بلادي بين الأمس و اليوم

بلادي بين الأمس و اليوم

عندما يتأمل المواطن الجزائري و يسأل ضميره و يقارن بين حكامنا بالأمس القريب و حكامنا اليوم، في حال وضعية بلده و كيفية تسييرها. فيجيبه الواقع على كل ما يخطر في باله.
كنا نستورد القمح من عند لالة العظمة، وأصبحنا نأمل بالإكتفاء و ربما التصدير
كنا نستورد الإسمنت و مواد البناء، وأصبحنا نصدر لعدة دول
كنا نبيع مصانعنا بالدينار الرمزي، وأصبحنا ننتج فيها و نصدر منها
كنا غير موجودين دوليا و إفريقيا، وأصبحنا نجول فيها طولا و عرضا
كانت جامعاتنا عبارة عن مراقد، فأصبحت منبرا للمخترعين
كنا لا نتكلم عن ذاكرتنا، فأصبحنا نثمنها و نجمعها
كنا من الدول النامية، فأصبحنا من الدول الناشئة
كنا نستورد الدواء، فأصبحنا ننتج 70 في المئة.
كنا نستورد البضائع عن طريق ميناء مرسيليا فأصبحت لنا موانئ تستقبل البواخر الكبرى.

هذا القدر من التذكير و اترك للمواطن ما يلاحظه هو بنفسه مقارنة بالأمس و اليوم من تحول. لكن أضيف شيئا قليلا من الكثير الكثير، كانت بلادنا حسب ما يتكلم أهل الإختصاص تتمتع بـ 194 مليار إحتياطي في سنة 2015 و في تلك الفترة أنجز الطريق السيار الذي يتوجه من الشرق الى تلمسان غربا و لا يمر بوهران و ننسى طريق الوحدة الافريقية الذي كان حلم ذلك الرئيس الوطني وفائدته لإقتصاد للبلاد، و نمهد الطريق لسائح يأتي من تل ابيب إلى طنجة في أمان. مثله مثل غار اجبيلات و ضياع خيرات الجنوب لعدم وجود المخازن و الطريق المعبد و السكة الحديدة و غيرها …

قد نختلف في وجهة النظر و لكن الواقع يجمعنا ( كشعار الشروق : قد أختلف معك في الري و لكن سأقاتل من أجل حريتك). هذا ما هو واجب علينا اليوم. في سياق كيف تبنى الدولة ؟ تبني بسواعد الجميع. هل الإهمال و التحايل يساعد في تطوير و إزدهار الدولة ؟ على المواطن الواعي أن يقارن و يحلل حتى يظهر له ما يقوم به إتجاه وطنه و لا تُغريه الشعارات المختبئة تحت البلبلة و ما تحتها من دسائس المطبلة هنا و هناك من أجل تقليل عزيمة السلطة و عرقلتها. ألم يرى المواطن البسيط و أهل الدراية بالخصوص من تحول مقارنة بمحيطها القريب و البعيد ؟. المفكر مالك بن نبي يقول ” و إنها لشريعة السماء: غير نفسك، تغير التاريخ “. لماذا الكلام يكون منصب دائما على السلبيات و نحن في أمس الحاجة لتشجيع و تثمين و مآزرة مَنْ يبادر لفعل الخير و نحلل النقائص بواسطة ممثلينا الذين انتخبناهم في المكان الواجب أخذ القرار فيه أو تصحيحه.
من منظور كل عاقل أين ما كان و حيث ما وجد بالنظر إلى العالم المشحون بالتأويلات المقصودة و خاصة ما يروج في محيطنا من قيل و قال و كثرة السؤال المبرمج خصيصا على مقياس مجتمعاتنا النامية، أنه لا يمكن التكلم على موضوع ما بدون معطيات تاريخية حقيقية و مؤكدة، خاصة الدول كدولتنا التي تمر بوتيرة متوازنة و تحاول أن تعالج كل مسألة بتأني و تأكيد على كل المستويات السياسية و القومية و الاقتصادية و كل ما يدعم الاستقرار و التقدم في بناء الدولة لمستقبل زاهر يجعلها نموذج تلتقي فيه رؤية قارة افريقية موحدة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات