18 ديسمبر، 2024 11:51 م

بـــدايــــــة ونـــــهايــــة!

بـــدايــــــة ونـــــهايــــة!

مات أكبر هاشمي رفسنجاني الرجل الثاني في النظام الإيراني منذ 1987مساء يوم الأحد 8/كانون الثاني –يناير وتم دفنه يوم الثلاثاء 10/يناير-كانون الثاني بجوار قبر خميني . يمكن في البداية يتبادر الى الذهن أن رجلا مات ودُفن بعد 48ساعة وانتهى الأمر. ولكن عندما نسلط الضوء على مر التاريخ طيلة 38عاماً الماضي منذ شباط1987إلى يومنا هذا وبعد نظرةعابرة على سجل رفسنجاني سندرك أن هذه الرؤية هي رؤية ساذجة ، إذ كان رفسنجاني منذ تسلم خميني دفة الحكم من أقرب مساعديه ورجل ثقة له وبالتالي كان أول شريك في جميع الجرائم التي اُرتكبت في زمن خميني بالذات وعليه سمته الجرائد ووسائل الإعلام ”الصندوق الأسود“ للنظام الإيراني وهذه التسمية دقيقة جداً إذ إنها كان يجمع في صدره جميع أسرار هذا النظام الفاسد التي لم يكشف كما أخذ الكثير من الأسرار معه في القبر. إنه كان مشهوراً بشخصية براغماتية بمعنى يميل الى المصالح ولكن بالنسبة لرفسنجاني يجب أن نقول له معنى آخر أي ”شخصية انتهازية“ فعليه كان منذ تشكيل مجلس مصلحة النظام الذي تم تأسيسه أصلاً لتدبير طريق لانقاذ النظام من الأزمات والتحديات بالذات، ولحد يوم موته كان رئيساً لهذه المؤسسة التي كان يرأسها كما ذكرخامنئي في رسالته بمناسبة موت رفسنجاني بأنه لا يعرف أحداً لإحلال محل رفسنجاني على هذه الجهة .
كان رفسنجاني معروفا لدى الشعب الإيراني وبسبب جميع أعماله المعادية للشعب ، بالثعلب الخدّاع. وبسبب الجرائم التي ارتكبت في زمن رفسنجاني وتحت إشرافه وقيادته يلقبه الشعب الإيراني ”رسماً جاني“ بدلاً من ”رفسنجاني“.
ولغرض التعرف على أعمال رفسنجاني خلال 38عاماً مضى نلفت انتباهكم إلى النماذج التالية:
1-قيادة صفقة الأسلحة بين إيران وإسرائيل المعروف بـ”إيران كنترا“في 1980حيث أمكن استلام الأسلحة من إسرائيل لمواصلة الحرب ضد العراق.
2-زج الأطفال من المدارس إلى ساحة الحرب اللاوطنية بين إيران والعراق حيث أذعن ”أكرمي“وزير التعليم والتربية أنذاك بهذا الموضوع أيضاً.
3-القائدالعام للقوات المسلحة خلال الحرب العراقية-الإيرانية اللاوطنية . والجدير بالذكر أّن خميني الذي كان محباً للحرب فقد راهن كل ما بحوزته على الحرب ضد العراق كما كان قد صرح أنه يواصل الحرب حتى لو طالت 20عاماً وحتى آخر طابوق من البيوت في طهران لكن أُرغم عليه في نهاية المطاف تجرع كأس السم في تموز/يوليو1988وقبول قرار وقف إطلاق النار وبالتالي نفق كَمِداً.
كان رفسنجاني يستند في جميع الاجتماعات بعد موت خميني الدجال بذكرياته معه خاصة في قيادة الحرب وتمشيتها بالتفاصيل. ما تُركت من هذه الحرب اللاوطنية وحسب كلام رفسنجاني نفسه فقط 1000مليار دولار خسارة من الجانب الإيراني وهدم ودمار 50مدينة وأكثر من 3000قرية ومليونا قتيل وجريح ومعوق بالذات. كما وحسب قول ”سبزعلي رضائي“ قائد فيلق الحرس في زمن الحرب الثماني سنوات، هناك صندوق أسود لم ينكشف للشعب .4-إنه كان ضمن الأشخاص الذين كانوا ينقلون أوامر خميني لإبادة 30ألف سجين سياسي في عام 1988للجان الموت في السجون .. كان رفسنجاني وتأييداً لهذا العمل الإجرامي واللاإنساني يقول : ”لا نمتلك أموالاً كثيرة لنصرفها لتغذية السجناء ورعايتهم.5-كان لرفسنجاني في بدء مشروع الأسلحة النووية للنظام الإيراني دوراً مفصلياً وكان يعتبر مواصلة الحرب ضمان بقاء النظام الاستراتيجي حيث وبسبب اقترابه الوطيد مع كوريا الشمالية في زمن رئاسته كان يستخدم تجارب هذا البلد ويستشير منها لتمشية البرنامج النووي كما سافر إلى كوريا الشمالية أيضاً.
6- جرت مسلسل الاغتيالات ضد مثقفين إيرانيين وتصدير الإرهاب الحكومي إلى خارج ايران في زمن رئاسته وتم تنفيذ هذة المهمة من قبل وزارة المخابرات التي كانت صنيعة رفسنجاني نفسها .
7-هو من المتهمين الرئيسين في تفجير مبنى ”آميا“ في الارجنتين حيث قُتل فيه 85شخصاً وكان مطلوباً بهذا السبب من قبل الشرطة الدولية (انتربول).كما كان ”علي فلاحيان“ من المقربين من رفسنجاني وكان آنذاك وزيراً للمخابرات يقود هذه العملية الإجرامية كما هو مطلوب من قبل شرطة أنتربول الدولية أيضاً.
8-كان قد أدين رفسنجاني غياباً في المحكمة باتهام اغتيال معارضين إيرانيين في مطعم ميكونوس بمدينة برلين وبما أنه كان قد ارتكبت الجريمة في حدود برلين القضائية حسب قوانين الجزاء ومبدأ أرض أرتكبت الجريمة فيها فكان من المفروض أن تتم دراسة ملف الجريمة في محكمة برلين للجرائم الجنائية بالذات ، غير إن رفسنجاني امتنع المثول أمام المحكمة والجلوس على كرسي الاتهام .
9-فجر عناصر المخابرات الإيرانية أبراج ”خُبَر“ في السعودية في زمن رئاسة رفسنجاني
10-تم اغتيال الأكراد الإيرانيين على طاولة التفاوض في النمسا بقيادة رفسنجاني .
-لا يعتبرنفوق رفسنجاني لنظام ولاية الفقيه نهاية وإنما هو شروع مؤلم وصادم جداً للنظام الإيراني  كما نرى هذه الصدمة والقلق في بيان جميع ملالي النظام مثل خامنئي وروحاني بوضوح. ورغم إن رفسنجاني كان خصما خامنئي فعلاً ومتنافساً ومتخاصما له، ولكن كان رفسنجاني في الحقيقة عمود خيمة النظام في الأزمات لإيجاد مخرج منها .