“لمساءات السنين قناديلها تحت سماوات التاريخ.. فلا غطاء للذاكرة”
انشدونا المُنشدونْ
كل ما يعني النشيدْ
من كلامٍ ومقامٍ
وتقاويم انفصامٍ
وقواريرَ جنونٍ
وسراديبَ انينْ.
فمسحنا كفنا الملآن
نارًا وحديدًا
باختبارات الضرورهْ
وخسارات تواريخ من الطيب منيرهْ.
كلنا كان وحيدًا وجديدًا
قبل ان ينتابَنا عصف الشعورْ
البداياتُ نهاياتُ..
اختلاطٌ بجفافِ العَرَقِ اليابسِ
في وجهِ شقوقِ الأبديّة
بين شهدِ المنتهى المملوء طلًا
وذُبالاتِ الرصاصْ.
مربكًا كان العبورْ
مربكًا كانَ..
انفرطنا ببراعاتِ خيال الميتينْ
جُلّها الاحشاء والاطلال
والموت السريريّ
واصفاد القبورْ.
لعبة كنّا
ونَرْدُ الخالق المدعوّ حَيْرَهْ
قلّبتنا
كعَجاجٍ من طوابير سبايا
وذهولٍ وخمولٍ
وفضاءات ضَياعٍ
وينابيعَ حِدادٍ..
قد توضأناه جيلًا بعد جيلا.
كالمشاريع تساقطنا
بلا مهلٍ..
ومِنّا..
كخفيرٍ قُطِعَت عُروَةَ غدّارَتهِ
غِبَّ شتاءٍ خافت النبضِ
ومن دونَ اصطبارٍ
اغبَشَت عَيناهُ فصطادَ الظِلالا
قبل ان تعبر من بين يديهِ
قهقهاتُ الطلقة المنكسرهْ.
قبل ان تنشَلَّ مِنّا شهقة الجرحِ
تناثرنا رذاذًا
كي نوازي خطوةَ الأفقِ
بمذراةِ اندحارٍ.
كعُواءٍ الجهلِ يدنو
زنِخًا نوءُ السفاههْ..
يفتح الصوت ليُملي
أمرَهُ الفاجرَ
قد آن الرحيلْ.
مرّت اللحظةُ اوهامًا
ومِنا..
زادَهُ الخذلُ اختزالًا
فتراخى حُلمهُ نحو الافولْ
وهشيمًا صار من ضيق الهواءْ.
نَزِقًا كان البقاءُ
كفراغِ الروحِ
او زُغْبِ الرمال.
كشموسٍ اطفأَتها الآلههْ
هَلعًا تهوى النجومٌ
بين شباكي وبابي
قبل ان يرتدَ طرفي
من بساتين الغيابِ
فرحلنا
نحمل الوِزرَ ونرفو
خيبةَ الماءِ المريرهْ
قبل ان نكمل ذياك الذي..
كنا بدأناه الذي..
ظلَّ مهيبًا وعقيقًا
ذائبَ العزم ِ
فُتاتًا ونقيرًا.
…
…
أيها الكائنُ ما يَملي يديك
يأسكَ الحاضر.. رُبَّ
أمْ مراثي الراحلين؟!
فليكن ختمُ الحروبِ
حفنةً أخرى من الطّلعِ العفيف.
**
طارق الحلفي
ــــــــــ
* نَرْد: لعبة الطاولة (الطاولي) حسب المتداول في اللهجة العراقي.
* يُملي من أملى.. أَملى الدرسَ عليهِم: أَي ينطقُ بِالكلماتِ والجُملِ والآخرونَ يكتبونَ ما يسمعونه. وأَملى عليه شُروطهُ قبل توقيع الاِتفاق: أي وضعها أَمامه او فرضها عليه.
* يَملي من مَلَأَ يَملأ.. مَلَأَ الكأس وغيره: وضع فيه قدرَ ما يسَع… من الماء وغيره.