لا تستغرب ان سمعت ان العصافير في العراق تعوي ولا تزقزق، ولا تتعجب ان قرات ان السيارات لها اجنحة وتطير، وصدقهم ان قالوا لك ان (توم قتل جيري)، واسمع حديثهم ان سردوا لك قصة (تايتانك) ولا تجادلهم ان اخبروك ان السفينة لم تغرق، ولا تتفوه بكلمة ان قالوا لك ان سعيد بن جبير مطلوب وفق المادة أربعة ارهاب، ولا تتعجل في الاجابة ان انتشر خبر طلب استدعاء البهلول لمكتب القائد العام للقوات المسلحة. صدق كل شيء، افضل من ان لا تصدقهم، فتكون اما مجنونا، او غافلا، او انك من البعثيين الجدد، او انك مع التكفير، تكبير.. الله اكبر. نعم، هذه هي الحياة في عراقي الجديد، ولله الحمد، فانا من المتفائلين جدا، فالاحتلال كما يعتقد البعض، عفوا القوات الصديقة (حتى لا يزعل علينه محبيه)، خلصتنا من المجرم صدام، وجاءت بمعارضيه من الخارج، واجلستهم على سدة الحكم، واليوم العراق تعافى وعادت اليه صحته ومكانته ولله الحمد. بلد يرتع فيه الارهاب، وهذه اول نعم الاحتلال، عذرا لساني اعتاد على هذه التسمية، يابه (القوات الحليفة) ولا تزعلون، وانتشر فيه الفساد، والسرقة، والجهل، والأمراض، وكثرة الأرصدة في الخارج للمسؤولين، وزيادة العقارات. لا وأصبح البلد من اكثر بلدان المنطقة بعدد الشهداء والأرامل والأيتام. وابرز ما فيه ان الارهاب فيه من غير نوع، فهو يعطي دروسا كبيرة ومهمة في الخطط النوعية لأي مُبتديء بالإرهاب، اذ انه بإمكانه ان يضرب اي مكان، في اي وقت يختاره، وليس هذا وحسب، فهو يملك القدرة على اقتحام اكبر مؤسسة حكومية، ويدخل لها، ويسيطر عليها، بأقل وقت ممكن، وهذا ما يحصل بين حين وحين في اغلب الوزرارت والموسسات الحكومية، والتي كان اخرها يوم امس في احدى بنايات وزارة النقل. والإرهاب هنا يمتلك ايضا الخبرة الكبيرة في اقتحام السجون، حتى اصبحت سيناريوهاته في الاقتحام تسابق افلام هوليود العالمية الخاصة بهروب السجناء، واظن حسب متابعتي لهذا الموضوع ان فلم (هدم الأسوار) للمخرج ابو بكر البغدادي سينال هذا العام كل الجوائز العالمية الخاصة بالإرهاب، والتي كان لبعض قواتنا الامنية والمسؤولين عليها من أزلام البعث الشوفيني الأثر الواضح في إنجاح مثل هذه الأفلام. وسننتظر في قادم الايام اي السيناريوهات الإرهابية سيقدم لنا تنظيم العراق والشام؟، واي مكان سيختاره كموقع لتنفيذ فلمه، ومن هم الممثلون يا ترى؟، ومن اي بلد؟ والعرض في اي ساعة سيكون؟. وعليه لا تفوتكم مشاهدة هذا الفلم. لكن فقط للتنويه، لا تصطحبوا معكم من هم دون سن الثامنة عشر، لان الفلم تصاحبه لقطات مرعبة، وليكتب كل واحد منكم وصيته، لان محد ضامن روحه اليوم بهاي الدنيه.