23 ديسمبر، 2024 11:39 ص

بغض علي في السرديات السنية

بغض علي في السرديات السنية

لا أريد في هذا العرض التاريخي _ والذي حاولت اختصاره بالقدر الممكن _ لسرد بعض ما جاء في أحاديث منقولة عن علماء السنة وفقهائها، إلا تسليط الضوء في طريق من أصابهم العمى وابتعدوا كثيراً عن الصواب ، وصار كل همهم أن يبغضوا علياً وأبنائه، وهم بذلك يحاولون أن يبيعونا بضاعتهم الفاسدة التي تزكم الأنوف، وتفرق الصفوف، حتى أصبح بغض آل محمد شغلهم الشاغل ، وقد حاول كثيرون في ما مضى من الزمان بأن ينالوا من علي فما قدروا ، ولأنهم يكذّبون كل ما جاءت به كتبنا من فضائل لعلي، ويسمونها (سرديات) ليتسنى لهم رفضها جملة وتفصيلا، فأنا هنا أضع أمام أعين المنصفين من أهل السنة والجماعة بعضاً من سردياتهم هم، والتي تثبت بما لا يقبل الشك الحقيقة الخطيرة التي يحاول البعض طمسها، وهي أن معرفة المنافق كانت مرهونة ببغض علي، فهؤلاء المبغضين أمام خيارين أحلاهما مر : الأول أن يرفضوا هذه الروايات والأحاديث (السرديات السنية) أيضاً وبذلك يكشفون انحرافهم عن القرآن والسنة، والثاني أن يؤمنوا بما جاء في تلك الأحاديث المرفوعة السند باعتبارهم من أهل السنة والجماعة حينئذ تنطبق على (هؤلاء البعض) صفة المنافقين ببغضهم لعلي، وحاشا لأهلنا وإخواننا السنة جميعاً أن يكونوا من أمثال (هؤلاء) المنافقين الذين لا دين لهم غير الكذب على الله ورسوله.                     (( روى الحاكم عن أبي ذر (رضي الله عنه) قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلف عن الصلوات ، والبغض لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) . هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ورواه أحمد في فضائل الصحابة : 2 / 639، والدار قطني في المؤتلف والمختلف : 13763 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 9 / 132
وروى الترمذي : 4 / 327 ، و: 5 / 293 و298 ـ باب مناقب علي : عن أبي سعيد  الخدري قال : إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب . وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي ، وقد روى هذا عن الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ـ وروى النسائي في : 8 /  115
عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يحب علياً منافق ، لا يبغضه مؤمن . وقال : هذا حديث حسن، ورواه النسائي أيضاً في خصائص علي 5 /137
وابن ماجة : 1 / 42
والترمذي : 4 / 327 وج 5 / 594
وأحمد في مسنده : 2 / 579 وص 639 وفي فضائل الصحابة : 2 / 264
وعبد الرزاق في مصنفه : 11 / 55
وابن أبي شيبة في مصنفه : 12 / 56
والحاكم في المستدرك : 3 ص 129 ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك
ورواه الطبراني في الأوسط : 3 / 89
والهيثمي في مجمع الزوائد : 1299 ، وقال : رجال أبي يعلى رجال الصحيح
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد عن صحابة متعددين في : 2 / 72 و: 4 / 41 و: 13 / 32 / 153 و: 14 / 426 و : 2 / 255
والبيهقي في سننه : 5 / 47
وابن عبد البر في الاستيعاب : 3 / 37
وفي الترمذي : 5 / 601
عن الأعمش : إنه لا يحبك إلا مؤمن . وقال : هذا حديثٌ حسنٌ صحيح
وفي الطبراني الكبير : 1 / 319 و 23 / 380
عن أبي الطفيل قال : سمعت أم سلمة تقول: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله . ورواه الهيثمي في الزوائد : 9 ص 132
وفي فردوس الأخبار : 3 / 64
عن ابن عباس أن النبي ( ص ) قال : علي باب حطة ، من دخل منه كان مؤمناً ، ومن خرج منه كان كافراً
عن أبي ذر أن النبي ( ص ) قال : علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي . حبه إيمانٌ ، وبغضه نفاق ، والنظر إليه رأفة ومودة عبادة
وفي صحيح مسلم : 1 / 60 ، تحت عنوان : باب حب علي من الإيمان
عن زر بن حبيش قال : قال علي (عليه السلام): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي ، أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق
ورواه ابن ماجة : 1 / 42
والنسائي في سننه : 8 / 115 و117 وفي خصائص علي : 1375
وأحمد في مسنده : 1 / 84 و 95 و 128 وفي فضائل الصحابة : 2 / 264
وابن أبي شيبة في المصنف : 12 / 56
وعبد الرزاق في المصنف : 11 / 55
وابن أبي عاصم في السنة : 5842
وابن حبان في صحيحه : 9 / 40
والخطيب في تاريخ بغداد : 2 ص 255 و: 14 / 426
وابن عبد البر في الاستيعاب : 3 / 37
وأبو نعيم في حلية الأولياء : 8 / 185
وابن حجر في الإصابة : 2 / 503
والحاكم في المستدرك : 3 / 139
والبيهقي في سننه : 5 / 47
وابن حجر في فتح الباري : 7 / 57
وفي مسند أبي يعلى : 1 / 237
عن الحارث الهمداني قال : رأيت علياً جاء حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : قضاء قضاه الله على لسان نبيكم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي : إنه لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق ، وقد خاب من افترى.
وروى محمد بن سليمان في مناقب علي : 2 / 484 ، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين / 295
وفي فردوس الأخبار : 5 / 316
قال النبي ( ص ) : يا علي محبك محبي ، ومبغضك مبغضي
ونحوه في الطبراني في الأوسط : 3 / 89 ، عن عمران بن حصين
وأحمد في فضائل الصحابة : 2 / 639 ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري
والحاكم في : 3 / 130 ، عن سلمان الفارسي . وفي : 3 / 129 ، عن أبي ذر الغفاري
والهيثمي في مجمع الزوائد : 9 / 129 ، عن أبي يعلى ، عن أبي رافع
وفي تاريخ بغداد : 9 / 72 ، وفي : 4 / 41 ، وفي : 13 / 23 ، عن ابن مسعود ، وفي صفحة 153 ، عن ابن عباس
– ورواه أيضاً في : 9 / 72 ، وروى فيها : عن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله يقول لعلي : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك
وروى الحاكم في المستدرك : 3 / 128
عن ابن عباس قال : نطر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال : يا علي أنت سيدٌ في الدنيا وسيدٌ في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي ، صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ورواه في تاريخ بغداد : 4 / 41 ، وفي فردوس الأخبار : 5 / 324
وفي الطبراني الأوسط : 3 / 89
عن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي:
إن الله تبارك وتعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة مثلها ! إن الله تعالى حبب إليك المساكين والدنو منهم ، وجعلك لهم إماما ترضى بهم ، وجعلهم لك أتباعاً يرضون بك ، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك ، وويلٌ لمن أبغضك وكذب عليك
فأما من أحبك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك ، ورفقاؤك من جنتك
وأما من أبغضك وكذب عليك ، فإنه حق على الله عز وجل أن يوقفهم مواقف الكذابين
وفي مستدرك الحاكم في صفحة 138 (عن علي بن أبي طلحة قال : حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة ، ومعنا معاوية بن خديج ، فقيل للحسن : إن هذا معاوية بن خديج الساب (الشاتم)  لعلي ، فقال علي به ، فأتي به فقال : أنت الساب لعلي ؟! فقال : ما فعلت ! فقال : والله إن لقيته ، وما أحسبك تلقاه يوم القيامة ، لتجده قائماً على حوض رسول الله ، يذود عنه رايات المنافقين ، بيده عصاً من عوسج .. حدثنيها الصادق المصدوق ، وقد خاب من افترى . هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.  
وفي مسند أبي يعلى : 6 / 174
عن علي بن أبي طلحة مولى بني أمية قال : حج معاوية بن أبي سفيان وحج معه معاوية بن خديج ، وكان من أسب الناس لعلي ، قال : فمر في المدينة وحسن بن علي ونفرٌ من أصحابه جالسٌ فقيل له : هذا معاوية بن خديج الساب لعلي ! قال : علي الرجل ، قال : فأتاه رسول فقال : أجب
قال من ؟
قال : الحسن بن علي يدعوك ، فأتاه فسلم عليه
فقال له الحسن : أنت معاوية بن خديج ؟
قال : نعم.
فرد ذلك عليه ، قال : فأنت الساب لعلي بن أبي طالب ؟
قال : فكأنه استحيا.
فقال له الحسن : أما والله لئن وردت عليه الحوض ، وما أراك ترده ، لتجدنه مشمر الإزار على ساق ، يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الإبل . قول الصادق المصدوق ، وقد خاب من افترى.
ورواه أبو يعلى في مسنده : 12 / 139 ، والطبراني في الأوسط : 3 / 22 ، وفي الكبير : 913 ، وفي مجمع الزوائد : 9 / 130 ، و272
وفيه : قال يا معاوية بن خديج إياك وبغضنا ، فإن رسول الله قال : لا يبغضنا ولا يحسدنا أحدٌ إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من نار.
ورواه في مختصر تاريخ دمشق : 12 جزء 24 / 393 ، وفي كفاية الطالب / 89 ، عن أبي كثير ، وفي شواهد التنزيل للحسكاني : 1 / 551 ح 585
بسنده عن جابر وأنس قالا قال رسول الله ( ص ) : يا علي ، لو أن أمتي أبغضوك لأكبهم الله على مناخرهم في النار.                                                       
وفي شواهد التنزيل : 1 / 550 ح  583
بسنده عن جابر قال : قال رسول الله ( ص ) يا علي ، لو أن أمتي صاموا حتى صاروا كالأوتاد ، وصلوا حتى صاروا كالحنايا ، ثم أبغضوك لأكبهم الله على مناخرهم في النار وفي شواهد التنزيل بسنده عن جابر قال : خطبنا رسول الله ( ص ) فسمعته يقول : من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً ، وفي شواهد التنزيل بسنده عن أبي سعيد قال : قتل قتيل بالمدينة على عهد النبي ( ص ) … فقال : والذي نفس محمد بيده لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلا أكبه الله عز وجل في النار على وجهه)). وأخيراً وإلى مبغضي علي أقدم لهم ما جاء في فتح الباري : 7 / 72 : يقول أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه : لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجمانها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يا علي لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق.