جهش الامير بالبكاء وهو يرى عيال الكويت كالأضاحي في ذالك المسجد الشيعي بكى بحرقة الام الثكلى والاب المفجوع بموت ابناءه يتكأ على اثنان من الرجال يسحل بخطاه سحلا لكنه قدم الى ذالك المكان وهو ينوح وقد ابكى من حوله الرجال بحرقة لأنه يرى عياله وقد طالتها يد الارهاب في ذالك البلد الآمن الذي يحسد على كل شيء فيه وكل ابناءه يعيشون بسلام وآمان ورفاهية من عشرات السنين هذا المشهد الكئيب الذي ابكى الناس المتابعة له على شاشات التلفزة ذكرني في العام 1990 عندما بكى امير الكويت آنذاك الشيخ جابر الاحمد الصباح عندما احتلت القوات العراقية دولته ذهب
الى مجلس الامن وقد أزال العقال من فوق يشماغه وبدأ ينوح ايضا نياح الثكالى على اولادهن ولم يتوقف حتى كاد ان يغمى عليه في ذالك المجلس وهو يستغيث العالم على ضياع وطنه ..
صورتان كئيبتان تلزمك ان تستذكر الماضي في العام 1990 وتعيش الحاضر حاضر بكاء الشيخ صباح الجابر هذان الرجلان الوطنيان للذين يعيشون هموم ابناءهم ويبكون لبكائهم وآلامهم يجعل منك تحتقر وتمقت كل من حكم العراق منذ اصبحت الدولة العراقية دولة معترف بها قبل مئة عام والى يوم العباد هذا ..
22 شهيد و227 جريح حصيلة انفجار المسجد الشيعي لكن بكاء ابو الكويت على ابنائه يجعلك تقف اجلالا وأحتراما لهذه العائلة التي اوصلت هذه الدولة الصغيرة الى ماهي عليه حتى ان المستقبل لأجيال دولة الكويت قد اصبح مضمونا وهذه العائلة توفر للأجيال القادمة المستقبل الرغيد ..
اكثر من 6000 انفجار وقع في العراق منذ العام 3003 وثلاث احتلالات في العام 1991 عندما اصبح العراق دولة منهارة وقد تسيدت القوات الدولية تلك الدولة وجابت سمائها ومائها وارضها من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وقتل مئاة الآلاف من العراقيين ان لم نقل تجاوز المليون قتلهم الجوع والمرض بسبب ذالك الحصار حتى صاحت الارض الغوث قبل السنة العراقيين ومات الالاف بين جريح وقتيل ومفقود ناهيك عن الارامل والايتام قبل عاصفة الصحراء في الحرب الايرانية العراقية وفي العام 2003 استكملت وبدون اي مواربه ولا محاولة اقناع النفس استكملت الدول القادمة من
خلف البحار احتلال العراق واليوم تعبث داعش بثلثي اراضي العراق وأحتلتها وصارت تحز الرؤوس وتفتي بما يحلوا لها وهي تصول وتجول كل هذا الذي جرى على العراق ولا اريد العودة الى البعثيين والقوميين والانقلابات والى التهجير والتنكيل داخل هذا البلد الذي يسميه البعض وطن الاحرار وقلعة الصمود وبلد الخيرات ولم اسمع يوما ولم اشاهد وها انا اعيش العقد الخامس لم اشاهد رئيسا عراقيا ولا سياسي عراقي قد بكى على ابناء هذا الوطن وقد حضر الى موقع انفجار او حضر الى مكان غرق المئاة في نهر دجلة على جسر الاعضمية ..
22 شهيدا و227 جريحا ابكى الامير وابكى الامير العالم لكن 1700 شابا من سبايكر ذبحوا ونكل بهم ودفن بعضهم احياء و900 رجل في سجن بادوش اختفت اسمائهم من سجلات الذاكرة العراقية وقيود السجلات المدنية ويوميا يموت العشرات من الشباب يستشهدون دفاعا عن هذا العراق ولم ارى شخصا واحدا سمح لعيونه ان تترك دموعها تنهال على العراق وابناء العراق .
لم اسمع ولم اقرأ في سفر العراق الخالد الا على الخيانة والمكر والخديعة والايقاع بالاخ والاستعانة بالعدو على ابن البلد وها هي اوراق ويكلكس آخر تلك الدراما الخبيثة التي توضح للعالم ان الفرق كبير وشاسع بين امير لدولة صغيرة لايتجاوز عدد سكانها المليون وبين سياسي دولة عبر سكانها الثلاثين مليون هذا يبكي على ابنائه وهذا يضحك على مقتل ابناءه يا للهول لايمكن المقارنة بين مجرمي العراق وبين شرفاء دولة الكويت اي زمان يعيشه العراق وهل فعلا العراق دولة اصيلة وأهلها وساستها اصلاء شربوا من ماء انهارها وتملحوا من ملح ارضها لا استطيع المقارنة
بين رجل سبعيني يتكأ على حمايته وهو لايستطيع السير يأتي الى مكان الحادث يبكي وبين سياسيين لم ارى احد منهم يحضر تفجير او يبكي على طفل او يذرف دمعا على أمراة ثكلى ترمي بفوطتها بوجه سياسي العراق سياسي الغفلة اللذين يستلمون مرتبات ما يستلم مثيل لهم مثل تلك المرتبات يستلمون بيد ويصافحون القتلة باليد الاخرى ..
هل ابكي اهل العراق ام الوم العراق على قادته السفهاء الخونة وهم يتصارعون ويأججون النار ويصبون عليها الزيت ليرتفع اوارها وهي تلقم الاطفال والشيوخ والنساء .
بكى الشيخ على عياله وابكى العالم وقبله بكى اخوه على اهله وابكى العالم ولم يبكى على عيالك ياوطن لا امير ولا رئيس .
Kathom 69@ yahoo.com