لا تبحثي عن سري ولا تعبثي بهوامشي فأنا محض صمت عابر يتقافز بين الحقب والفصول ولا تفتشي عن ماضيي المجهول فلن تعثري سوى على جروح وذكريات كافية بالبوح به .ولا تعبثي بمرآتي العتيقة ولا بجدراني ولا بصوري فلن ولن أجيب عن أسئلتك الرتيبة ولن أكون ذلك السر الذي لطالما فنيت عمرك بالبحث عنه !.
وحدها أوراق دفاتري العتيقة ستجيب عن جميع تساؤلاتك وحدها خواطري ستحل ألغازي قبل أن تودعك كالنسيم الذي يلفح وجهك ويغادرك ً مسرعاً دون وداع أنا ذلك الحلم المحبوس في قارورته ولا يجب عليك فناء عمرك مرة أخرى لانتظاري..فلن تحصدي من انتظارك هذا سوى سراب مترامي بين أنقاض وأطلال تنثرها رياح الذكريات فابحثي عن من يسعدك بدل البحث عن بقايا أمل يلفظ أنفاسه بين سياط سجانيه فطالما لكل عاشق نهاية ولكل موت ولادة .. هكذا تعلمت من ماضيي الذي لطالما أعمل جاهداً لأعيش لحظاته دون جدوى ..!!
أبحثي عني بين عيون الأطفال البريئة ..بين مسامات قارئات الطالع بين أوراق الخريف المتهاوية بين هدير البحر وسط سكون الليل المظلم ..بين ضوء القمر الخافت
فلا أمل لحاضري غير أحلام تتلاشى كالطيور وسط العتمة , أخرجي من حاضري فولادتي هروب وموتي عودة وما عليك أيتها المسكينة غير أن ترقبي الليل تحصين نجومه دون انتظار !.