23 ديسمبر، 2024 8:46 ص

بلدية بغداد الكرخ.. أمنيات.. ولكن!!

بلدية بغداد الكرخ.. أمنيات.. ولكن!!

الاعلان صنعة تحتاج الى خبرات وخبراء وتقنيات ، وأمانة بغداد لديها من الخبرات الإعلامية والإعلانية ما يؤهلها لان تضع هذه المهمة كأحد أولوياتها لنجاح عملها الدعائي، الا الملاحظ على طول الشارع الممتد مابين ساحة النسور وحتى بداية منطقة العلاوي يظهر ان دائرة بلدية الكرخ علقت على اعمدة الكهرباء الكثير من اللوحات الإعلانية التي لاعلاقة لها بالدعاية الإعلانية لأنشطتها لا من قريب أو بعيد..
ولا أدري ان كانت بلدية الكرخ وهي التي تسعى جاهدة لإظهار بغداد بالمكانة التي تليق بها قد استفادت من خبرات عناصر قيادية لديها في مكتبها الإعلامي ، مثل خبرة الاستاذ والزميل عادل العرداوي والزميل الاستاذ حكيم عبد الزهرة وغيره من الزملاء الذين يحتلون واجهة الإعلام في أمانة بغداد أم لا، واكيد ان لدى الزميل عادل العرداوي خبرة ببغداد وتراثها ودرابينها وشخوصها التاريخية ما يشكل موسوعة لمن يريد ان يدله عليها وقد عودنا في برامجه التلفزيونية الممتعة في قنوات كثيرة ومن خلال الجريدة التي تصدرها أمانة بغداد ،على الجوانب المشرقة في حياة بغداد، وتربطنا به زمالة منذ الثمانينات وحتى الان ، ولكن أمانة بغداد كما يبدو لم تستشره والمكتب الاعلامي للأمانة عن تلك اللوحات المعلقة على طول طريق الممتد من ساحة النسور الى العلاوي,, لم يستشر فيها أحد ..
تمعنوا في تلك الإعلانات الدعائية وستجدون ان لاعلاقة لها بأي نشاط للأمانة ولا لشغلها ولا لمهامها، بل تذكرنا بـ ( الحملة الإيمانية ) وما تركته من ( مخلفات  مأساوية ) و(الحملة الإيمانية ) الان يفترض ان تبقى في المساجد والجوامع وليس بشعارات تعلق على لائحة الجدران وعلى أعمدة  الكهرباء.
ولم أكتب في يوم ما عن امانة بغداد الا إشادة بجهودها وامكاناتها في تقديم الخدمة وما زلت حتى كتابة هذا المقال من مناصريها وداعمي حملتها نحو إظهار بغداد بالوجه الجميل رغم الهنات التي مازالت تعاني منها أحياء بغداد وبخاصة في منطقة الدورة، إذا تحولت الشوارع بعد اغلاق أسواقها خوفا من التفجيرات الى شوارع خربة تملؤها القاذورات والأزبال  ، بعد ان شهدت منطقة الدورة تألقا في نظافتها قبل أشهر، واذا بها تعود قهقريا الى الوراء ، والشارع التجاري في الميكانيك شاهد على مدى التدهور الذي لحق بهذا الشارع من أوساخ وأزبال من مخلفات المحلات التي راحت تمعن في خراب هذا الشارع الجميل وتحوله الى أطلال دارسة تعود بنا الى الوراء سنينا مضنية من الخراب والدمار ، بعد ان بذلت أمانة بغداد جهدا غير اعتيادي في تبيلطه وتبليط محلاته التي عادت اليها البهجة الا شارع لميكانيك التجاري الذي يشكو اهمال الخدمات والفوضى التي تضرب أطنابه حتى تحول الى شارع نبكي على أيامه التي كانت زاهية فعلا.
نعود الى موضوع الإعلانات التي تعلق على طول امتداد شارع العلاوي باتجاه اليرموك ،  ونقول انه يفترض ان تعلق دائرة بلدية الكرخ اعلانات تدعو المواطن للتعاون معها أو تعلق لوحات تظهر المعالم التاريخية لبغداد وكيف يسهم المواطن في نظافة عاصمته ، لا ان تعلق لوحات كتبت عليها بلدية الكرخ ( هذا من فضل ربي)  ، ولا أدري من يقصد صاحب هذا الإعلان هل الوظيفة التي أرسيت عليه  أو له أو ( لا اله الا الله ) التي ينبغي ان تعلق داخل البيوت والمساجد والجوامع ولا علاقة لمتنزه الزرواء بالشعارات الدينية التي تملأ ذلك الشارع الجميل، حتى ان رب السموات والارض يستغرب من عرض آيات ومقاطع دينية على لوحات اعلانات يفترض ان تهتم بمهنيتها الخدمية لا ان يتحول ( فضل رب السموات والارض ) على دائرة بلدية الكرخ، الا على صاحبها الذي من حقه ان يكتب ذلك على بيته او العمارة التي أقامها ، أما مما رزقه الله من مال ومعلم مادي يريد ان يظهر ان هذا الرزق لصاحبه ويريد ان يشكر الله جلت قدرته على  طيب كرمه وما أنزله عليه من ثروة وجاه ونعمة لاتضاهى.
وشكرا لأمانة بغداد جهودها الطيبة في إظهار بغداد بالوجه الجميل الذي نمتناه وان السيد الامين الجديد لايألوا جهدا في توسيع معالم الجمال والنظافة في شوارع بغداد ، وهو جهد لابد وان يشكر عليه، كما ان لدينا مع الامين السابق الاستاذ صابر العيساوي علاقة طيبة صحفيا، فالرجل لديه فضائل احترام وتقدير لأهل الصحافة والإعلام ويقدر دورهم ، الا اننا في الآونة الاخيرة لم نلمس بوادر مثل هذا ( التقارب ) بسبب بعد الأمانة عن الاهتمام الإعلامي كما يبدو.