23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

بما ذا نصح مسعود برزاني .. جون كيري…وهل أن قادتنا هم سامريو العراق

بما ذا نصح مسعود برزاني .. جون كيري…وهل أن قادتنا هم سامريو العراق

عندما التقى وزير الخارجية الأميركي بمسعود برازاني مؤخرا طلب منه وألح عليه للمشاركة في الحكومة المقبلة وإيجاد حلول للمأزق العراقي الحالي باعتباره طرفا مهما في العملية السياسية ، لكن برزاني أصر على كيري بأن الأكراد لا علاقة لهم بما يدور في الوقت الحالي من نزاع مسلح على ارض العراق وقال “أنها ليست مشكلتنا” بل طلب من وزير الخارجية الأميركي التباحث بالمسالة مع الأطراف ذات العلاقة، القيادة الشيعية والمقصود “المالكي طبعا”، وقادة الثوار السنة باعتبارهم لديهم مطالب مشروعة لن يتخلوا عنها، وأكد لوزير الخارجية الأميركي أن المسالة برمتها يتحملها المالكي وهو سبب الأزمات التي يمر بها العراق حاليا، ونصحه بالتفاوض مع أهل السنة الحقيقيون لإنهاء الدوامة.

إن التغاضي عن السبب الرئيس المسبب للازمات في العراق جعل الحالة السياسية والأمنية في العراق مزرية إلى حد المواجهة المسلحة بين جميع المكونات في العراق ، وبدلا من إيجاد الحلول المستعجلة نرى الزيت يصب على النار وتتبادل الأطراف السياسية فيما بينها الاتهامات وتعليق الأخطاء على الشماعة الطائفية القذرة، هذا هو حال العراق الجديد اليوم، ملغم بالمشاكل والأزمات المستعصية على سياسيون غير قادرين وكفوئين حتى على حل مشاكلهم الشخصية فكيف يأتمنون على قضية وطن ، فنراهم يهرعون إلى الدول الأخرى لطلب المساعدة بسبب عجزهم الفاضح في اختيار رئيس وزراء، باختصار العراق يمر بأزمة رجال دولة، فكل الرجال الذين نراهم في الساحة اليوم هم رجال سياسة، أشباه رجال ، والفرق كبير بين رجال السياسة ورجال الدولة ، فالأول همه نفسه والثاني همه الأجيال القادمة ، والسياسيون اليوم بحاجة إلى جرعات لقاح في الوطنية الحقيقية تسمى (National injection) يأخذونها من غير وصفة طبية، خصوصا لدى إقدامهم على اتخاذ القرارات المصيرية بهذا الوطن الذي لا يناسب مقاسهم، فهو أكبر منهم جميعا.   

 

فرئيس الوزراء عجز عن اختيار مستشار واحد يسدي له النصيحة الحقيقية ويقول له هذا خطأ بل انه يتعمد باختيار أشخاص لا يجيدون سوى كلمة نعم، و لو أقدم المالكي على الكفر وقال لحاشيته أنا ربكم الأعلى ستراهم يتبعونه كما فعل بني إسرائيل مع السامري، ففي بداية أزمة الانبار ، التقى المالكي مع بعض شيوخ الانبار من الذين لا يتمتعون بثقل عشائري كبير لدى جماهير المحافظة أو إنهم ليسوا شيوخا بالمرة، ليضحك على الذقون وهو يعرف حق المعرفة بذلك، وقال لهم إن مطالبكم مجابة ومن خلفه سعدون الدليمي وهو يهز برأسه مؤيدا لسيده المالكي، وطلب منهم مساندة جيشه، وهم لا يستطيعون حتى الدفاع عن أنفسهم من قبضة الثوار، ليبرر للعالم بأنه يقوم بخطوات دبلوماسية وتوافقية لإرضاء أهل الانبار وانه يقوم بالمبادرة بعد أن سال الماء من تحت قدميه ، فهو يفجر البركان ويحاول أن يطفئه بكوب من الماء.

 المشاكل كثيرة في العراق، من أصحاب مناصب لا يجيدون سوى الإمضاء على الكتب الرسمية التي لا يعرفون حتى مضمونها، ورئيس وزراء شغل نفسه عن هموم الوطن والمواطن وأشتغل بعيوب جيرانه التي لا تساوي قيد أنمله مع أخطائه التي  ترتقي إلى حد الكفر هذا إذا اعتبرنا إن الوطن له قدسية كبيرة، وهو فعلا كذلك، والكفاءات العراقية التي لا تجد مكانه لها في وزارات العباقرة ودوائر الدولة منتهية الصلاحية والتي لا تعرف حتى قتل الروتين الذي أصبح وبالا على أهل العراق لتواكب تطور العصر واحتياجاته، إلى مؤسسة أمنية تحولت إلى مقصلة لرقاب الأبرياء، وإفرادها الذين لا يجيدون سوى الظهور على اليوتيوبات يرقصون ويعروننا أمام العالم الذي صار يضحك على المأساة التي وصل إليها العراق.

 

 على القادة في المستقبل عدم التغاضي عن المشاكل الحقيقية مثلما يحدث اليوم والذي جرهم إلى الرعب مما حصل وسيحصل قريبا وهو نتيجة لسياساتهم الحمقاء التي كبدتهم مناصبهم الرخيصة وأطاحت بعروشهم وكروشهم.

العراق اليوم أحوج ما يكون إلى رجال دولة وليس رجال المناصب والغنيمة والهزيمة ، لله درك يا عراق.