23 ديسمبر، 2024 6:19 م

بـ “روح رياضية” عن نور  صبري

بـ “روح رياضية” عن نور  صبري

تحلى العراقيون بـ “روح رياضية” عندما اعتبروا خسارتنا “الثقيلة” امام البرازيل “6 ـ 0” انجازا يمكن تطويره والعمل عليه لتجاوز عثرات المستقبل الرياضية وغير الرياضية. النتجية صعبة على اي فريق دولي يطمح في ان يتاهل لكاس العالم حيث لاينافس هناك البرازيل المتاهلة دائما وابدا وحدها بل ينافس منتخبات لاتقل عنها جسارة مثل الارجنتين واسبانيا والمانيا والبرتغال وفرنسا والارغواي وبريطانيا وايطاليا وسواها من الفرق “الطاكة” في كرة القدم. بصراحة لم يكن احد من بين العراقيين يتوقع نتيجة مختلفة عما انتهت اليه المباراة الودية.  بل هناك من اعتبرها “نعمة من الله” متوقعا الاسوأ. وبالفعل كان يمكن ان يقع هذا الاسوأ لولا الحارس نور صبري.
هذا الحارس وحده دون بقية الفريق  يمكن الرهان عليه  ليس على صعيد الرياضة فقط بل على صعيد كل المنطومة القيمية والاجتماعية والمؤسساتية لدينا. فلولا نور لدخلت مرمانا ست كرات اخرى مثل الورد. التساهل الشعبي العراقي مع نتيجة فريقهم الوطني يكاد ينطلق من سبب رئيسي واحد وهو ان هذه “البرازيل يابا” على “كولة” الرئيس نصف المرحوم حسني مبارك حين اطلق مقولته الشهيرة “دي اميركا يابا”.
 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ويتطلب اجابة عليه من كل ذوي الشان في هذه البلاد سواء كان هؤلاء..سياسيين   ام رجال دين.. مثقفين   ام “عربنجية” .. متدينين  ام  “عرقجية” .. معتدلين  ام متطرفين  مدخنين  ام مهلوسين   هل يتوجب علينا تبرير الخسارة او حتى توقعها باسوأ ماتكون عليه لاننا نلعب مع البرازيل؟ والتبرير نفسه سيكون جاهزا لو لعبنا مع الارجنتين والمانيا وفرنسا وايطاليا وكل واحد من هؤلاء يمكن ان “نشيل” منه خمس وست اهداف نظيفة واحنه الممنونيين؟ ومن باب الانصاف يجب ان اردف هذا السؤال بسؤال اخر وهو هل الفريق الوطني هو وحده من يتحمل المسؤولية؟
الاجابة كلا بالطبع. لماذا لان ما ينطبق على كرة القدم ينطبق على مجمل ادائنا في كل الميادين الاخرى. ففي السياسة حالنا مثلما تعرفون لاتسر صديقا  ولاتغيظ عدوا .. وفي الاقتصاد نتخبط “خبط عشواء”.. وفي الاجتماع ضائعون لاندري اين نعطي وجوهنا للفيسبوك الذي حول نصف “شيابنا” الى مراهقين او اليوتيوب الذي جعل فضائح بعضنا تزكم انوف سابع جار.ام في التدين الذي تحول الى عادة لا عبادة؟ ام في الزراعة والصناعة حيث لا انتاج يعول عليه.او التجارة حيث لانستورد الا ماهو بائس ومن سقط المتاع.
 اوفي التربية حيث لاننجح الا في الدور الثالث برغم الدروس الخصوصية التي وصلت الى الابتدائية مثلما كتب الزميل صباح اللامي قبل ايام في “المشرق”. وعودة الى لعبتنا مع البرازيل فانني وللانصاف اقول ان ما خرجنا به برغم الاهداف الستة هو حارس مرمى يمكن الرهان عليه كجزء من منظومة متكاملة يمكن ان نبني عليها في المستقبل لو اردنا بناء حقيقيا يبدا من كيف نكتب عمودا صحفيا ناجحا مو مثل “قشمريات” حمزة مصطفى وطه جزاع وهاشم حسن ومن لف لفهم .. او انشاء مزارع سعيدة لكن في اراضينا الشاسعة لا في “الفيس بوك”  وانتهاء بصناعة ولو .. طائرة تشيكية واحدة.
[email protected]