23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

بلى .. نحن في عام 61 هجرية

بلى .. نحن في عام 61 هجرية

حسب المحللين والمراقبين وصول 24 مليون زائر الى مدينة كربلاء لإحياء شعائر زيارة الأربعينية هذا العام التي هي من المناسبات المهمة والمؤلمة لدى الشيعة ولكن ماذا يعني زيارة 24 مليون شيعي الى كربلاء وهم يهتفون هيهات منا الذلة ويرفعون شعار لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي .. كل هذا يحدث في دولة حكومتها شيعية ومسؤوليها جلهم من الشيعة الذين يتفقون جميعهم ان الامام الحسين عليه السلام قتل في واقعة الطف من أجل أن يستقيم دين الأسلام ولعل أحدهم كتب (إذا كان هذا الكم العظيم من ملايين المتظاهرين في ذكرى ثورة الحسين عليه السلام يلطمون صدورهم ووجوههم وهم في ظلال دولة فاسدة ولصوص يحكمون هذه الملايين .. فان هذه المظاهرة هي مظاهر فارغة من المضمون والجدوى) وكتب اخر وهو بالفعل محق (الحسين عليه السلام ثورة إصلاحية سيكتب التاريخ يوما ان شعبا قوامه 35 مليون نسمة ينادي لبيك ياحسين لم يستطع ان يأخذ حقه من مجموعة لصوص جهلة وأحزاب فاسدة قذرة نتنة .. أي شعب هذا؟؟)
نعم نحن نعيش سنة 61 هجرية السنة التي ردد الالاف من الشيعة الشعارات ضد يزيد ولكنهم تناقصوا كلما زحف الامام الحسين (عليه السلام) نحو التغيير في كربلاء ليبقو 82 شخصا وربما أقل في عدد اخر من الروايات نعم كان أصحاب الحسين (عليه السلام) في المدينة عدة الاف كلهم يرفعون شعارات القضاء على الفساد والحكم الفاسد كما يرفعه (جماعتنه ) هذه الأيام ولكن بدأ العدد يقل من بين أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) ومواليه منذ خروجه من المدينة لغاية وصوله الى طف كربلاء وتناقصوا بطرق وأسباب مختلفه تارة تقاعس وتارة رشا من أصحاب يزيد وشراء ذمم وتارة خوف من المجهول وتارة (اني شعليه مثل مانشوفه اليوم) حتى وصل عدد أصحاب الامام الحسين عليه السلام الى ماوصلو اليه يوم الطف .. نعم نحن في عام 61 هجرية والجميع يتذكر ثورة تشرين العظيمة التي لم تبقى فئة من فئات الشعب لم تشارك فيها كلها تطلب التغيير وإعادة وطن سرقه ونهبه من كان همهم السلطة والمال وليذهب الشعب الى الجحيم حتى سقط 800 شهيد و25 الف جريح ولكن أين هم الان؟ تناقص عددهم والتفت الأحزاب الفاسدة على الكثير من قادتهم وأطمعتهم بالمال والمناصب وصعود الجكسارات والسكن في الدور الفارهة حتى وصل الحال بالاحزاب المتضامنة مع ثورة تشرين باللعب على الحبلين في النهار مع تشرين وفي الليل مع الفاسدين حتى خمدت نارها وغيب ابطالها ولوحق من لوحق منهم ليحل بثورة تشرين ورموزها ماحل بالموالين من أصحاب الحسين سنة 61 هجرية

ونعود فنقول ألا يخجل من ينادي ياحسين وهيهات منا الذلة أن يعيش هذه الذلة؟ في ظل حكومة وأحزاب فاسدة جاهلة يقودها مجموعة من المتامرين والصعاليك وبائعي الوطن للاجنبي .. هل حقا انتم من شيعة الامام علي أيها الراضون بهذه المهانة والجوع؟ تنهب ثروات بلدكم لتنتعش بها عوائل المسؤولين ومتملقيهم من أقرباء الحاكمين وانتم تعيشون تحت خط الفقر بدون ماء وكهرباء وطرق وذلة مابعدها ذلة .. اترضون ان تسرق خيراتكم حينما تنتج ارضكم ملايين البراميل من النفط ونصفكم لايجد ما يأكله وعائلته .. هل أنتم حقا موالون للأمام الحسين عليه السلام وسائرين على نهجه .. إنني أشك في ذلك .. الحسين لم يخرج أشرا ولا بطرا بل خرج لطلب الإصلاح في أمة جده محمد (ص) .. وأنتم الى أين خارجون ؟؟