إنتبهوا لرصاص القناصة ، حافظوا على هدوئكم ، لا تفرطوا بعتادكم إنهم لا يستحقون اكثر من رصاصة براس كل قذر منهم ، كان أمر المجموعة يصدر أوامره للمقاتلين ، بينما التعرض الداعشي محتدم على قطاعات حشدنا المقدس ، وابطالنا يصدونهم بكل قوة وبسالة ، سيارات مفخخة تفجر قبل أن تصل مبتغاها ، وإنتحاريون يكبون على وجوههم برصاص الحق ، كلما أرديت أحدهم نادى صديقي علي وهو يضحك : لبيك ياحسين .
كنا نتناوب إنهاء حياة الدواعش ، فهو يرمي تارة وتارة أنا أتولى الصيد ، إنتهت رصاصات قناصتي فقلت : دورك ياعلي ، وأنحنيت لأهيئ عتادي ، ولكن علي لم يتحرك ولم اسمع ازيز رصاصاته الجميل ، إلتفت اليه فوجدته جريحا ، قفزت إليه فأشار الي ان إجلس ، أردت إسعافه فرفض وقال وهو يشير الى البعيد : هل ترى المخيم ، لقد إنتهت المعركة ، إنهم يستعدون للرحيل .
أنظر قالها مؤكدا : أنظر إنهم ينقسمون ، يالهي ملايين الملائكة تصطف لتزف الشهداء مع اميرهم الى الجنة ، وتلك سيدتي فاطمة تودع زينب في رحلة الثورة الى الشام ، بقيت جالسا أمامه أنظر اليه وهو يبتسم ، ثم ازدات بسمته حتى بدأ يضحك وهو يقول : إنه قادم الي عيب علي أن ابقى جالس ، اراد ان يقوم فلم يستطع فقال : ساعدني على الوقوف . إحتضنته من الخلف وشبكت يدي حول صدره ، كانت الدماء تسيل من رقبته لتصبغني معه .
بدأ يتمتم السلام عليك يا مولاي ، هل وفيت يا مولاي ، فداك روحي وابي وامي يامولاي ، مد يده كأنه يصافح احدا ، ثم إنحنى وكانه يقبل يد ، همست في اذنه : مع من تتحدث ، قال : إنه سيدي علي الاكبر يقول ابي يطلب حضورك ، ألا تريد بلوغ الفتح .
بقيت حاضنا له وجسمه يبرد شيئا فشيئا وهو يرد السلام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وعليكم السلام ، ثم التفت الي وقال : استودعك الله انا ذاهب ، قلت : الى اين ، قال : لقد بلغت الفتح