18 ديسمبر، 2024 8:19 م

بلا رتوش.. الحركة الانقلابية للقوميين العرب ومؤامرتهم ضد البعث

بلا رتوش.. الحركة الانقلابية للقوميين العرب ومؤامرتهم ضد البعث

ـ لم يكن هناك خلاف بين البعث وحركة القوميين العرب.. بل علاقة استراتيجية في عهد عبد الكريم قاسم.. ودعمت الحركة اضراب الطلبة الذي قاده البعثيون في خريف العام 1962 ضد عبد الكريم قاسم.
ـ كانت مساهمة القوميين في الاضراب فاعلة.. لكن بدون هدف واضح لدى الاعضاء سوى معارضة النظام.

ـ عند اعلان انقلاب 8 شباط 1963.. دعم القوميون الانقلاب.. فحمل القوميون السلاح وشاركوا في الانقلاب.. فقد أشرف قائد الحركة القومية باسل الكبيسي على توزيع السلاح لأعضاء حركته

ـ واتجهوا الى مراكز الشرطة في الكرخ وقاموا بالاستيلاء على الاسلحة الموجودة فيها ووزعوها على اعضاء والانصار من حركتهم.. وذهبوا الى ساحة الشهداء التي تمر بها الدبابات والقوات العسكرية المتجهة الى وزارة الدفاع… ومهما كانت فائدة ذلك او اهميته على مجرى الامور فأنه دليل تأييد واسناد.

ـ الاسناد العسكري من جانب القوميين العسكريين كان مؤثراً جداً.. فقد قام عشرة ضباط بارزين وفاعلين بإذاعة بيان في الساعة الواحدة ظهر 8 شباط عن طريق الاذاعة يؤيدون فيه الثورة ويساندونها.. كان من بينهم صبحي عبد الحميد وعبد الكريم فرحان.

ـ وصدرت قرارات عن المجلس الوطني لقيادة الانقلاب بتعيين عدد من الضباط القوميين في مراكز حساسة وهم: عبد الكريم فرحان آمراً لموقع بغداد.. وعبد الهادي الراوي آمراً لمعسكر الرشيد.. ومحمد مجيد مديرا للخطط العسكرية.

ـ كما كلف هذا المجلس هادي خماس ومحمد مجيد بالمساهمة في الهجوم على وزارة الدفاع.. كما ان اللواء الثامن في الحبانية تحرك بأفواجه الثلاثة بقيادة ضباط قوميين ودخل الى بغداد لتعزيز الانقلاب.

 

ـ لكن لم تكن العلاقة مع البعث ودية.. لكنها ليست عدائية.. أيضاً يسودها الحذر بسبب العلاقات السابقة وانعكاس العلاقة بين البعث وعبد الناصر على ذلك.

ـ دعا البعث الى وحدة ثلاثية تضم مصر وسورية والعراق.

ـ في حين دعا القوميون الى اعادة الجمهورية العربية المتحدة فوراً بوحدة مصر وسورية مجدداً.. ثم ينضم العراق اليها لاحقا.

ـ تبنت جريدة الحركة (الوحدة) في افتتاحياتها ومقالاتها موضوع وحدة مصر وسورية.. ولعب نايف حواتمة دوراً كبيراً في تحرير تلك الموضوعات (حادثة الافتتاحية التي يكتبها نايف).

ـ تم اعتقال باسل الكبيسي فترة قصيرة من قبل البعث.. ثم جرى تعطيل جريدة الوحدة.. كما اغلق المركز الثقافي العربي.. وجرت اعتقالات واسعة في صفوف واعضاء الحركة ومؤيديها خلال مباحثات الوحدة بسبب المظاهرات التي قامت بشكل عفوي لتأييد الوحدة.

ـ فبات من الواضح ان العلاقة قد توترت بين البعث والحركة وزادها.. إعتقال حواتمة ثم تسفيره خارج العراق.

ـ عززت قيادة الحركة عضويتها فأضافت أمير الحلو.. وهاشم علي محسن.. ووليد قزيها.. بعد ان غادرها نايف حواتمة.. وقام باسل الكبيسي بتجميد عضويته وسافر الى القاهرة.

ـ كان سلام احمد مسؤولا عن التنظيم العسكري.. وكانت القيادة تعقد اجتماعات متواصلة لمواجهة التطورات.. وفي بداية نيسان / أبريل / العام 1963.

ـ أبلغ سلام احمد القيادة بأن التنظيم العسكري للحركة وبعض الكتل العسكرية المتحالفة معه متوجسة من الاوضاع.

ـ بالمقابل بدأ البعث بإحالة البعض على التقاعد.. ونقل الاخرين الى الشمال بعد تجدد الحركات العسكرية ضد الاكراد.. وكانت هناك خشية لدى الحرة من فقدانهم لقوتهم.

 

ـ لذلك جرى ترشيح اسماء لرئاسة الجمهورية والوزراء بحيث تضم اعضاء من الحركة في مناصب هامة.. كذلك من حلفائها من العسكريين مع حقائب وزارية لجميع القوى القومية الموجودة في الساحة عدا البعثيين.. (تحضيرا لانقلاب)!!

 

الاعلان عن مؤامرة:

 

ـ في25 أيار / مايو / 1963 .. أصدر المجلس الوطني لقيادة الثورة بيانا أعلن فيه اكتشاف مؤامرة على النظام أعدها (الحركيون والذيليون).

ـ وجرت عمليات اعتقال لجميع منتسبي الحركة واصدقائها من المدنيين والعسكريين.

ـ بالمقابل اجتمعت قيادة حركة القوميين العرب بشكل سريع لدراسة الاوضاع.. وقد تقرر اختفاء سلام احمد بأية وسيلة لان البيانات تركز عليه.. وهو المعروف كليا بأنه عضو في القيادة.

ـ بعد ايام قليلة جرى اعتقال أمير الحلو وسلام احمد وغادر وليد قزيها العراق لأنه غير معروف.. وبقي عبد الاله النصراوي وهاشم علي محسن.

ـ تم الاعلان عن تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة التآمرين.. لكن المحكمة لم تنعقد بالرغم من انتهاء التحقيق واحالة الاوراق اليها.

ـ ويذكر البعض ان الرئيس اليمني عبد السلال قد نقل رغبة الرئيس عبد الناصر الى البعث بعدم ايقاع العقاب بالقوميين خلال زيارته للعراق في آب / أغسطس/ 1963.

ـ فتم اطلاق سرح اعداد كبيرة من المعتقلين المدنيين والعسكريين.. وبقي في السجن سلام وامير وبعض العسكريين حتى تشرين الثاني / نوفمبر 1963.

ـ اما عن وضع قيادة الحركة في العراق تلك الفترة فقد غادر عبد الاله النصراوي العراق وبقي هاشم علي محسن.

ـ لذلك قام المركز بتعزيز القيادة بشكل سريع اذ عاد الى العراق د . غسان عطية وجرى ادخال ثلاثة عناصر قيادية من الكويت هم: سليمان العسكري.. والمحامي علي رضوان.. والنقابي العمالي عبد العال ناصر.. والفلسطيني عزام كنعان حيث تشكلت القيادة منهم..

ـ اواخر شهر ايلول / سبتمبر / 1963 جرى اعتقال جميع المذكورين عدا غسان عطية الذي هرب خلال اعتقاله.. وعادت الاعتقالات من جديد للأعضاء الحركة من المدنيين.

ـ يظهر ان وساطة حصلت لإطلاق سراح الكويتيين الذين غادروا بعد فترة.

ـ لتنتهي الحالة بعد سيطرة عبد السلام عارف على السلطة في 18 تشرين الثاني / نوفمبر/ 1963.. وانهاء حكم البعث.