22 ديسمبر، 2024 9:44 م

بلاد ما بين الفكين!!

بلاد ما بين الفكين!!

هناك بلاد ورطتها الجغرافية التي ما تكيّفت معها على مر العصور , أنها تتموضع بين فكين , وتتحوطها أنياب ومخالب الآخرين , الذين يترقبون ما تطحنه الفكان القويتان , ذوات الأنياب والقواطع الحادة الفاتكة بالأبدان.
فك شرقي , وفك شمالي , ومخالب من الجهات الأخرى , مستعدة لتوطين الأسود والذئاب والكواسر التي تريد أكل البلاد.
فالفكان يقضمان والجهات الأخرى تعدّان العدة للأسود , فتبني لها الروابض وتعتني بعريناتها , وتطلقها أنّى تشاء المصالح وتتطلب الأهداف.
بلاد بين فكين , وما تعلمت كيف تتحول إلى شوكة في بلعوميهما , أو خنجرا في خواصرهما , أو سدا منيعا لإنقضاضهما.
البلاد عجزت عن إمتلاك إرادتها وتأكيد سيادتها وقدرتها على إثبات وجودها المكين , لأنها تقاتل رموزها ويسعى الكثيرون من أبنائها للتبعية والذيلية والخنوع المبرر بالضلال المبين.
البلاد تزيح طاقاتها الساعية للتآلف والتوافق والتفاعل الإيجابي , وتساند العدوانيين الطائفيين الجاهلين القادمين من ديار الأمية والجهل , المعبئين بالأحقاد والمشاعر السيئة ضد ما يمت بصلة إليها.
البلاد وكأنها تستلطف الوجيع , وتتغنى بالمظالم , وتتمتع بمسيرات ذرف الدموع وجلد الذات وسفك الدماء , وتحتفل ببكائيات وجودها ومنطلقات ضيمها وقهرها الشديد.
البلاد كأنها بلا عباد يعرفون ربهم ودينهم ويدعون إلى الخير والمحبة والألفة , والأخوة والرحمة والصدق في العمل والقول والعطاء.
البلاد , وكأنها لا تريد لامها , وترفع رايات باد بوجه التحديات , وتتصدى لمن فيها من الرجال الأجاويد الشداد , وتحسب ذلك بطولة وفخرا وأمجاد.
وما هي إلا تداعيات وإندحارات وإنهيارات في قيعان الإنقياد.
فهل من غيرة على البلاد؟!!