من الهجرة أقرأ امرين الاول ولعله لا علاقة له بالامر الاخر هو اني تأكدت من هذه الهجرة هي سلوك يعبر بوضوح عن ان الوطنية وحب الوطن والمواطنة لها حدود ينتهي عندها ذلك الحب وتتلاشى عندها تلك المواطنة والوطنية حدودها عندما تشعر ان عمرك ولى او انه سينتهي بلا ادنى بصيص امل لمستقبل يضمن حياة كريمة لك او لأطفالك وهذا الحد بات واضحا جدا وشكل هوسا وقلقا في حياة اكثر العراقيين فلا غرابة بهذا الكم المهاجر من اوطانه الى ارض الغربة فليس من الانصاف ان نلقي اللوم عليهم ولم تستطع كل المؤسسات الدينية من ان تصير منهم عشاقا للوطن ولم تستطع ايضا ان تقنعهم ان هناك حرب عقائدية تستوجب البقاء بل فهمو ها جيدا انها قتال وصراع سياسي احمق لا ناقة لهم فيها ولا جمل وهناك ملاحظة اخرى في هذا الموضوع لا علاقة لها في صلب الموضوع ولكن من باب التوسع من ان مفهوم الهجرة الحالية على العكس تماما من مفهوم الجلاء المتعارف عليه بين قبائل وعشائر العراق ففيه يهاجر ويجلي ارضه الظالم القاتل اما ما نراه الان ان المظلوم والمعتدى عليه هو من يجلي ويترك وطنه وهذا يدعو نا ايضا للتساؤل والاندهاش حتى بعض القيم القبلية تموت قبال الظلم الكبير اما الامر الاخر في تلك القراءة هو ان المواطن لو كان مترفا في مرحلة زمنية او تأريخية ما في العراق لكانت هجرته وقت الشدة والمحنة التي يمر بها الوطن انكارا للجميل وخيانة للحضن الدافيء واستهتارا بقيم المواطنة ولكن ان كانت كل فتراته تنضح دما وكل ايامه محنا وازمات وكل شير من ارضه يحكي قصة يتم او يروي لنا حكاية ارملة الامر عندها يؤلفه حديث اخر ليس له صلة بالحب او الوطن كلنا يعرف قانون الصراع من اجل البقاء لانه من اوضح القوانين تقريبا في هذا العالم المضطرب فان كان هناك بقاء بلا صراع و بقاء بلا سيل من الدموع وبقاء بلا ايتام او ارامل فعندها لا حاجة ان استحضر في ذهني حرفا من هذا القانون قانون الغابة المتوحشة لست من دعاة الهجرة ولكني لست ايضا مع الذل والهوان.