أول مسؤول غير رسمي يلتقيه وزير خارجية تركيا هاكان فيدن بعد لقائه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في بغداد، هو الشيخ خميس الخنجر زعيم تحالف السيادة ، في دلالة واضحة على الدور الذي يقوم به الخنجر في تصفير أو حلحلة المشكلات بين البلدين ولعل أخطرها واهمها ملفَّاتٍ الأمنُ، والحدودُ، والمياهُ، والطاقةُ، وتوسيعُ نطاقِ التجارةِ بينَ البلدين. وهي نفس الملفات التي ناقشها الضيف مع كل من رئيسي الجمهورية والوزراء .
وسبقت زيارة هاكان زيارة الخنجر الى انقرة في الثالث عشر من آب الحالي، ويمكن قراءة زيارة الشيخ الخنجر تمهيداً لزيارة وزير الخارجية التركي الحالية للتفاهم على القضايا المشتركة بين البلدين وهنا تكمن اهمية التكليف، من الرئيس اردوغان لوزير خارجيته هاكان فيدان وهو الشخصية المؤثرة في القرار السياسي التركي.
دون مبالغة يمكن اعتبار زعيم تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر واحداً من قلائل السياسيين العراقيين القادر على التأثير في صناعة واتخاذ القرار السياسي في أنقرة.
وتكمن اهمية اللقاء في بغداد بامكانية احداث قفزة نوعية جديدة في العلاقات الثنائية والتطوير المشترك ، خصوصاً في التعاون مع العراق لإنشاء طريق التنمية الإستراتيجي بين البلدين، فضلا عن الدفع باتجاه تصفير ملف حزب العمال الكردستاني ورفع كاهله عن الجسد السياسي العراقي ، خصوصا وان العراق اعلن في اكثر من مناسبة بأنه لن يسمح لأي جهة أو تنظيم، تحت أي مسمى، أن يعبث بالأمن أو استخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار، وهذا موقف مبدئي ثابت كما نص عليه الدستور.
الدلالة الأكبر في لقاء الخنجر وهاكان تكمن في الاعتراف التركي الصريح والواضح بان الخنجر وتحالف السيادة الذي يتزعمه ، هو الأكثر تمثيلاً ، كمياً ونوعياً ، لمصالح المكون السني في العراق ، وهو أكثر الشخصيات قبولاً للحوارات المشتركة في القضايا التي تهم البلدين رسمياً وشعبياً .