18 ديسمبر، 2024 9:07 م

بماذا يستفيد العراق من كليات الهندسة إذا كان يستورد الدبس من إيران؟

بماذا يستفيد العراق من كليات الهندسة إذا كان يستورد الدبس من إيران؟

يعتبر عام 1886 عام ميلاد السيارة عندما قام المخترع الألماني كارل بنز بتسجيل براءة اختراع لعربة ذات محرك حيث قام بصناعتها في عام 1885. و كانت شركته Benz & Cie و مقرها مانهايم في ألمانيا أول مصنع للسيارات في العالم في عام 1888.
كليات الهندسة في ألمانيا و العالم كله قبل عام 1888 لم يكن فيها قسم لهندسة السيارات لأنه لم يكن هناك إنتاج للسيارات. و بعد هذا التاريخ بدأت كليات الهندسة في ألمانيا تتنافس لإفتتاح أقسام للسيارات و ذلك لإعداد متخصصين في صناعة و تطوير و صيانة السيارات، فهذا هو واجب كليات الهندسة تطوير الصناعات القائمة في البلد و إعداد متخصصين فيها.
بتاريخ 1 شباط 2021 أعلن نائب رئيس دائرة الصناعات التحويلية و التكميلية الزراعية بمحافظة جهار محال و بختياري الإيرانية عن تصدير 130 طناً من دبس التمر المنتج في وحدات انتاج المحافظة إلى العراق. و أضاف أن وحدات الإنتاج تنتج هذه الكمية من الدبس باستخدام أحدث التقنيات. و أن هذه الوحدات الإنتاجية تنتج أيضاً دبس العنب و دبس الرمان. و أضاف أنه یتم توفير المواد الخام اللازمة لهذه الوحدات من المحافظات الجنوبية مثل كرمان، مشيراً إلى أن الدبس الذي تنتجه المحافظة يلبي إحتياجات السوق المحلي و مصانع المواد الغذائية في إيران, كما يتم تصدير جزء منه الی الخارج و من ضمنه العراق.
في العراق، بلد النخيل، يوجد التمر بكميات هائلة إلى جانب العنب و الرمان، و يوجد العديد من كليات الهندسة الحكومية و الأهلية في طول و عرض البلاد، إلاّ أن العراق يستورد الدبس من إيران. و كأن كليات الهندسة العراقية لا علاقة لها بالصناعات المحلية.
التمر الموجود في العراق يكفي لإقامة صناعة حديثة لإنتاج الدبس لتغطية حاجة السوق المحلية و تصدير الفائض إلى خارج العراق بدلاً من إستيراده من إيران. و نفس تقنية إنتاج دبس التمر يمكن إستخدامها لإنتاج دبس العنب و دبس الرمان. و كذلك يمكن إستخدام هذه التقنية لإنتاج معجون الطماطة لإستغلال الإنتاج الوفير للطماطة في موسمه و رخص أسعارها و بذلك يمكن توفير معجون الطماطة على مدار السنة بأسعار مناسبة. و إضافة لذلك فإن مخلفات هذه الصناعات تعتبر مواد أولية لصناعات أخرى و منها لصناعة العلف الحيواني، و هذه كلها توفر فرص عمل مفيدة ترفع من مستوى الإقتصاد المحلي و أرض خصبة للأبحاث العلمية في أروقة كليات الهندسة بدلاً من تخريج مهندسين في إختصاصات لا علاقة لها بحاجات المجتمع يكونون عالة على أنفسهم و على المجتمع يتظاهرون على الحكومة مطالبين بتوظيفهم.