قطعوا وريدك والشراييني
بغداد يامهجة القلب والعين ِ
ياعاصمة الدنيا بجمال نفسها
يامعلمة الاعراب حرف الراء والسين ِ
ياعذراء قومك والناس زانيةً
كنت المنارة بين العُرب والصين ِ
قتلوا ربيعك بأعذار واهيةً
ياعاصمة الشعر والأنساب والدين ِ
هذا الرشيد بصمت الليل يسمعنا
ضاعت علينا بالهوى كل الدواوين ِ
عصفت بهم فاصابك جهل سهامهم
قلبوا الحياة بنظمها والموازين ِ
ياملجأ الغرباء اذا ضاع دليلهم
يالقمة الجوعان وابن المساكين ِ
اليوم شعبك والآلام مكثرةً
وريحة البارود ودمُ المصابين ِ
كنا نباهى شعوب الارض قاطبةً
ماحل فيك ملوك المال والسلاطين ِ
بغداد ياقبلة الاعراب مرجعهم
كانوا لديك وفوداً بالملايين ِ
قلبوا الحقيقة لأجل مآربهم
لذاتهم تبقى وأغواء الشياطين ِ
لابد للدهر ان تصحو نفسه
ويعاد اسمك في كل الميادين ِ
وتعودين عروساً باكراً
الله يعلم طُهرك في القوانين ِ
وننسج من حروف أسمك مَعلَماً
ونكتب الباء والغين تفنين ِ
والدال والألف مفردةً
نرمي بها الجزار والسكين ِ
ياحبيبتي هل قبلت تعذري
فأنا وحيداً عاجز القدمين ِ
قطعوا الطغاة بفعلهم كل تأملي
فعرفت كتابة القرطاس تؤذين ِ
ولكن دموعي خالطت بدمائها
وحياء وجهي بات يخزين ِ
ونسيت نفسي انني يعربي
من كثرة التطبيع والتخمين ِ
كنا ننادي القدس مسجدنا
عذراً فإنا لم نعد يافلسطين ِ