23 ديسمبر، 2024 9:25 ص

لن ابكيك شعبي واشق جيبي والطم خدي فقدرك معروف منذ ان وطأت اقدامك هذه الارض الملعونة التي نحرت الرقاب ومثلت بالاجساد ونبشت القبور واحرقت الجثث وقطعت الاوصال وتناثرت اللحوم على ذرات ترابها بين الفينة والاخرى فالمجرمون هم هم لم تتغير الادوار بل تغيرت الوجوه وتنوعت الافعال  وتفننت الجرائم وتطورت الاساليب , ما ذنبك شعبي وماجريمتك التي اقترفتها بحق الطغاة والسلاطين حتى يحدث لك ذلك ؟مالذي فعلته لهم ليهدروا دمك ويسبوا نساءك ويستبيحوا ارضك وعرضك, لن أبيك وانت ابن جلدتي نفسك نفسي ولحمك لحمي ودمك دمي وهم يقتطعون اشلائك ويفتتون لحمكويسفكون دمك ويبقرون بطون نساءك ويملؤ بك الارض مشردا تلتحف السماء ووتوسد التراب  ألا من القليل الذي يغطي عوراتك ويسد رمقك ويملاء جوفك , أحداثك الدامية التي تجري امام مرأى العيون بايقاعاتها المختلفة وهي ترسم صورا لايمكن ان يتحملها من يحمل صفة الانسانية بشيء بين طفل يبكي وامرأة تلوذ وعجوز تهرول وكبير سن يهان ونقف عاجزين امام ايقافها او محاولة منعها , فالى متى مسرحك مفتوح وستارتك مرفوعة لاتمنع شيء او تسد باب ؟ مايجري اليوم من تهجير متعمد لفئات الشعب على مسافة مساحته ولكافة طوائفه منظر في غاية البؤس ومنتهى الاءلم ولوعة الوقع, اناسا آمنين في مساكنهم  مستقرين في مدنهم  يسعون لكسب لقمة العيش والحفاظ على الكرامة وستر الحال وحرية العبادة والمعتقد يهانون ويذبحون وتسلب حليهم وامتعتهم وترمل نسائهم وتذبح اطفالهم على الهوية أو المعتقد امام اعينهم  أي دين هذا ومذهب  ذاك وبأي فتوى خلافية يحدث , ان التشرد والتهجير الذي أصاب الشعب وعلى مختلف طوائفه واديانه كفيل بأن يفضح ادعاءات داعش والمتحالفين معها لحجم الجرائم والموبقات التي ارتكبوها تحت مسميات العقيدة والمعتقد والحكم الشرعي والدين الحنيف وهو منهم براء , اعرف ماتقاسيه ايها الشعب الجريح وانت مشرد بعيدا عن امانك وعرينك ووطنك , بلا ملاعب الصبا ومراهقة الشباب وذكريات الطفولة والكتاتيب بين خيم لاتقي من حر ولاتحمي من برد , معاناة كبيرة والآمك عظيمة ومآسيك لاحصر لها , اصبر فان من سبقوك مرت بهم هذه الحوادث ونحروا على مذابح الحرية على ان يبايعوا المجرم فرفضوابشدة ذلك ليثبتواأحقية سيرتهم وقوة ارادتهم وصلابة موقفهم , لا نريد ان نداوي جرحك بهذه الكلمات او نبعدك عن حقيقة المرارة التي تعيشها يوميا بعيدا عن الديار تحت رحمة المساعدات واصحاب الذمم واخلاق الدين وهم يوفرون لك ماتحتاجه عبر ماتجود به الدولة بمؤسساتها الخيرية والصحية , لاتكفي ان تمسح دمعة عيونك والام قلبك ولوعة فراقك وابتعادك عن ديارك وملاعب صباك , ألا ان الواقع ينبىء بأن الفرج قريب وستعود لبيتك وعملك ومدرستك لتمسح كل آلامك وتكون ذكرى برغم ألمها وقساوة وقعها ورتابة خطواتها وقوة صدمتها الا انها الحقيقة التي يجب ان نعرفها ونقف عندها ونعيد حسابتنا على ضؤها ومن دروسها نستلهم العبر لمستقبل أفضل , اذن كيف لاأبكيك وانت بهذه الحالة والاسى ان البكاء لايكفي ولطم الصدور لايشفي وشق الجيوب لايعبر بل يجب ان نحمل السلاح ونرفع المعاول ونهب لنجدتك وابداء المساعدة لك بمحاربة داعش واعداء العراق لنعيدك لموطنك وتوفير اللقمة الكريمة والعيش الهني لك ونسمح دمعتك ونعيد البسمة لك لتعود معافى كما عهدناك بعيدا عن شبح الموت واجرام العبث وانتهاك الحرمات