22 نوفمبر، 2024 11:03 م
Search
Close this search box.

بقاء الحشد مُستقلًا ضرورة ملحة

بقاء الحشد مُستقلًا ضرورة ملحة

أكتب بحبر الروح لعل الوفاء يعتريني للحظة , يا قداسة الفقر لقد جعلتم الغنى فقيرا في جيوبكم , يتبختر التراب الذي قبل اقدامكم بين معاشر الورد وتمنوا لو تسقط من شفاه التراب ذرة تسقي اغصانهم اليابسة.
ظهرت في الأونة الأخيرة الكثير من الاصوات هنا وهناك , بعضها طالب بألغاء الحشد الشعبي وله في ذلك مآرب سياسية مستغلًا مشاعر البعض لكي تتعنون بمسمى الخوف من أنتقام الحشد من سكان المناطق المحررة , مجرد التفكير في هكذا أمور تجعل حروب التحرير التي خاضتها كل صنوف قواتنا الأمنية وبأختلاف تشكيلاتها ومسمياتها , ترتدي عباءة ذات لون طائفي وهو شيء بعيد كل البعد عن واقعٍ فعلي جرى في تلك المعارك , ايضًا مشاركة العديد من الطوائف العراقية في تشكيلات الحشد التي اضافت رونق خاص لشكله , فكثير من عشائرنا العربية من سكان المناطق المحررة وقفوا إلى جانب القوات الأمنية والتي من ضمنها بكل تأكيد قوات الحشد ولايخفى أيضا مشاركة الاخوة المسيح بكتائب منظوية تحت منظومة الحشد , لذلك فالتنوع الذي يحتويه الحشد مضاف لذلك الأنسانية التي حملوها بدلًا من البنادق وهم يستقبلون النازحين والعوائل المهجرة دليل دامغ وقوي مضاد ضد الادعاء بطائفية أو انه سلاح طائفي يوجه لصدور بقية اطياف الشعب العراقي,هناك بعض السلبيات وهي موجودة فعلًا ودلت الوقائع على صدورها من أُناس لم يرموا رصاصة واحدة في معارك خاضتها قواتنا وكان أساس انتمائهم فقط من أجل السرقة وتشويه معارك التحرير لذلك من الممكن جدًا معالجة هذه الأخطاء الشائعة .
بينما طالب البعض بحل مؤسسة الحشد الشعبي كهيئة مستقلة ودمج عناصرها بالجيش أو الشرطة وسائر التشكيلات الاخرى , هذا الرأي من ناحية تأسيس دولة قوية يحمل من وجاهته الكثير ,لكن بالنظر لوضع البلد وسلسلة التكالبات المتتالية من قبل الكثير من الاعداء على شكل تنظيمات أرهابية استخبارتية مدعومة أو على شكل تطاول بالتهديد المباشر من قبل بعض الدول مستغلين حالة الضعف التي تمر بها مختلف مؤسسات العراق , نجد لزامًا بقاء الحشد مستقل عن الاجهزة الاخرى مع ارتباطه بكل تأكيد برئاسة الوزراء, ضرورة البقاء تتمثل بكونه جهاز خاص قادر على خوض حروب المدن والعصابات وهذه الحروب لا يمكن بطبيعة الحال أن تُخاض من قبل الجيش والشرطة , استغلال رغبة الدفاع عن ارض العراق ومقدساته وصقلها بالتدريب المكثف بعد انتهاء عملية التحرير من أجل تدعيم اساليبهم القتالية , لكي يكون جهاز مثالي ناتج عن ارادة شعبية ينافس الاجهزة الاخرى الخاصة بالدول المتقدمة التي تعمد إلى انشاء هكذا اجهزة وتطويرها المستمر من اجل المهام الصعبة , قد يتسائل البعض لِم قلت أن الجيش والشرطة لايمكنهم خوض حرب المدن رغم مشاركتهم بحروب التحرير , مع كامل الاحترامات وتحايا الحب لمنتسبي الجهازين إلا أن الواقع يفرض نفسه بوجود ثلاث تشكيلات لها الاولوية ويعتمد عليها في معاركنا وهي جهاز مكافحة الارهاب ,شرطة اتحادية والحشد الشعبي , وبقية التشكيلات الاخرى لها ادوار ثانوية تتمثل بدعم واسناد لهذه الاجهزة الثلاث مع اهمية هذه الاجهزة بمسك الارض .
الامر لايعد ابدًا من قُبيل الانتقاص من أجهزتنا الاخرى أنما الواقع السياسي والضغوط التي تمارس من قبل جهات خارجية معروفة تقوض كثيرًا تلك الاجهزة لكونها تأتمر بأوامر أشخاص هم بالاساس خاضعين بشكل وبأخر لِما ذكرناه سالفًا ,حيث تعمل بعض الدول على أطالة آمد المعارك لأبعد مايمكن
عن طريق استغلال النفوذ السياسي الذي يمهد للقرارت العسكرية وهذا واقع عايشهُ الجنود وعانوا منه وفقدوا في سبيل ذلك الكثير من دمائهم الزكية ,لذلك لابد من بقاء الحشد مستقل خوفًا من هذه التجاذبات السياسية وعمليات التوازن الاستخبارتي لدول خارجية,
أنا على يقين سأكون محل كره لدى البعض وسيتم أتهامي بكوني صفوي والخ.. من اتهامات لكن لايهمني الانتقاد مادمت انتصر لتلك الوجوه التي اعتراها التراب وهي تقاتل على ساتر الحق بينما المنتقدين لازال ضباب الحقد يُغلف كلماتهم, فلتذهبوا أنتم وانتقادكم إلى جحيم العار.

أحدث المقالات