23 ديسمبر، 2024 6:11 م

بلاغة حمار القوم !

بلاغة حمار القوم !

 ليس عجباً في بلاد العجائب، أن ترى حماراً بليغاً! يقنع هذا، ويؤثر في فكر ذاك، يوجه الرأي العام للترويج والتطبيل لصالحه، ذلك الحمار يرتدي قناعً، يخبئ به صورته الحقيقية، ليكمل حيله على أتم وجه!
  الحمار البليغ أستحدث أسلوباً جديداً لفن السرقة والأحتيال، حيناً تراه على هيئة أمام عادل بلباس الورع، والسماحة، وحيناً آخر فاسق، مخمور، زانٍ، غير آبه بمن حوله.. ذاك ما يحدده المكان والزمان الذين يتواجد فيه حمارنا السلطان.
 ومثل ما تعلمون، للسرقة أنواع، لسنا بوارد ذكرها، لكن أبرزها سرقة الموروث أو الأرث، فله صور كثيرة في بلادنا.. بلاد العجائب والغرائب.
  الخليفة الأموي الثاني “يزيد الأموي”ما زال حي يرزق! ففي بلادي كل يوم يتسلط يزيد جديد، ويذبح “حسين” جديد، وتسبى “زينب” آخرى، وترمل “الرباب” وتيتم “رقية”! فيزيد كان مسلم ورع وقت الورع، فاسق وقت الفسق والفجور، تارة تراه برداء الدين، وتارة يتمرغ تحت قدمي زانية، ليصل الى مبتغاه.. يفعل ما يندى له الجبين، فلا مصلحة تعلو مآربه الدنيوية.
  معذرةً أيها السادة: يزيد “أمير المؤمنين” كان  يجاهر بالفسق؛ لكن فسقه يركع خجلاً أمام فساد الطبقة السياسية العراقية الجاثمة على صدورنا اليوم، الطبقة التي إعتلت ظهور الشيعة، وسرقت موروث التشيع، وأتخذت من ثورة الأمام الحسين “عليه السلام” وسيلة للوصول الى غاية دنيوية، فهم يتحدثون بأسم الشيعة والتشيع، وذاك هو قناع “حمارنا البليغ”
  بيد ما تحاول أن تنتزع زينة الحياة الدنيا، وتجني مالاً وفيراً من الحكومة العراقية، ما عليك سوى أن تحارب التشيع، وتكفر الشيعة! ستأخذ ما تريد على صحن من ذهب، وماليزيا مصداق ذلك.
  ماليزيا الدولة التي كفرت غالبية أبناء الشعب العراقي، وحكومتها التي أصدرت قرار يمنع أعتناق الأسلام، وفق المذهب الجعفري، معتبرة من يتحول الى التشيع خارج عن “الاسلام” فلا تزال الحكومة العراقية تزودهم وتتوسل اليهم، وترسي عليهم مقاولات وعقود ضخمة، في مختلف المجالات، النفطية، والمعمارية، والصناعية، والتجارية، لما هذا؟ وهل ماليزيا تستحق ذلك؟ نعم فماليزيا منعت التعبد وفق المذهب الشيعي، وعاقبت بحد الردة من يتشيع، وصارت ماليزيا تنافس مصر، والاردن، والبحرين، في محاربتها للشيعة؛ لأن المسئلة ليست طائفية الجهلة، أو وعاظ السلاطين أو المتشندقين بالدين، لكنها قرارات حكومية، فمن يكفر الشيعة ويحارب التشيع يستحق ذلك، وفقاً لنهج  حميرهم وحمارنا البليغ!
فلعن الله أمةً أنتخبتك، ولعن الله أمة، سيدتك، ولعن الله أمةً سمعت بظلمك فرضيت.