكياته الشخصية تدينه أخلاقياً وسياسياً.

ـ كان علاوي صِدامياً في الإضراب السياسي الطلابي الشهير ببغداد.. الذي قاده حزب البعث عملياً في نهاية العام 1962.. وقد كسرت ساقه في إحدى الجولات مع شرطة قاسم السياسية.. كما كان عضواً مساهماً في الجهاز السري “الحرس القومي” لحزب البعث.. الذي كانت مناطة به مهمات خاصة مثل: القيام ببعض الاغتيالات الشخصية لرموز النظام ألقاسمي.. السياسية.. أو العسكرية.. انسجاماً مع الخطة الموضوعة للانقلاب الذي يمهد له البعث.

جرائمه بعد انقلاب 1963:
ـ بعد نجاح انقلاب 8 شباط 1963 أصبح علاوي أحد كوادر الحرس القومي في كلية الطب ببغداد.. والمناوب اليومي ليلاً في العديد من مراكز الحرس المهمة المنتشرة ببغداد.. لاسيما المركز الأساسي في قصر النهاية،.. حيث مكتب للتحقيق الخاص مع القوى المتهمة بكونها معادية للانقلاب.. وفى مقدمتها كوادر الحزب الشيوعي.. والقوى القاسمية.. والأحزاب الديمقراطية.. والقوى الناصرية بعد انكشاف محاولتهم الانقلابية ضد سلطة البعث في أيار 1963.
ـ في قصر النهاية كان أياد علاوي يلقب بطبيب القصر.. إضافة إلى ألقاب أخرى غير سليمة.. وكان يمارس كل أنواع الاضطهاد والعنف الشخصي والسياسي على المئات من المعتقلين.. في مختلف مراكز الحرس القومي.. وتحديداً على طلاب المجموعة الطبية “الطب البشرى.. طب الأسنان.. الصيدلة.. المعاهد الطبية الفنية”.
ـ كان علاوي متهم بشكل أساسي بالتعذيب حتى الموت.. للعديد من العناصر السياسية الناشطة في تلك الفترة.. من أبرزهم: محمد الوردي.. فيصل الحجاج.. وصباح الميرزا “الطالبة في كلية الطب البشري”.. والثلاثة من القيادات النقابية والسياسية للحزب الشيوعي.
ـ كان علاوي في ساعات دوامه في الكلية أنموذجاً للشرطي المطارد لكل الطلبة الذي يختلفون معه سياسياً.. أو شخصياً.

عضويته في جهاز حنين:
ـ أعتقل في 18تشرين الثاني 1963بعد حركة عبد السلام عارف وحل الحرس القومي.. وأطلق سراحه بعد مدة قصيرة.. أثر وساطة عائلية وسياسية خاصة كان لأحمد حسن البكر دوره الرئيسي فيها.. ومنذ تلك الفترة ارتبط مصير علاوي مع البكر وأعوانه.. ومنهم صدام حسين.. وحين شكل صدام جهاز حنين الأمني السري للإرهاب والاغتيال.. كان علاوي أحد عناصره الأساسية.. وقد نفذ بكل أمانه تعليمات الجهاز.. ومعه العديد من كوادر حزب البعث الطلابية في الجامعة.. أو في مناطق وحارات بغداد.

علاوي.. وانقلاب 17 تموز 1968:
بعد نجاح انقلاب 17 ـ 30 تموز 1968 واستتبابه السياسي.. كان علاوي مقرباً من البكر لدرجة إنَّ الأخير منحه غرفة خاصة في القصر الجمهوري.. وسعى بصورة ملحة لتسهيل نجاحه وتخرجه من كلية الطب بالتأثير على وزير الصحة حينذاك الدكتور عزة مصطفى.. لكن صدام كان لديه هاجس من بعض العناصر.. ومنهم علاوي التي تحاول التسلق بسرعة السلم الحزبي.. وأن تلبس رداءاً خاصاً أكبر من إمكانياتها الفعلية.علاقات علاوي بالمخابرات الأجنبية:
ـ كان الحل لصدام بإرسال علاوي إلى الخارج العام 1973.. وتحديداً إلى لندن.. حيث يمكنه إكمال دراسته الطبية العليا.. والإشراف على تنظيمات الحزب الطلابية والمخابراتية.. وقد منح علاوي صلاحيات واسعة وإمكانيات مادية غير محدودة.
ـ في لندن تعرف علاوي على مصادر المال والمخابرات والحياة السرية الأخرى.. ومن خلال هذه الغابة الجديدة.. كانت المعلومات حوله تصل إلى بغداد بالتفاصيل.. لذلك سارعت الأجهزة الأمنية في محاولة تصفيته جسدياً العام 1978 في سكنه الخاص في منطقة كينغستون التايمز الشهيرة.

ـ كان مع علاوي زوجته المسيحية عطور دويشة.. التي كانت قد أنجزت دراستها الطبية معه أيضاً.. وتمكن والد زوجته من إنقاذه من براثن الموت.. ونقله إلى إحدى مستشفيات المخابرات البريطانية في أيرلندا.. ليرقد هناك أشهر عديدة تحت الحراسة الأمنية الخاصة.
ـ يبدو أنَّ هذه الحادثة كانت حاسمة في تعبيد الطريق أمام علاوي نحو إقامة علاقة خاصة مع الأجهزة الأمنية السياسية البريطانية والأمريكية.. وتؤكد المعلومات إن لديه صلات مع المخابرات الأمريكية منذ دراسته في كلية بغداد.. حيث جنده أحد الآباء اليسوعيين فيها.
ـ بعد شفائه من محاولة الاغتيال كانت زوجته قد هجرته.. وتمكن بفضل صلاته الاجتماعية من استعادة نشاطه الشخصي.. والانغماس في العمل التجاري.

ـ لم يكمل علاوي دراسته للطب.

انغماسه في العمل السياسي المعارض في الخارج:
ـ خلال الثمانينيات من القرن الماضي انغمس بالعمل السياسي بحذر شديد.. بصورة مباشرة أو غير مباشرة.. مثل القيادات الأخرى البعثية: هاني الفكيكي.. صلاح التكريتي.
ـ وقد فضحه فيما بعد المهندس اليمني عبد الله جشعان.. حيث رفع ضده دعوى قضائية بتهمة الاحتيال.. وفتح مكتباً تحت يافطة تجارية مهمته جمع المعلومات حول اليمن.. كما ذكرت صحيفة الوحدوي الناصرية.. وكان المكتب يمثل شركة سميت عبر البحار للتوكيلات العامة.. وكان يتعاون معه تجارياً شقيقه صباح علاوي.. المرتبط مع إحدى المنظمات الإقليمية التابعة للأمم المتحدة.. الذي استطاع أن ينسج علاقات خاصة مع بعض البلدان الخليجية.. ومنها السعودية.

علاقاته بالمخابرات البريطانية والأمريكية:
ـ كان لشقيق أياد علاوي.. صباح علاوي صلة الوصل بينه وبين السعودية والأردن من الجهة الأخرى.. وفى نهاية العام 1989 قرعت المخابرات البريطانية جرس العمل في حياة علاوي.. وطلبت منه مباشرة العمل ببناء تنظيم سياسي علني معارض لصدام.. والبدء بالنشاط المطلوب.
ـ وهكذا شكل أياد علاوي حركة الوفاق الوطني العراقي في بيروت في 27 شباط 1991.. بالتعاون مع العديد من عناصر المعارضة البعثية السابقة في هذا المضمار.. في مقدمتهم: صلاح عمر التكريتي عضو مجلس الثورة سابقاً ووزير الإعلام.. إسماعيل غلام عضو قيادة تنظيم سورية للبعث .. تحسين معلة القيادي البعثي القديم.. صلاح الشيخلي مدير البنك المركزي سابقاً.. سليم الإمامي البعثي العسكري السابق.. وهاني الفكيكي القيادي في البعث.. واللواء الركن حسن النقيب.. والعقيد سليم شاكر.. والمقدم الطبيب صلاح شبيب.
انتخب علاوي أمينًا عامًا لها.. لكن حركة الوفاق انشقت الى كتلتين.. الأولى: لتحسين معلة والآخرين.. والثانية: لعلاوي الممثل للمحور السعودي.
ـ شارك علاوي بالتعاون مع المعارضة الكردية والإسلامية في مؤتمر آذار1991 في بيروت.. ممثلاً حركة وفاق.. كان المؤتمر فاشلاً في كل متابعاته وقراراته.
ـ بعد هذا التعثر لجأ الأكراد إلى حكومة بغداد للتفاهم معها.. فيما ذهب تنظيم الوفاق لعلاوي والشلل الأخرى الى الولايات المتحدة لنيل المساعدة المادية واللوجستية.. كان المحور الأساسي في هذا الميدان: أحمد ألجلبي.. لصلاته العائلية خاصة مع علاوي.. فالطبيب عبد الأمير علاوي عم أياد علاوي متزوج من أخت ألجلبي الكبيرة.. وأحمد ألجلبي متزوج أيضاً من عائلة عسيران اللبنانية.. وهم خوال علاوي.. لكن هذه الصلات العائلية والتجارية أسست أيضاً علاقة الحب.. والكراهية المشهورة بين الطرفين.

تضخم كتلة أياد علاوي:
ـ بعد انتهاء حرب الخليج الثانية العام 1991.. انفجرت الانتفاضة الشعبانية في جنوب العراق مباشرة.. لكنها فشلت من تحقيق أهدافها.. فهرب المئات من المدنيين والعسكريين البعثيين إلى خارج العراق.. وكان علاوي هو الخلاص بالنسبة إليهم لأسباب سياسية وشخصية.. نذكر منهم العسكريون من أمثال: فارس الحاج حسين.. توفيق ألياسري.. سعد ألعبيدي.. نجيب ألصالحي.. مهدي ألدليمي.. وفيق السامرائي.. عبد الله الشهواني.. ومن السياسيين: أرشد توفيق.. حامد الجبوري.. غسان العطية.. هشام الشاوي.

ـ تعاون هؤلاء جميعاً مع الوفاق الوطني العلاوي.. أو مع ألجلبي.. لكن هذا التعاون انفرط عقده العام 1993.. فمن جهة أختلف علاوي مع صلاح التكريتي.. لأن الأجهزة الأمريكية رفضت التعاون مع التكريتي.. لكونها متأكدة بأنه كان أحد المشرفين على شنق اليهود علناً في العام 1969 في بغداد.. أدى ذلك الى انقسام الوفاق الوطني.. وانسحب التكريتي مع راشد ألحديثي وبعض القيادات الوسطية الأخرى وشكلوا الوفاق الديمقراطي.

ـ استمر علاوي في تعاونه مع وكالة الاستخبارات المركزية.. وتصاعد نشاطه في تلك السنوات.. ومن خلال وجود مكتب خاص له في شمال العراق.. استطاع علاوي إرسال العديد من السيارات المفخخة إلى بغداد.. بين عامي 1992 – 1995.. والقيام بعدة تفجيرات منها: في باص طلابي.. وفي إحدى دور السينما.. كذلك في مدينة ألعاب للأطفال.

ـ يقول ضابط المخابرات السابق روبرت باير: بأن علاوي كان غير كفء في هذه النشاطات.. وإنه كان جشعاً في نواياه المالية.. كما إنَّ باير يشك بأن لعلاوي صلات خاصة مع المخابرات العراقية.. ويعلق كينيث بولاك المحلل السياسي.. وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية على اهتمام الأجهزة الأمنية الأمريكية بعلاوي بأنه يتماشى مع المثل الشهير “أرسل حرامي للقبض على حرامي”!

ـ كان ذروة الفشل لعلاوي العام 1995.. حيث أخفق بقيامه بمحاولة انقلابية عسكرية.. على أثرها اتصلت المخابرات العراقية علناً بالمحطة الأمريكية في عمان وأخبرتها بالكارثة!.
ـ شكل علاوي مكتباً خاصاً للوفاق مع إذاعة حزبية سرية موجه نحو العراق في العاصمة الأردنية عمان.. برعاية مباشرة من قبل الملك حسين والأجهزة الأمنية الأردنية.. وكان هو التنظيم الوحيد المسموح به في الساحة الأردنية.. ويعتقد عبد الكريم الكباريتي رئيس الوزراء الأردني السابق إنَّ فشل علاوي مرده إلى إنَّ تنظيماته مخترقة بشكل جيد من قبل المخابرات العراقية المتدربة.

ويبدو السبب الأساسي الذي جعل الأجهزة البريطانية والأمريكية برأي الخبير بيتر سيموندز تثق بعلاوي هو أن الأخير كان قد أقنعهم بأنه يمكنه من أشخاص آخرين موجودين في الحزب والجيش من إرجاع الحزب ثانية إلى طريق التعاون مع أمريكا والغرب.. بعد أن أختطف صدام الحزب والسلطة!

علاوي.. وتحرير العراق:
العام 1998 سنً الكونغرس الأمريكي قانون تحرير العراق.. فبدأ كان علاوي يسرب الوثائق الخاصة والمعلومات السرية بخصوص:

1ـ النشاطات السرية للمشروع النووي العراقي.

2- العلاقات الخاصة بين النظام العراقي وتنظيمات القاعدة الأصولية.. وقد فضح الصحفي مارك هوسينبال هذه الأكاذيب مؤخراً.. وقد نشر المذكور بأنَّ الضابط المنشق العقيد الدباغ هو الذي سرب وثيقة مزيفة حول كون النظام العراقي قد نقل أسلحة الدمار الشامل الى الخطوط الأمامية بداية العام 2002!.. وقد أشارت جريدة الديلي تلغراف إلى إنَّ هذه المعلومات سربها جهاز علاوي إلى الإدارة البريطانية.. ذاكراً إنَ النظام قادر على شن هجوم عام خلال 45 دقيقة.

علاوي بعد 2003:

ـ بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003.. كان يعاون بريمر الحاكم المدني الأمريكي في العراق.. من الجانب العراقي مجلس مكون من سبعة أشخاص.. هم: جلال طالباني.. مسعود البارازاني.. إبراهيم الجعفري.. عبد العزيز الحكيم.. نصير الجادرجي.. إياد علاوي.. وأحمد ألجلبي.

ـ وصفهم أحد مساعدي بريمر بأنهم معتادون على رؤية أنفسهم معارضين أكثر من اعتيادهم على اتخاذ القرارات.

ـ دخل بريمر في خلاف مع بعض أعضاء مجلس السبعة.. خاصة ألجلبي..الحكيم.. الطالباني.. فاستبدلهم بمجلس الحكم المؤقت المتكون من 25 عضوا.

رئيس الوزراء المؤقت:
في 28 حزيران/ يونيو 2004 شكل علاوي حكومته المؤقتة لمدة ستة أشهر.. لتخلف مجلس الحكم وسلطة الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر.. وإدارة شؤون العراق تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية.. حكومة علاوي المؤقتة هذه.. شهدت في فترتها القصيرة القيام بعمليات عسكرية كبيرة أبرزها:

1 ـ هجوم ألقوات الأمريكية لمواجهة نفوذ جيش المهدي.. حيث قاد علاوي بنفسه الحملة ضدهم في النجف ومحاصرتهم في الروضة الحيدرية.. وقد تعرض على إثر ذلك لمحاولة اغتيال في إحدى الجوامع في مدينة النجف أدت إلى إصابته بجروح.

2ـ القيام ببدء حملة عسكرية واسعة على الفلوجة للقضاء على المسلحين.. وقد أعطى الأوامر للقوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية لبدء حملة عسكرية واسعة على مدينة الرمادي.. مشيراً إلى أن هذه العملية ستنتهي مع القضاء على المجموعات المسلحة التي تسيطر على المدينة.

المخابرات الأمريكية.. والانقلاب الصامت:
ـ كتبت ميلندا ليو في مجلة نيويورك في مطلع حزيران 2004.. وهى قريبة من بعض الدوائر المحسوبة على المخابرات المركزية بأنَّ ما حدث في بغداد هو الأقرب إلى الانقلاب الصامت.. فقد نجحت المخابرات في القضاء على نفوذ احمد ألجلبي نهائياً.. وتمكنت من فرض علاوي في رئاسة الوزارة المؤقتة وبالموافقة الفورية من قبل بريمر.. الذي شعر بأن وجوده أصبح ثقيلاً.. ورغبً في الهروب من العراق بسرعة.. وقد أجبرت المخابرات الأكراد.. والشيعة.. وبعض السنة أمثال: سمير ألصميدعي.. والضباط السابقين على التوقيع على وثيقة الانقلاب.

ـ وكشف الإبراهيمي بأنَّ مجلس الحكم المأمور وافق على كل القرارات بانصياع تام.. من أجل الحصول على المغانم السياسية والمالية.. وببساطة وحسب أحد المقربين من الإبراهيمي فإنه بالنسبة للشارع العراقي.. يلخص الرأي الذي صدر عن الملك الأردني عبد الله الثاني: بأنَّ العراق بحاجة الى رجل قوي مثل علاوي.. يجمع بين الكفاءة المخابراتية.. والحس الغرائزي في حل الأمور السياسية.. وبالقوة.. والقتل الفوري.

قتل.. بدم بارد:
ـ فضحت مراسل جريدة سيدنى مورننخ هيرالد الأسترالية ومجلة أيج المعروفة بول ماك جو حادثة رهيبة تقشعر لها الأبدان جرت في مجمع أمنى في ناحية العامرية ببغداد.. وتحدى هذا الصحفي الأجهزة الأمنية والإعلامية التابعة لعلاوي بتكذيب ذلك.
وملخص الحديث والحادثة: إنَّ علاوي ذهب إلى المجمع الأمني في بالعامرية بزيارة ميدانية مفاجئة يرافقه وزير الداخلية فلاح النقيب.. كانت الزيارة في حدود الأسبوع الأخير من حزيران 2004 في المجمع.. اجتمع علاوي مع مدير المجمع الجنرال رعد عبد الله.. ومجموعة من الشرطة الجدد.. وأكد لهم أهمية استعمال أسلوب القسوة العالية في التعامل مع الإرهابيين.. وإن علاوي وحكومته عازمة على حماية الشرطة من أي محاولة للانتقام منهم.. ولكي يثبت لهم مصداقية قراراته وتفسيراته والتزاماته اندفع شاهراً مسدسه الشخصي وملوحاً به باتجاه ميدان المجمع.. حيث أمر بحبس مجموعة من الإرهابيين! عددهم 7 وضعوا الى الجدار مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين.. وبادر علاوي إلى إطلاق النار على رؤوس هؤلاء المعتقلين حيث سقط ستة منهم.. وبقى السابع مغموراً بدمائه.
كان الصحفي الاسترالي قد استمع إلى أحاديث شخصية مختلفة وبطريقة خاصة وإلى تفاصيل متشابهة.
وذكر الشاهدان كيفية نقل الجثث ودفنها في الصحراء القريبة لسجن أبو غريب المشهور.. ومن الأسماء التي ذكرت في الشهادة: أحمد عبد الله الأحسمي.. عامر لطفي محمد القدسية.. والثالث هو وليد مهدي أحمد السامرائي.. وقد أكد الشاهدان بأن وزير الداخلية فلاح النقيب كان يريد الإجهاز على المعتقلين وتحديداً السامرائي.. لأنهم كانوا قد شاركوا في نسف بيت النقيب في سامراء.. وتصفية العديد من حراسته الشخصية.

قائمة علاوي في انتخابات النيابية:
ـ حازت القائمة العراقية برئاسة أياد علاوي في انتخابات مجلس النواب.. التي أجريت في 7 آذار العام2010 على 91 مقعداً.. واحتلت القائمة بذلك على المركز الأول من بين الكيانات المتنافسة.
أما في انتخابات مجلس النواب العام 2014 فتراجع عدد مقاعدها إلى 21 مقعداً.. وبذلك حصل علاوي على المركز الثاني.. بعد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وبذلك عين “نوري المالكي وأسامة النجيفي وأياد علاوي” نواباً لرئيس الجمهورية بعد تشكيل وزارة حيدر ألعبادي.
ـ في 9 آب 2015 أعلن حيدر ألعبادي عن مجموعة قرارات وإصلاحات أبرزها إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية “نوري المالكي وأسامة النجيفي وإياد علاوي”.. في استجابة للاحتجاجات الشعبية.. وأقر مجلس الوزراء القرارات التي أصدرها.
ـ بعد مرور سنة نقضت المحكمة الاتحادية قرار ألعبادي بالنسبة لنواب رئيس الجمهورية وأعيد الثلاثة لمناصبهم نواباً لرئيس الجمهورية.. واستلموا كل رواتبهم وامتيازاتهم عن المدة الماضية.
ـ في انتخابات النيابية العام 2018.. حصل ائتلاف “الوطنية” بزعامة إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق ونائب رئيس الجمهورية الحالي على 21 مقعدا.

استقالته من مجلس النواب:
قدم علاوي استقالته من عضوية البرلمان رسميا الى رئيس المجلس محمد ألحلبوسي”.
وكان رئيس ائتلاف الوطنية، اياد علاوي.. قد كشف يوم10 /1/ 2020 عن سبب استقالته من عضوية مجلس النواب.
وعزا علاوي القرار بدعوى فشل البرلمان في أداء دوره التشريعي والتعامل مع مطالب الحراك.

أفسد حكومة:
ـ أعطيت لعلاوي تغطية مالية.. وبالتعاون مع بريمر تصل الى حدود 3 مليارات من مجموع 87 ملياراً من صندوق أعمار العراق؟.. وهي أموال عراقية كانت محجوزة بسبب الحصار.. لكن هذه المليارات دخلت جيوب علاوي.. وليس لمشاريع تنموية.
ـ واتهم القاضي راضي الراضي رئيس هيئة النزاهة حكومة أياد علاوي بأنها أفسد حكومة.. وصدرت الأوامر بمنع جميع وزرائها من السفر.. للتحقيق معهم في فساد مالي وعقود ذات شبهة فساد.. لكنهم استغلوا جنسياتهم الأجنبية.. واستطاعوا الهرب من العراق.. بدعم القوات الأمريكية والأجنبية في العراقية.. ولحد الآن مطلوبون للقضاء.. ويبدو إن الإنتربول لم يحرك ساكناً للقبض عليهم.

أنشطة علاوي وأسرته التجارية:
كشفت (أوراق بنما) تكشف لأول مرّة عن أنشطة علاوي وأسرته.. وأبعادها في الملاذات الضريبية الآمنة بالاشتراك مع أفراد من عائلته.. أحد أشقائه.. زوجته.
كما تابع معد التحقيق البحث في ممتلكات شقيقه صباح هاشم علاوي الذي يلتقي مع شقيقه إياد في شراكة تجارية من خلال سارة ابنة إياد علاوي.
صباح كان هو الآخر سياسياً في العلن ورجل أعمال في شركات تجمعه مع رجال أعمال لبنانيين من دائرة حزب لبناني نافذ.
ـ وهي وثائق لا تنتمي إلى تسريبات بنما.. بل هي من مصدر آخر حصل عليها معد التحقيق عبر شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية (أريج).. ومن سجلات الشركات الخفية اللبنانية (أوف شور) والسجلات البريطانية للشركات.
تفيد الأوراق المسربة من وثائق بنما.. أنّ إياد علاوي امتلك وأسس شركات تجارية باسمه عبر شركة (موساك فونسيكا) المتهمة بالمساعدة في التهرب الضريبي وغسيل الأموال.. وجميعها تختص ببيع العقارات وهي:

الأولى: شركة (IMF Holdings Limited)..التي تأسست في 11 أيار/ مايو 1985.

الثانية: شركة (فوكس وولد لميتيد Foxwood Estates Limited).. تأسست في 10 آب/ أغسطس 2005.

الثالثة: شركة (موون لايت Moonlight Estates Limited)..التي تولى إدارتها في 2009 فيما كانت قد تأسست في تشرين الأول / أكتوبر 2004.. أي بعد نحو 4 شهور على تسنمه رئاسة الحكومة العراقية .

__________

المصادر:
ـ موقع حركة الوفاق الوطني.
ـ جاسم قاسم. رجال العراق الجديد. جريدة البينة البغدادية. العدد 423 .
ـ السيرة الذاتية لأياد علاوي من موقعه الرسمي.
ـ الدكتورة هيفاء العزاوي. في مقالة نشرتها في كانون الثاني 2004 في صحيفة لوس انجلوس تايمز.
ـ إياد علاوي.. موقع ويكيبيديا. الموسوعة الحرة.
ـ السيستاني مع علاوي ضد الصدر وإيران حذرته من تبرير اقتحام النجف.. جريدة الدستور. دخل في 8 سبتمبر 2011.
ـ اعتداء على علاوي في النجف.. جريدة الشرق الأوسط. دخل في 8 سبتمبر 2011.
ـ مجلس الوزراء العراقي يقر إصلاحات ألعبادي.
ـ د. علي الشمراني. صراع الأضداد.. المعارضة العراقية بعد حرب الخليج. (لندن ـ 2003).
ـ د. هادي حسن عليوي. أحزاب المعارضة العراقية 1968 ـ 2003. (بيروت ـ 2008).
ـ

أحدث المقالات

أحدث المقالات