23 ديسمبر، 2024 8:36 م

بلنسكي … الأدب الروسي في العمق الصرف من ذات الإنسان

بلنسكي … الأدب الروسي في العمق الصرف من ذات الإنسان

لاشك بأن التطورات الأدبية التي حدث في فرنسا وألمانيا خلال القرن التاسع عشر في النظرة للأدب قد خلقت ذائقة فكرية جديدة خلاصتها عدم الوقوف على القواعد القديمة لينتقل مفهوم الجمال من المدح والتشجيع الى الإستقراء والإكتشاف وحث قوى الإنفعال على بلوغ أقصى غاياتها في الوصول للغامض المريح وإحتقار الساذج والهمجي ،
وضمن هذا التأثير ركز المنظرون الروس على قبول تأثير المصادر الألمانية مع العمل  بنسق الأدب الروسي الذي نقل الواقعية الى العمق الصرف من ذات الإنسان بالحفاظ على التوازن مابين العقلاني وغير العقلاني لإعتقاد المنظرين الروس أنهم بذلك التوازن سيصلون إلى الإبداع الحر والذي لايتعارض مع مفهوم الغيبوبة والتسامي لخلق العمل الملائم والمناسب لمعرفة طبيعة التناقضات البشرية بعد تثوير قوى الخيال المقبول ،
ولا شك وبهذا الفهم كان إدراك الواقع شيئا جديدا أناب هذه المرة عن الفكرة السائدة من أنه ينحصر بين التجريبية والرومانسية أو أنه تعبيرا صرفا عن الواقعية الخمولة
 ولعل فيما قدمه  بلنسكي من أفكار وتحليلات مغرية للأدب الروسي قد أفادت النقاد بشكل خاص وكذلك من هم ضمن الأجناس الأدبية المختلفة ،
كانت الركائز الهيجيلية على متانتها كي يقف عليها الأحفاد وهي تستهويهم على أقل تقدير من المنظور التاريخي والذي وجد هيجل فيه أن البشرية التي أغناها الغيب اللاديني والمتمثلة بالقوى التي تقع فوق مستوى الإدراك العقلي حين مرت بمرحلة الأسطورة ومن الأسطورة بدأت ملامح المرحلة الثانية المتمثلة بالفن الذي قدم الكثير من بدايات التأمل الذي ساعد على نمو المخيلة في صورها وألوانها ، لقد إشترط بلنسكي في عرضه عن الأدب بأنه لايكفي أن يكون معبرا عن روح الأمم إلا إذا مرت هذه الأمم بتطورات متعاقبة وشمولية لقواها المنتجة على صعيد الآلة والروح أي أن هناك مشاركة مابين القوى العقلية وقوى الإحساس الخارق لإقصاء الموارد الدخيلة التي لايمكن الإفادة منها ضمن الموجدات التي تمثل حاجات الإنسان ورغباته والتي هي أي هذه الحاجات أن تعيد تكوينها من جديد ضمن منطق أي فكرة ما تعبر عن واقع قريب أو واقع متخيل لاتفارق فيه النزعات الإنسانية منظومة المخيلة التي شحنت بالعارض والأساسي للنظرة إلى الكون ،
لقد قدم بلنسكي عبر نقده لبوشكين مايمكن أن نسميه شروط جمالية النقد الأدبي الحديث وهي بنفس الوقت الأسس التي يبنى عليها مفهوم الهدف من النقد سواء على صعيد كشف النواحي الجمالية في المنتج وكذلك تحريك الذائقة الفنية إلى مساحة غير معلومة للتمييز بين حدين متنافرين بين الأبدي وبين متعة اللحظة بين الشراكة الجمعية وبين الأنا المؤقتة حتى لو أدى ذلك إلى إنتهاك أبجديات الكون في أخلاقياته ،

[email protected]