حاولت ولازالت تحاول جهات دينية سرقة التظاهرات و مشروعها الوطني في تحقيق الدولة المدنية في العراق ,لكن و مع ما تمتلك تلك الجهات من نفوذ سياسي و ديني و اجتماعي و حتى عسكري فشلت في سرقة تلك التظاهرات بل و فشلت حتى في ركوبها فأصبحت ما بين منعزل و منطوي على نفسه و مغلقاً بابه و كأن الأمر لا يعنيه و بين من تناسى مشروعه الديني ليغازل تلك التظاهرات و شعاراتها و أهدافها و يستسلم لإرادة الجماهير المطالبة منذ شهور بالدولة المدنية و الرافضة لسلطة و هيمنة رجال الدين و الذي اختزلته بشعارها الخالد (( باسم الدين … باكونه الحرامية )) ,ذلك المشهد يرسم بوضوح تقهقر المشروع الديني ((اللاديني )) الذي تقف خلفه إيران كوسيلة لإخضاع الشارع العراقي لمشروعها الإمبراطوري القومي التوسعي أمام المشروع المدني الذي تبناه المتظاهرون الأحرار و عكسته شعاراتهم و هتافاتهم و كما أشار لذلك المرجع العراقي الصرخي الحسني في بيانه الذي أصدره بتاريخ 12/8/2015 م بعنوان ((من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني)) بقوله : ((….أعزّائي أحبائي لقد وفَّقَكم الله تعالى لكسر حاجز الخوف والانقياد المذلّ لسلطةِ فراعِنة الدين وكهنوتِها …وقد قلبتُم مَكْرَ الماكرين على رؤوسهم حتى صاروا مهزومين مخذولين يبحثون عن أي حلّ ومخرج و بأقل الخسائر الممكنة …)). و من أجل تعزيز هذا الإنتصار الواضح للإرادة الوطنية المدنية على الإرادة الدينية ((اللادينية)) في ساحات التظاهر تأتي الخطوة الأهم و هو تحقيق الأهداف و تحويل المشروع من مرحلة الشعارات التي خضع لها و انهزم أمامها فراعنة الدين و كهنوتها , إلى مشروع تأسيس و بناء الدولة المدنية و الذي يحتاج إلى برنامج واقعي متكامل و قابل للتطبيق بآليات و أدوات تستبعد شخوص المشهد المأساوي الحالي من رجال دين و سياسة و تحدد العدو الأخطر على المشروع المدني في العراق و تأخذ بنظر الإعتبار المؤثر العربي و الدولي و هو ما رسمه المرجع العراقي الصرخي الحسني في مشروعه مشروع الخلاص الذي أطلقه بتاريخ (8/6/2015م) و الذي جاء في أهم فقراته ((… قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق …. حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان و يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن …. و لإنجاح المشروع لابدّ من الإستعانة بدول وخاصة من دول المنطقة والجوار ولقطع تجاذبات وتقاطعات محتملة فنقترح أن تكون الاستفادة و الإستعانة من دول كالأردن ومصر والجزائر ونحوها …… إصدار قرار صريح و واضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائياً من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح …)).