19 ديسمبر، 2024 9:34 م

بغداد.. وأعراس إستعراضات داحس والغبراء!!

بغداد.. وأعراس إستعراضات داحس والغبراء!!

تشهد بغداد ، منذ فترة ليست بالقصيرة ، وبخاصة في عهد السيد مصطفى الكاظمي ، أعراس إستعراضات ، لايعرف مصدرها ، ولكن لا يتبادل فيها العراقيون القبل ولا الألعاب النارية ، بل بالدبابات والسيارات الرباعية الدفع ، حيث تزين سيارات الأعراس باللون الخاكي ، تعبيرا عن حب العراقيين للحب والحرب ، وقصص حروب داحس والغبراء ، كما أن حرب البسوس ماتزال بعض فصولها تدور في هذا البلد على مقربة من المنطقة الخضراء!!

والعالم كله ، وبلاسخارت المسكينة ، و ” بايدن المطفي” ، يشاهدون مسرحيات تلك الفصول ، على الهواء مباشرة ، ويراقبون المشهد العراقي، ظنا منهم بوجود معالم ” إنقلاب عسكري” ، ولكن ” الإخوة الاعداء” وحرصا منهم على “حقن الدماء” ، سرعان ما يتبادلون القبل، ويتم تنكيس البنادق ، وتدق طبول الفرح إيذانا بإنتهاء العرس ، وكأن شيئا لم يكن ، وتعود طوابير السيارات المدرعة والمصفحة الى قواعدها ، وهي ترفع الإعلام العراقية إيذانا بالنصر الذي حققته ، في ” معارك” تبدو “وهمية”، لانعرف فيها، من هو المنتصر ومن هو الخاسر ، حيث لايعرف العراقيون الى أين ينتهي بهم المطاف في خاتمة تلك الأعراس التي تتكرر مشاهدها البهلوانية بين حين وآخر !!

إطمئنوا ايها العراقيون : لن يحدث ” انقلاب عسكري” ، لأن ” الإخوة الاعداء” سرعان مايجيشون الجيوش ، ويعدون خطط المواجهة والحرب، ويهيأون مسارحها ، وما أن تصل الى حد إندلاع شراراتها، حتى يتراجع الكل ، ويدركون في نهاية المطاف أن أجواء الحرب ونيرانها المحرقة ستحرق الأخضر واليابس وسيكون العراقيون وقودها، وما أن ينتهي الإستعرض من قبل طرفي الصراع، حتى تتوقف طبول الحرب، ويتم عزف السلام الجمهوري العراقي، على مقربة من قصر الرئيس الذي كان على وشك أن يغادر بغداد الى جهة مجهولة، قبل أن تطيح به عساكر المنطقة الخضراء، ويصبح مصير الرئيس في خبر كان..أما رئيس البرلمان فيدرك أن ضم رأسه هو الأسلم له، ويجد في إقامته الدائمة بمدينة الفلوجة ، حيث الدهن الحر والصواني العامرة بالخرفان والغزلان وهي تحيط بمضيفه هناك، ويبتعد عن الاقامة ببغداد ، كي لاتطاله نيران المعارك ، فهو يدرك أن الصراع بين “الإخوة الاعداء” يصل أحيانا الى حد ” كسر العظم” ، وقد يواجه مصيرا مجهولا ، لايقل خطرا عما يواجهه بقية جوقة الحكم!!

ومن الملاحظ أن العرس الذي تشهده بغداد، في كل مرة، لاتوجد فيه ” سيارة العروس” للأسف ، لكن ” العريس” ينقل بالأهازيج، بعد أن يتم اطلاق سراحه، بالرغم من أن التهمة الموجهة له “4 إرهاب”، بحسب بيان دولة رئيس الوزراء، الذي يخرج في كل مرة وقد تصبب عرقا من خجل ما يواجهه من تهكمات أمام ملايين العراقيين ، وهم يشفقون على حال دولة رئيس الوزراء المتهالكة، ومن بياناته التي أصبحت محل تندر وسخرية من ملايين العراقيين، من أن يكون قد واجه ” إنقلابا” ، ولم يكن بمقدوره معرفة مصيره، إن خرج منه سالما، أم أن هناك من يخطط لإزالته من واجهة المنصب، المهدد به في كل مرة، وهو حتى وإن قبل به على مضض، الا انه مايزال يعتقد، ان بمقدوره أن يسلم المنصب في بضعة شهور قادمة ، وهو في كل مرة كما يقول ، يريد أن تنتهي كل تلك المعارك وفصول حروب داحس والغبراء، بأقل الخسائر، لكي لاتمتد الى أربعين عاما مقبلة ، كما هو عادة العرب في كل حروبهم في العصور الغابرة!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات