ان من أخطر المشاريع المعدة للمنطقة هو المشروع الصهيو أميركي الذي يمتلك أدوات متعددة، وقد ركز على البعد الفكري كثيراً بهدف إضعاف الانتماء الوطني لدى الأجيال الشابة وعدم اكتراثها بكل ما يحصل في محيط دولها مما تسبب في إضعاف التضامن والانسجام وتخدير شعوب المنطقة وبالتالي أصبحت غير مكترثة بواقعها بالتزامن مع إيجاد أنظمة تنهب ثروات ومقدرات الأمة وتنتشر بين كبارمسؤوليها الفساد الأخلاقي . كما أن من أبرز الخطوات التی تقدم علیها انظمة الهیمنة وبالتعاون مع بعض الدول الرجعیة هو العمل من اجل ان تدعم اثارة الخلافات والمشاکل الطائفية وتبقي تكريس دورها في مصفوفة الأيديولوجية لجميع فروع السلفية الجهادية، بما في ذلك بالطبع هو تنظيم داعش الإرهابي، قال رسولنا الكريم ( ص )( يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه)
وقد أنفقوا مليارات الدولارات بشكل مباشر وغير مباشر لنشر الأصولية الوهابية ودعم الارهاب وتقديم العون لهذه الحركات من اجل بقائها و منع التصدي لها و تحولها باتجاه إسرائيل، وتوصلوا معها إلى اتفاقات سرية، عسكرية واستخبارية، تقدر بمئات الملايين من الدولارات وخلق اوضاع تعمل على تفكيك دول المنطقة إلى كيانات إقليمية مشغولة بمحاربة بعضها بعضاً من أجل البقاء. وجيوش هذه الدول إما تبخرت أو ضعفت. وحل مكان هذه الجيوش، كخطر على “إسرائيل”، أعداء دون دولة، يتميزون في أنهم مردوعون ومشغولون بأنفسهم وببقائهم، أو مشغولون بمعارك بقاء في ساحات أخرى وهو الذي عملت عليها الدول الغربية . . ان تهمة زعزعة الاستقرار فی المنطقة تلیق بالانظمة هذه اكثر من ای جهات اخرى، حیث كشفت عن طبیعتها فی الهجوم على بلدین خلال الاعوام الاخیرة ومواجهة شعبیهما بالقوة العسكریة مثل الیمن والبحرين والتداعیات الانسانیة الناجمة عن ذلك نموذج واضح لمحاولاتهم الرامیة لفرض ارادتهم على شعوب الدول الاخرى وكبح حريتها . ان الدول الاستكبارية تسعى لزعزعة الأسس العقائدية والتوجهات الدينية والمعنوية للشعوب والهيمنة على عقول الشباب عبر نشر مواقع التواصل والقنوات الفضائية،
لاغبار عليه في هذا الوضع ان الکیان الصهیونی وانظمة الهیمنة هما الوحیدان اللذان ینتابهما السرور والفرح لما یجری فی هذه الصراعات والمعارک في حين وال
مؤلم ان الشعوب الاسلامیة هی الوحیدة التی یؤرقها هذا الوضع العالمي الذي لايهم الانظمة الرجعية والمستبدة بعدها و لا يخشون من مؤامرات الکیان الصهیونی ما داموا مؤمن من ما يجري ومن هنا كان السعي الی خفض عائدات النفط والغاز عبرزيادة ضخ النفط في الاسواق العالمية لاسقاط الاسعارو خفض الموارد المالية لبعض البلدان التي تعتمد عليها شعوبها .والرضوخ بکل قوة لنفاق الاستکبار العالمي الذي يدعم استخدم حربة النفط والغاز لارکاع الامم .ان المشكلة في هذه الانظمة لا تعترف بشيء إسمه شعوب وحركات الشعوب، وإرادة وامال الشعوب وهم ينظرون إلى الناس كلهم رعايا، بالتالي الرعية لا يمكن أن يكون عندها إرادة مستقلة أو قضية مستقلة أو ماهية مستقلة أو هوية مستقلة وإذا في يوم من الأيام تمردت فإذاً هي تعني انها من المحور المقابل وتصنف في الصراع الإقليمي أو الدولي، هكذا تعني حرية الشعوب لهؤلاء وهذه المشكلة جوهرية عندهم . بعد هذا نجد أن مساحة الأحلام والتمنيات في داخل هذه الانظمة صارت تتقلص إلى أقل المستويات دون ان يعيروا لذلك اهتمام وغرتهم الاموال والملذات والحسناوات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليأتين على الناس زمان يكون عليكم أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا)
وكذلك بالنسبة للمواطن نفسه الذي لم يعد يرى له أملا مع حكام هذه الدويلات المتهالكة المتآكلة التي أوردة شعوبها بأكملها موارد السوء والهلاك ، وألحقت بها أفدح الأضرار وأشدها، وقادتها إلى غياهب المجهول بسبب اتكالهم على الدول الاستعمارية .
*من قصيدة للشاعر محمود سامي البارودي