23 ديسمبر، 2024 4:45 ص

نعت أحدهم من جوقة المداحين والرداحين, وأحد محامي القتلة والسارقين, انتفاضة تشرين الباسلة بأنها ” عفطة عنز “, يعكس مقدار الغل الذي يعتمل في نفسه المريضة ومن يمثلهم بالحقد الأسود ضد شعبنا, لاسيما وهو ورهطه يعيشون فترة سقوطهم المادي والمعنوي بين العراقيين.
وإذا كان من بد لوصفها بهذا الوصف الدنيء لكانت ” عفطة شعب ” بوجه رموزكم وجبروتكم, واهانت تعاليكم إلى الحضيض وهزت عروشكم الخاوية.
لقد أطاحت الانتفاضة بمنظومتكم الفكرية والقيمية القائمة على الطائفية والفئوية وكل مخرجاتها من محاصصة, واستطاعت أن تنفذ إلى قناعات بعض مريديكم البسطاء الذين عانوا من فسادكم وبذخكم على حساب تضحيات أبنائهم على جبهات الحرب مع داعش, حتى امتنعوا عن انتخاب قادتكم المنافقين, الفاشلين والخاسرين على التوالي.
سمو انتفاضة شعبنا بادية للعيان وللقاصي والداني وتعلن عن نفسها بفخر :

فمقابل ظلاميتكم كانت اشراقتهم !
ومقابل عنفكم كانت سلميتهم !
وأمام عمالتكم كانت وطنيتهم الخالصة !
ونقيض كذبكم كان صدقهم وصدقيتهم !
امام غدركم كانت شهامتهم وفروسيتهم !
وخلاف جنائزيتكم وسوداويتكم كانت فرائحيتهم ونصاعتهم !
وضد جفافكم ويبابكم كانت نداوتهم وطراوة ارواحهم وشبابهم المتفتح !

لقد خلدت الانتفاضة كحدث بارز في سجل تاريخ بلاد الرافدين… علامة مضيئة منذ بزوغ فجره في أعماق.
حفرت أسماء شهدائها في قلوب العراقيين بحروف من نور وستبقى في ضمائرهم.
بينما قال التاريخ بعد الشعب كلمته فيكم ووضعكم في مزبلته باعتباركم من قمع شعبه وامتص دماء فقراءه وبدد ثرواته وتحايل على معتقدات البشر للكسب غير المشروع…

وصح فيهم في هذا المحضر بيت الأعشى :
كناطحٍ صخرة يوماً ليوهنها… فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

لعنة الانتفاضة ستبقى تلاحقكم, ودماء الشهداء تصرخ بوجوهكم : هؤلاء قتلتي !!!