18 ديسمبر، 2024 10:50 م

بقعة التَّحدّي في غزة…أصابَت اسواق المُضاربين بالكســَــاد

بقعة التَّحدّي في غزة…أصابَت اسواق المُضاربين بالكســَــاد

رغم أنّ عملية “طوفان الاقصى” في بقعة صغيرة من العالم إلاَّ إنها لا تُقاس بالمساحة،وانما تقاس بحجم التأثير والتأثر العالمي فإن استهداف اسرائيل هو بحد ذاته تحدِّ للمجتمع الدولي وضرب القوانين والقرارات بعرض الحائط ، رغم اعتماده على الفيتو الامريكي،بل انها اظهرت استعداد الاقطاب العالمية للمواجهة في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة ، فوجود اسرائــــ..يل وفق المنظور الامريكي مـسألة حيوية وضرورية و كما عبّر “بايدن” عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ في حقبة السبعينات والتسعينات (لو لم يكن هُناك اسرائيل..لأوجدناها ) يتضح ان دعم الادارة الامريكية بإعتبارها رصيد سياسي واستراتيجي في الشرق الاوسط، هذه الرؤية لم تكن وليدة اللحظة بل متأصلة في عمق السياسة الغربية على المستوى الديني والسياسي ، لتحقيق المصالح الامريكية في المنطقة خاصة في ظل الصرع المستمر مع المعسكر الشرقي الذي يقوده الاتحاد السوفيتي سابقا .
الاصطفاف العالمي يقابله قمة في المنحدر
ما إن تم تنفيذ عملية طوفان الاقصى في 7 من اكتوبر 2023 سارعت الادارة الامريكية الى ادانتها ووصفتها بالارهابية واعلنت دعمها ووقوفها مع اسرائيل ودعمها في الدفاع عن النفس هذا الانحياز المطلق الذي تقوده ادارة بايدن الامريكية ياتي من خلال استراتيجية الولايات المتحدة التي ترى اسرائيل كقاعدة متقدمة في المنطقة وتمثل حجر الزاوية للمقاربة الامنية في الشرق الاوسط، حتى يعتبر اول رئيس يزور اسرائيل وهي في حالة حرب وقد اعطى الضوء الاخضر للاستمرار في رد اسرائيل على الفلسطينيين ، حتى ان وزارة الخارجية الامريكية اكدت للدبلوماسيين الامريكيين بإن يتجنبوا عبارات وقف التصعيد وانهاء العنف واستعادة الهدوء …الخ، بل ان الهدف الاساسي هو القضاء على حماس كهدف مشترك بين امريكا واسرائيل ، ان هذا الاصطفاف الغربي بهذه الصورة القبيحة امام المجازر اليومية وقصف المستشفيات والتجمعات السكنية  ومنع المساعدات من الوصول الى منطقة محصورة تكتض بالسكان ، ظهر بأقبح صورة وحشية ، وقد استخدمت الادارة الامريكية حق نقض الفيتو في مجلس الامن ضد مشروعين تقدمت بهما روسيا والبرازيل بذريعة عدم ايضاح ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ، هذا الاصطفاف الواضح  الذي قادته امريكا وبريطانيا والهند وكند والمانيا واستراليا وفرنسا وهولندا والسويد واسبانيا …الخ هذا الدعم اللا محدود بهذه الصورة يكشف عن ان الوضع السياسي والجغرافي ما بعد غزة يختلف عما قبله حيث اعلنها نتنياهو مخاطبا الاسرائيليين “اطلب منكم الوقوف بحزم لاننا سنغير الشرق الاوسط”!!!
فقمة في المنحدر اعلنتها القاهرة للسلام “المزعوم” قد قتلتها امريكا وممثلي الدول الغربية عن عمد رغم ان القمة هي خطوة تقليدية لا يكمن خلفها ضغط دولي او مخرجات واضحة للازمة فقد كانت الرغبة الاوربية واضحة وهي “أمن اسرائيل والدفاع عن حقها” ! دون اظهار اي رغبة جادة في ايقاف الحرب او كسر الحصار عن غزة ،بل منحت اسرائيل الوقت  والغطاء السياسي لتنفيذ اهدافها “افعل ما تشاء ونحن معك ” ان الدول المشاركة لا تمتلك القرار الفعلي للحل وانهاء الازمة وانما اغلب تلك متورطة بأتفاقيات السلام وكذلك التطبيــــ…ع مع اسرائيل فلا جدوى من خطابات متباينة ومخجلة دون فعل او موقف واضح ، بل انها ولدت ميتة على غرار تحرك مجلس الامن وهيئة الامم المتحدة التي اصيبت بالشلل والعجز امام الاحداث .
وهنا اصيب المعسكر الآخر الذي يتبنى رؤية ادامة الصراع ودعم القضية الفلسطينية بحالة من الكساد الفضيع والتراجع بل استخدم المناورة في التصريحات والتهديدات ثم الدعوات للبحث عن حل بين الطرفين الذي عبرت عنه حركة حماس في بيانها ليلة الاجتياح بـــــــــ  “الخذلان”