-1-
يُعرف العراق ببلاد ما بين النهريْن ، ولكنه للاسف الشديد ، أصبح اليوم بلاد مابين القَنْصَيْن ..!!
وتلك من أشد المرارات على قلوب العراقيين …
اذ لا مرارة أكبر من أنْ يتحوّل مهد الحضارة، وموئل الاديان، ومركز الاشعاع العلمي والروحي، ومنجم الابداع ، وواحة العلماء والأدباء، الى ساحة يصول فيها فرسان الاقتناص للمال العام من جانب، وهُواة القنص لاصطياد الحرائر والاحرار من جانب آخر ..!!
-2-
انّ عمليات الاقتناص المنظم للثروة الوطنية العراقية ، هي التي مهدّت لدخول الأوباش من داعش بقنّاصيهم وذبّآحيهم وسائر العتاة الآخرين من عناصرهم .
-3-
ان عمليات الاقتناص للمال العام جعلت المؤسسة العسكرية العراقية منخورة متآكلة … بفعل الفضائيين وعقود التسليح الوهمية ..
الأمر الذي سهّل اقتحام الموصل من قبل الأوباش من داعش دون مقاومة تُذكر على الاطلاق .
-4-
والغريب اننا لم نسمع من المسؤول التنفيذي المباشر السابق كلمة واحدة يقر فيها بمسؤوليته المباشرة عن هذه الكارثة ..!!
انه دأب على اعتبار ما حصل مؤامرة على العراق ..!!
وهو يُريد بهذاأنْ يدفع التقصير وسوء التدبير عن نفسه ..!!
ونسي أنه القائد العام للقوات المسلحة ، وانه تلقّى التحذيرات المتوالية على الوضع الخطير في الموصل دون ان يصنع شيئاً ..!!
إنّه أول المسؤولين وأكبرهم على الاطلاق، عما حَلَّ بالعراق من مصائب وكوارث، في الفترة الممتدة ما بين 2006-2014 ، ولا بُدَّ ان يحاسب على ما اقترف من أخطاء وخطايا .
ومن يتتبع الاعلام العراقي – المرئي والمسموع والمقروء – في هذه الايام، يجد انّ هذا المطلب أصبح من أشد المطالب الشعبية الحاحا ، وانّ الحاجة قائمة الى المباشرة السريعة باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة ، خصوصاً مع انتقاء الحصانة عنه ..
-5-
ومع وصول الأوباش من (داعش) الى العديد من المواقع العراقية ، برزت ظاهرة ” القناّصين” الذين لا يُحسنون الا فنّ القتل ، والاجهاز على المواطنين العراقيين الأبرياء .
واذا كان الاسلام هو دين الرحمة والمحبة والتسامح والانسانية …
فان هؤلاء الأوغاد الداعشيين – الذين ينسبون انفسهم للاسلام بهتانا وزوراً – لا يعرفون الاّ الوحشية والبربرية والهمجية واجتراح الفظاعات المروعة بحق المسلمين والمسلمات، بل بحق الانسانية جمعاء …
ويكفينا هنا أنْ نُذكّر بمجازرهم مع المسيحيين والايزيديين، وما اقترفوه من جرائم وعظائم سوّدت وجوههم وأثبتت براءة الاسلام منهم ومن اعمالهم .
انها دولة الخرافة التي سميت كذبا باسم دولة الخلافة ..!!
والتي باعت الحرائر في سوق النخاسة، واعتبرت الأرواح أرخص السلع على الاطلاق، في مؤشر بليغ الدلالة على عمق النذالة والسفالة .
-6-
وكلا الصنفيْن .
قنّاصة المال العام ،
وقنّاصة المواطنين ، :
لايكلّون ولا يملّون من مواصلة غاراتهم واعتداءاتهم دون توقف وانقطاع ..!!
انهم أغرقوا البلاد بالفساد ،
كما أغرقوا بالدماء العباد …
-7-
وهكذا يقتضينا الواجب الشرعي والوطني والانساني، أنْ نقف جميعا مساندين لقواتنا المسلحة العراقية والحشد الشعبي المبارك، للقضاء على القناصين – بصنفيهم – وازاحتهم عن وجه العراق الحبيب مهما كان الثمن .
-8-
والآن :
هل تعلمون مَنْ الذي جعل العراق يسمّى ب ( بلاد مابين القنصيْن) ؟
انّه الذي تشبث الى آخر لحظة بموقع (المسؤول التنفيذي المباشر) ووقانا الله شر ولايته الثالثة التي يمكن ان تُسمّى باعظم كارثة ..!!