في الصمت
الذي سنكونه سلفا
ننفض عنا الكلام
ما قيل لم يقل
وما لم يقل
لم يكن إلا عن قول
لا عن حب الصحراء
لرعاة كانوا هنا بلا قمر
مشاة بين جرة
وما نسينا حول حوافيها
كنا قبلنا، ولم نكن بعدنا
كنا بعدنا، ولم نأت قبلنا
ولنا في أمسنا بعض الآتي
ولغد كان،
أذكر هذا الصمت
تيه نصغي له
بكل تفاصيل اللاأثر
على الساحل العربي
بحر أبعد من الخطابة
هناك مخطوط
وأعلام الخيام حمراء
وحرب تلفظ القيان
ولا تشبه نفسها،
لكنني تركت ما تحت الأرض
عند نخلة قتيلة كي تذكر
القادمين بسواد أمسهم،
قالت الحرب واستلقت
على صحوة من وثر
أيامنا الخوالي آتية
تحملنا وتحتل فينا الطرب
لأن الجسد لا يحتمل
البعد عنا ولنا فيه
أشياء كانت خفية
أما الآن فالحانة
بوصلة توجه الشرق
جهة اغترابه
وللعهر ما للأسياد
سواء لم ينه أو به أمر
للمقدس حالتين
حالة للناي
وحالة للآلهة التي مرت من هنا،
وللطغاة قبضة يرثها العبيد
موتى عن موتى
ويمارسون الحب
كما يبتعدون عن أيامهم،
كم يحبون الخرافة
في مضاجعة المنحدر
ويتناسلون حوليها
سفر أبعد من سفر
تأبى البورصة
إلا أن توقد
الصفر في جحرنا
هو نهاية قبل بداية
نغنيه، نرقصه
كأن شيئا لم يكن
ثم نجتر باقي الأرقام شبهة
ليلة نعود منها خائبين
إلى سيرتنا حفر